ارشيف من :آراء وتحليلات

عندما تكون الحرب مفتوحة مع العدو الاسرائيلي

عندما تكون الحرب مفتوحة مع العدو الاسرائيلي

عندما عمدت "اسرائيل" الى اغتيال قادة وكوادر من ابطال المقاومة في القنيطرة حيث كانوا في مهمة استطلاعية روتينية بعيدا عن اي نشاط عسكري في مواجهة مباشرة مع عناصرها ووحداتها في الجولان المحتل، كانت تعلم جيدا ان ذلك يمثل اعتداءً هجوميا واضحا وبالتالي كانت تنتظر ردا على ذلك وبنسبة مرتفعة. ولم يتأخر ذلك الرد حيث جاءها بطريقة صاعقة ومؤلمة في مزارع شبعا المحتلة. ولم تستطع تدارك الامر او الرد عليه كونه كان مدروسا من كافة النواحي العسكرية والديبلوماسية ومن ناحية القانون الدولي وقواعد الاشتباك المعروفة لدرجة انها استوعبته مرغمة صاغرة.


مؤخرا، وعندما عمدت الى اغتيال المقاوم الشهيد سمير القنطار عبر استهداف مكان وجوده في شقة سكنية في ضاحية دمشق بصاروخ باليستي استراتيجي  ارض - ارض او جو - ارض ومن تلة مشرفة على العاصمة السورية في الجولان المحتل او من اجواء بحيرة طبريا المحتلة وحيث لا فرق في ذلك من ناحية ظروف وابعاد وعدوانية الاغتيال، كانت تضع نصب عينيها ايضا رد المقاومة حيث انها تعرف رمزية الشهيد الحساسة كمناضل تاريخي قبل اسره وخلال ذلك لمدة حوالي الثلاثين عاما وبعد تحريره وانخراطه الكامل في منظومة المقاومة للاحتلال انطلاقا من الاراضي السورية المواجهة للجولان المحتل.

عندما تكون الحرب مفتوحة مع العدو الاسرائيلي


من هنا، هي الان تنتظر الرد، وتعلم علم اليقين انه آتٍ، ليس لأن سيد المقاومة قال انه قادم لا محالة مع ان ذلك كافٍ لتيقنها منه، وليس ايضا لان الامين العام لحزب الله قال "اننا لا نستطيع ولا يمكن ان نتسامح على سفك دماء مجاهدينا واخواننا في اي مكان في العالم "،  واسرائيل تصدق كلامه لان لها تجارب عديدة في ذلك، بل لانها تعرف ان المعركة مفتوحة اصلا مع المقاومة ولم تغلق، وهي في صلبها حيث انها تتصرف منذ هزيمتها في تموز عام 2006 على هذا الاساس من خلال الورشة العسكرية والامنية والاستراتيجية المفتوحة في كامل قطاعات كيانها الغاصب.


اذن، هي في تحضير متواصل ومستمر من ناحية الدراسات الميدانية حول المناورات والخطط استنادا للعبر المستقاة من حرب تموز المذكورة، ومن خلال البرامج الواسعة لمنظومات اعتراض الصواريخ " صواريخ حيتس " و " العصا السحرية " و " القبة الحديدية "، كما انها ترصد ميزانية ضخمة لمواجهة خطر صواريخ المقاومة على البحر من خلال قدرة الاخيرة على تنفيذ حصار بحري على قسم كبير من سواحل فلسطين المحتلة بصواريخ متوسطة المدى من منظومتها السرية الخفية ( ارض- بحر ، كما ان عينها وقلبها وخوفها على حقول الغاز التي تستثمرها في المتوسط ، ولا يفارقها كابوس حصول او عدم حصول المقاومة على صواريخ " ياخونت " الروسية ضد الاهداف البحرية، ولا كابوس حصول او عدم حصول المقاومة على منظومة فعالة من الصواريخ المضادة للطائرات ارض – جو من فصيلة اس 300 او ما يعادلها. وهي تأخذ وعلى محمل الجد فرضية شبه مؤكدة ، من خلال تجارب متراكمة في المواجهات السابقة مع المقاومة، ان حزب الله  سوف يستعمل في اية مواجهة جدية معها  سلاحاً  نوعياً حاسما، سيكون كاسرا لتفوق اسلحتها  وسيحقق المفاجأة في الميدان.


هذا من جهة التقنية العسكرية لناحية تطور اسلحة المقاومة، اما من ناحية تعاظم قدرات المقاومة القتالية نتيجة الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها عناصرها من الحرب الشرسة ضد الارهاب التكفيري في المحيط وخاصة في سوريا، فاسرائيل اصبحت تتصرف في الميدان القريب من الحدود مع لبنان ومع سوريا وكأن الجليل والجولان المحتلين اصبحا في قبضة رجال المقاومة اللبنانية او السورية، وجميع مناوراتها وتحضيراتها في هذا الميدان تحاكي مواجهة عملية دخول صاعق او اكثر لعناصر حزب الله الى اراضي فلسطين المحتلة او عناصر المقاومة السورية الى اراضي الجولان المحتل وذلك من خلال مناورات واسعة اصبحت جاهزة لكي تنفذ على اوامر من جيش العدو تقضي باخلاء كامل لمستوطنات الحدود وبعمق ليس ببسيط باتجاه الداخل الفلسطيني، وذلك تلافيا لوقوع المستوطنين بايدي رجال المقاومة، وتحضيرا لقصف وتدمير هذه المستوطنات عند حصول هذا الدخول الصاعق .


وعليه ...لأن الحرب مع العدو مفتوحة ولم تكن يوما الا كذلك، ولأن الصراع معه مستمر باوجه وباشكال متعددة، ولان عمليات الكر والفر في مواجهته لم تختف يوما،  ولانه لم يترك مناسبة او فرصة الا واظهر عدائية وغطرسة، ولان مخططاته العدوانية تجاه امتنا ثابتة في التاريخ وفي الحاضر ولن تكون غير ذلك في المستقبل، وهي لن تتقدم او تتراجع بسبب تنفيذ عملية مقاومة ضده او بسبب العدول عنها،  لذلك لن ندعه يكسر فينا روح المقاومة، ولن ندعه ينتزع منّا روح المواجهة ويجرّنا الى الاستسلام والانهيار، بل يجب ان نبقى على كبريائنا وعلى عنفواننا لان التاريخ لا يقاس بمعركة او بواقعة بل هو مسار طويل من الالتزام  والعمل والشهادة والانتصارات.

2015-12-29