ارشيف من :أخبار لبنانية
كتاب اميركيون يتآمرون على ايران
نشرت مجلة "فورين آفيرز" مقالة لثلاثة كتاب بينهم اثنان من كبار منظري تيار جديد من المحافظين الجدد ومن المتوقع ان يحتلوا مناصب هامة في حال فوز احد المرشحين الجمهوريين بالرئاسة الاميركية، لذلك فإن هذه الآراء قد تشكل اساس السياسة الخارجية الاميركية في حال فوز الجمهوريين بالرئاسة.
فقد كتب كل من "اليوت كوهين" و "اريك ادلمان" و "راي تاكيه" مقالة مطولة نشرتها "فورين آفيرز" حملت عنوان "حان وقت التشدد مع ايران: السياسة تجاه ايران بعد الاتفاق" (الاتفاق النووي)". واعتبر الكتّاب ان الاتفاق النووي المتمثل بخطة العمل المشتركة هو من اكثر الاتفاقات الناقصة في مجال الحد من التسلح وانه لا يمكن اتباع سياسة راشدة تجاه ايران في ظل الاتفاق النووي بشكله الموجود حالياً. وزعم الكتّاب الثلاثة ان الاتفاق النووي يثبت مكانة ايران كقوة على العتبة النووية ويمهد كذلك الى بناء ايران القنبلة النووية.
وقد حث الكتّاب الولايات المتحدة على تعديل البند الذي ينص على رفع بعض القيود على برنامج ايران النووي خلال ثمانية اعوام، حيث رأوا ان هذه القيود تعتبر من اهم القيود المفروضة على برنامج طهران النووي. ودعا الكتّاب المسؤولين الاميركيين الى اجراء تصويت عند انتهاء مهلة الاتفاق بين قوى الخمس زائد واحد وايران على تمديد القيود المفروضة خمس سنوات اضافية، و كذلك الى اجراء مثل هكذا تصويت كل خمس سنوات بعد ذلك.(على ان تحسم المسألة بحسب اغلبية التصويت).
كما دعا الكتّاب الولايات المتحدة الى مطالبة ايران بنقل اليورانيوم المخصب لديها الى خارج البلاد بشكل نهائي، والى الاصرار على ان تحتفظ ايران باجهزة الطرد المركزي البدائية فقط. وطالبوا المجتمع الدولي بمواصلة الضغط على ايران لكي توقف تطوير الصواريخ البالستية، زاعمين أن هذه الصواريخ ليس لديها اي غرض شرعي سوى حمل الاسلحة النووية.
كذلك، زعم الكتّاب ان الرئيس الاميركي المقبل قادر على اعادة النظر بالاتفاق النووي وانه من الضروري ان يقوم بذلك. وقالوا ان على الرئيس المقبل ايضاً ان يوجه رسالة واضحة الى حلفاء واشنطن الاوروبيين بأن كيفية رد فعلهم على تعديلات في خطة العمل المشتركة ستؤثر على علاقاتهم مع الولايات المتحدة.
علاوة على ذلك حث الكتّاب الولايات المتحدة على معاقبة ايران بسبب ما اسموه "رعايتها للارهاب" و "انتهاكاتها في مجال حقوق الانسان". و في هذا الاطار دعوا الى عزل ايران عن الاقتصاد العالمي عبر اعادة فرض نظام العقوبات قدر الامكان، كما دعوا الى شن حرب سياسية لتعزيز حالة استياء الشارع الايراني من النظام وتعميق الشقاق داخل الدائرة الحاكمة.
كما حث الكتّاب المسؤولين الاميركيين على تحدي "قيم وبقاء" النظام الايراني بغية "نزع شرعية الجمهورية الاسلامية". وقالوا ان على المسؤولين الاميركيين تأنيب ايران على اساس انها قوة شمولية من بقايا القرن العشرين ستزول عن الوجود حتماً. واعتبروا ان ما من احد قادر على حشد المعارضة في الخارج كما الرئيس الاميركي، وان الرئيس الاميركي المقبل يجب ان يتبع هذا النهج.
وطرح الكتّاب ان تستفيد الحكومة الاميركية من وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي من اجل توجيه رسالة مفادها ان الحكم الديني في ايران لم يسفر سوى عن الحرمان الاقتصادي والسياسي. وفي هذا الاطار دعوا الى تسليط الضوء على مشاريع ايران الامبريالية وتخصيص مواردها لحزب الله والنظام السوري. وفي السياق ذاته طرحوا قيام الولايات المتحدة بتشجيع وكذلك الاعلان عن حالات الانشقاق عن النظام، حيث رأوا ان ذلك قد يزرع الارتباك وانعدام الثقة داخل الحكومة الايرانية.
