ارشيف من :ترجمات ودراسات
كيف تابعت وسائل اعلام العدو خطاب السيد نصرالله؟
لافتا كان اهتمام "اعلام العدو" بخطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الاحتفال بذكرى اسبوع الشهيد سمير القنطار، تجلى ذلك بنقل المقاطع الهامة من الخطاب مع ترجمة خطية، وتحليل كل شاردة وواردة وردت في الخطاب، حيث أجمعت كل تعليقات التلفزة "الاسرائيلية" حول خطاب سماحته، على جدية وحتمية الرد الآتي على عملية الاغتيال.
وتوقفت التعليقات عند استهزائه بالجنود والضباط الصهاينة، وصولا الى رده على وزير الامن الصهيوني موشيه يعالون، لتخلص الى الاشارة الى معرفة السيد نصر الله بتفاصيل ما يحدث في "اسرائيل" واطلاعه بشكل يومي على التطورات فيها.
القناة "العاشرة": كل التقديرات بأن نصر الله سيرد على اغتيال القنطار
ربطت القناة "العاشرة" في تلفزيون العدو بين ما اسمتها "التهديدات التي تواجهها "اسرائيل" والتي تحدث عنها رئيس الاركان غادي ايزنكوت في مراسم تشكيل لواء "الكوماندوس"، وبين خطاب الامين العام لحزب الله (السيد) حسن نصر الله اليوم".
القناة بدأت بعرض كلام السيد نصر الله مع ترجمة خطية لكلامه الى العبرية، وركزت على المقطع الذي توعد فيه سماحته بأن "الرد على اغتيال القنطار قادم لا محالة"، واشارته الى "اختباء الجنود الاسرائيليين عند الحدود من الناقورة، من البحر الى مزارع شبعا والى آخر موقع اسرائيلي في الجولان المحتل الى آخر خطابه".
بعد ذلك، لجأت القناة الى تحليل خطاب السيد نصر الله، فاستعانت بـ"محلل الشؤون العربية" لديها "حيزي سيمانتوف"، للوقوف على مدى جدية تهديد السيد نصر الله، وسألت "هل يمكن أن ندرج هذا التهديد في مسلسل تهديدات نصر الله الدائم؟"،
وهو ما أجاب عليه المحلل "الاسرائيلي" بالقول:"إن (السيد) نصر الله استخدم دائمًا هذه اللغة التهديدية، "يجب أن تكونوا قلقين"، "نحن سنرد"، و"نحن مستعدون"، و"لن نلتزم الصمت"، وقال "سيمانتوف": "هذه لغة نصر الله الدائمة، لكن هذه المرة استخدم ما قاله مؤخرا "ألون بن دافيد"، "إنهم في "اسرائيل" لم يفهموا اهمية سمير القنطار من ناحية حزب الله، لكن نصر الله يلزم نفسه برد وأن الرد سيأتي".
وردًا على سؤال حول ما اذا كان هنالك من تماثل بين تهديدات (السيد) نصر الله والرغبة في الانتقام، قال "سيمانتوف" للقناة "العاشرة" "ان نصر الله يعرف كيف يهدد وكيف يخطب، والسؤال هو ما الذي سيفعله عمليًا. هل سيرد على الاغتيال الذي ينسبه الى "اسرائيل؟".
وهنا يخلص المحلل الاسرائيلي في حديثه لقناة العدو الى الاستنتاج بأن الرد حتمي بحسب كل التقديرات، مرجحا ايضًا ان يكون الرد من بوابة الجولان.
القناة "العاشرة" : حزب الله لن يسكت على اغتيال القنطار
وفي السياق عينه، قال محلل الشؤون العربية في القناة "العاشرة" "تسبي يحزيكيلي" في تعليقه على تهديدات (السيد) نصر الله بالرد على اغتيال القنطار، "للمرة الثانية في أقل من اسبوع على اغتيال القنطار، يؤكد نصر الله حتمية الرد ويرد على كل التقارير التي تحدثت عن ارسال "اسرائيل" رسالة تحذره فيها من الرد، فها هو نصر الله يرد ويقول نحن سننتقم".
ويشير يحزكيلي الى ضرورة رؤية الامور من منظور، ان "حزب الله لن يسكت على الاغتيال"، مشيرا الى انه "ربما يكتفي بعملية متوسطة الحجم"، ويسأل :"لكن هل حزب الله يريد حرب؟ التقدير وايضًا في تهديد اسرائيل له الذي يقول لا تذهب الى أمر يؤدي الى حرب". ويخلص الى القول بأن "حزب الله لا يمكن ان يسمح لنفسه التسبب بحرب".
وينتهي المحلل الاسرائيلي الى التأكيد "ان نصر الله ملتزم بدون شك بخطاباته ووعوده بالرد والانتقام رغم تورطه في سوريا، لكن كما يبدو الرد في الحدود السورية أو في أي زاوية من هذا العالم. "اسرائيل" تستعد ونصر الله يهدد، هذا هو الواقع بعد اغتيال القنطار". وفق ما يخلص اليه المحلل "يحزيكيلي".
