ارشيف من :آراء وتحليلات

بينظير بوتو: ابنة القدر

بينظير بوتو: ابنة القدر

"بينظير بوتو"، لعله الاسم الباكستاني الأكثر شهرة بعد "محمد علي جناح" مؤسس الجمهورية الإسلامية الباكستانية. لكن لا الشهرة ، ولا الشعبية التي كانت قد ورثتها في لحظة سياسية حساسة عن والدها "ذو الفقار علي بوتو " مؤسس حزب الشعب الباكستاني، استطاعت أن تحميها من قدرها في 27 كانون الاول/ ديسمبر 2007 ، حيث اغتيلت في مدينة راولبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد، بعد عودتها من المنفى في 18 تشرين الاول/اكتوبر على إثر عفو صادر عن الرئيس الباكستاني حينها الجنرال برويز مشرف.


صدقت بينظير بوتو عندما أسمت نفسها "ابنة القدر" ، هذا الاسم الذي كان عنواناً لكتابها عن سيرتها الشخصية والسياسية، الصادر سنة 1989.  

بينظير بوتو: ابنة القدر


فقد زج بها القدر عنوة في الحياة السياسية، عندما استفاقت ذات صباح على خبر إعدام والدها ذو الفقار علي بوتو ، بعد انقلاب الجنرال ضياء الحق عليه عام 1977 . لتعود بعد عشرة أعوام عام 1988 لتصبح رئيسة مساعدة للحزب سنة 1986 ، ورئيسة له سنة 1993، وزعيمة دائمة للحزب سنة 1997 . كما تولت رئاسة حكومة باكستان  مرتين (1988-1990  ، 1993-1996  لتصبح بينظير بوتو أصغر رئيسة وزراء في العالم واول رئيسة وزراء في آسيا .


يرى متابعون، أن اغتيال بينظير بوتو هو في الحقيقة اغتيال لحزب الشعب نفسه، الذي فقد الأهلية للاستمرار كأحد الأحزاب السياسية الكبيرة في باكستان، فتهم الفساد والرشوة الملتصقة بعائلة بوتو ، بالتحديد زوجها الرئيس السابق آصف علي زرداري، أفقد الحزب شعبيته  وقدرته على الحركة، فالحزب الآن من غير رأس يقوده داخل باكستان، حيث إن زرداري هرباً من الملاحقة القانونية ومن السلطات القضائية قاطنٌ في دبي، حتى أنه لم يستطع المشاركة في الذكرى السنوية لاغتيال بينظير بوتو الذي أقيم يوم أمس الأحد.


وما يزال موتها للحظة لغزاً لم تفك شيفرته، أوكما يقول البعض لا يراد له أن يُفك، فبعد مرور ثماني سنوات ما يزال المجرم حرا طليقا، كما تم إغفال عملية التحقيق، فضلاً عن طمس الأدلة، حيث إنه لم يتم تشريح الجثة للآن، وجرى إغلاق الملف بصمت.

أعوام مرت على إغتيالها، ولا جديد في التحقيق، وحزب الشعب كما يقول مراقبون عاد ثماني سنين ضوئية للوراء، ولا أدل على ذلك من نتائج انتخابات 2013 البرلمانية، التي كسح فيها نواز شريف حزب الشعب ، والانتخابات البلدية التي جرت مؤخراً فكانت نتائج حزب الشعب أكثر سوءاً مما توقع المتشائمون حتى.

 

2015-12-28