الكتّاب تحدثوا ايضاً عن وجوب قيام الولايات المتحدة بفرض العقوبات على قوات حرس الثورة الايرانية وان تصنف وزارة الخارجية الاميركية قوات حرس الثورة بالمنظمة الارهابية. كما دعوا الحكومة الاميركية الى تصنيف عدد اكبر من الافراد في قوات حرس الثورة بانهم منتهكون لحقوق الانسان والى ابقاء العقوبات المفروضة على مؤسسات ايران المالية. وزعم الكتّاب ان الجمهورية الاسلامية تبقى عرضة للثورات الشعبية، حيث تحدثوا عن حتمية اندلاع ما اسموه ثورة شعبية جديدة وعن ضرورة وقوف الولايات المتحدة الى جانب هذه "الثورة " عندما تحصل.
وهنا قال الكتّاب ان ايرن يبدو انها وصلت الى ذروة قوتها، حيث يسيطر من اسموهم "بوكلائها" على ثلاث عواصم عربية – و هي دمشق وبغداد وصنعاء – كما يلعب وكلاؤها دورا كبيرا جدا في بيروت، بحسب ما زعم الكتّاب.
وفي السياق ذاته شدد الكتّاب على انه وبينما تواجه الولايات المتحدة ايران، ستحتاج الى اللاعبين الاقلميين ليتحملوا مسؤولياتهم. وقالوا ان على السياسيين العراقيين وامراء الخليج والمتمردين السوريين لعب دور في دحر ايران، كما شددوا على ضرورة ان توضح الولايات المتحدة انه في مقابل الحماية الاميركية، يجب على حلفاء واشنطن العرب تقليص علاقاتهم التجارية وتمثيلهم الدبلوماسي في طهران. وأكدوا ضرورة "التحام العالم العربي تحت رعاية الولايات المتحدة" بوجه ايران.
الكتّاب اشاروا الى ان انشاء ائتلاف جديد معادٍ لايران سيتطلب شيشاً افتقدت اليه ادارة اوباما: وهو استراتيجية تشديد القيود على طهران وتعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها التقليديين. كما قال الكتّاب ان الولايات المتحدة لا تزال تستطيع تدريب وتسليح البدائل القادرة على الحاق هزائم اكبر بالنظام، خاصة الاكراد ومقاتلو العشائر العربية والدروز. غير انهم اعتبروا ان هذه الجماعات لن تحقق المكاسب الميدانية الا في حال سمحت لهم الولايات المتحدة بمهاجمة نظام الاسد.
كذلك قال الكتّاب ان قلب ميزان القوة ضد نظام الاسد سيتطلب اقناع تركيا باعادة تنظيم اولوياتها في سوريا، حيث اعتبروا ان جعل انقرة تصطف اكثر مع السياسية الاميركيةسيتطلب تبادلا حقيقيا في الآراء وان يبين الدبلوماسيون الاميركيون انهم يتشاركون رغبة تركيا بالتخلص من نظام الاسد. ورأوا ان الاتراك في المقابل سيكون عليهم التخلي عن تركيز الجهود على محاربة الاكراد والموافقة على جعل المعركة ضد الاسد وداعش الاولوية القصوى.
وقالوا ايضاً ان على واشنطن دعم منطقة آمنة للاجئين،"التي يتطلب بشكل شبه حتمي منطقة حظر طيران". ولفتوا الى ان المنطقة الآمنة قد تساهم في فسح المجال حيث يمكن ان تنمو معارضة سنية عربية معتدلة. وطالبوا واشنطن بالضغط على الحكومة العراقية بغية الحكم بشكل شامل اكثر، كي تظهر هذه الحكومة على انها تعمل من اجل الجميع. واضافوا ان على واشنطن تكثيف مساعداتها العسكرية لصالح العناصر القبلية الكردية والسنية وكذلك تكثيف الحملة الجوية ضد داعش في كل من العراق وسوريا وتعزيز الوجود العسكري الاميركي الى جانب القوات العراقية.
كما اكد الكتّاب على ضرورة توفير الولايات المتحدة المساعدة لدول الخليج في مواصلة فرض الحصار على اليمن من اجل منع "السفن الايرانية" من اعادة تزويد وكلائها" و فقاً لتعبير الكتّاب.وشدد الكتّاب على ضرورة ان تقوم واشنطن باستعادة ثقة اسرائيل ودول الخليج، ودعوا الى تزويد دول الخليج بالانظمة المضادة للصواريخ الدقيقة.
وفي الختام، تحدث الكتّاب عن ضرورة قيام دول الخليج بالمزيد من اجل تقليص قدرة ايران على منع صادرات النفط عبر مضيق هرمز، وحثوا هذه الدول على الاستثمار بالقدرات مثل صواريخ جو-جو القادرة على اسقاط الطائرات الايرانية و صواريخ الكروز، وخلصوا إلى أن ايران تشكل مشكلة اكبر من الجماعات المتطرفة مثل داعش، حيث ان هذه الجماعات لا تمتلك الموارد والقدرات التي تمتلكها ايران، حسب زعمهم.