القناة "الثانية": نصر الله يرد على يعلون ويقيد نفسه بالرد على اغتيال القنطار
وفي تعليق لمحلل الشؤون العربية في القناة "الثانية" في تلفزيون العدو حول الرسائل التي تضمنها خطاب (السيد) نصر الله، قال ايهود يعري "ان نصر الله كان اليوم أكثر وضوحا في تهديده بأن رد حزب الله على تصفية سمير القنطار سيأتي، وهو يقول إن رده يمكن أن يكون على الحدود".
وتوقف المحلل "الاسرائيلي عند "استهزاء (السيد) بحقيقة انه لم يتم رؤية دوريات الجيش الاسرائيلي في الأيام الاخيرة، وهي تتحرك على الحدود مع جنوب لبنان وهضبة الجولان".
واشار "يعري" الى ان السيد يقول إن الرد يمكن أن يكون على الحدود ويمكن أن يكون في داخل وخارج "اسرائيل"، هو لم يفصل، وهو يقول إن الامر بيد عناصر العمليات وهو هذه المرة يقيّد يديه ونفسه وهو يقول بأنه يجب أن يكون هناك رد وسيكون هناك رد".
وهنا يقول المذيع في القنة "الثانية" :"استمعوا الى ما قاله(السيد) نصر الله"، ليتم بعدها الانتقال الى كلام سماحته مع ترجمة عبرية حرفية لكل كلمة في أسفل الشاشة، لاسيما للمقطع الذي يتحدث فيه عن واجب "الاسرائيليين" بأن يقلقوا كما هم قلقون الآن عند الحدود، وفي الداخل، وقلقون في الخارج الى آخر كلام السيد حول التهويل وعدم الجدوى..".
بعد ذلك، تعلق مذيعة القناة، فتشير الى أن التهديد هو نفسه التهديد في الخطاب السابق، ليوافقها المحلل "ايهود يعري" الرأي، ويضيف بأن "(السيد نصر الله رد في خطابه على كلام وزير الامن موشيه يعلون، الذي قاله أمس هنا في استوديو واجه الصحافة، ولفت الى أمر مهم يجب تذكره دائمًا وهو كم هو مهم إقامة مقاومة مسلحة تعمل في هضبة الجولان".
نصر الله مطلع على كل ما يحدث في "اسرائيل" يوميًا والقرار هو بالرد على اغتيال القنطار
بعد ذلك، توقفت القناة "الثانية" باستغراب، عند عدم اخذ (السيد) نصر الله التهديدات التي وجهت الى حزب الله بحال رد على اغتيال القنطار، فقال المذيع معلقٌا "يبدو انه لم يسمع التهديدات والتحذيرات والتلميحات التي تقول بأنه سيدفع ثمنا باهضا اذا انتقم؟"، وهو ما يعقب عليه بالتأكيد محلل الشؤون العربية ايهود يعري، فيقول:"انا لا اعتقد انه استمع بنفسه، لكنه تلقى ترجمة لما قاله أمس هنا وزير الامن موشيه يعلون، وهو علّق على ذلك، وقال إن سمعت كلامه وهو علّق على تهديدات أخرى سمعها من اسرائيل وهو في الواقع يقول كالتالي: إنا اقيد نفسي ويدي أمام الميكروفونات بأني ملتزم بالرد. أما الرد اين؟ على الحدود، في البلاد او خارجها، هو لم يقل أين...".
وهنا يعتبر "يعري" أن السؤال الابرز يبقى هو:"ما الذي حدث بين خطابه اليوم وخطابه الذي ألقاه بعد تشييع القنطار قبل اسبوع، ولماذا كان تهديده في الخطاب الاول من باب الالتزام الاخلاقي والمعنوي، واليوم تهديده مفصل وواضح؟"، ويخلص المحلل "الاسرائيلي" للقول:"أنا اعتقد انه حصلت مشاورات وربما مع الايرانيين والقرار الذي اعلنه اليوم هو الرد لكنه لم يقل متى".
ولا يتوانى المذيع في القناة الثانية عن سؤال المحلل في الاستوديو عمّن يشير الى (السيد) نصر الله ومن ينقل له الرسائل من "اسرائيل" والتي تقول ان الرد سيكلفه ثمنا باهضًا؟، وهو ما يجيب عليه يعري قائلا:"هم يتابعون كل ما يحدث في اسرائيل، ولديهم منظومة كاملة، ونحن نرى هذا يوميًا، منظومة تتابع وسائل الاعلام في البلاد (اسرائيل)، الصحف في "اسرائيل" والتصريحات في "اسرائيل" والشبكات الاجتماعية وكل شبكات "الواتسآب"، هم يتابعون كل ذلك ويبلغونها. ونصر الله يطلع يوميًا وربما كل نصف يوم على ما يقولون في "اسرائيل" وما يحدث في "اسرائيل" وكما ترون هو مطلع جيدا على الاوضاع لدينا".