ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: تحرير الرمادي انتصار ممهد لهزيمة ’داعش’
علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على تحرير مدينة الرمادي في العراق، فاعتبرت أن الانتصار هذا هو آخر المؤشرات التي تدل على ان داعش في حالة تراجع، وأشارت الى الخسائر التي تلقتها داعش في تكريت وبيجي وحويجه وسد تشرين وسنجار على ايدي القوات العراقية والكردية، لافتة الى التقديرات التي تفيد بأن سيطرة الجماعة على الاراضي العراقية قد تقلصت بنسبة اربعين بالمائة منذ العام الماضي.
الصحيفة رأت أن استعادة الرمادي لها اهمية خاصة كونها عاصمة محافظة الانبار، التي هي "معقل" للسنة وفقاً لتعبير الصحيفة. وعليه اعتبرت أن الانجاز الاخير سيعطي الحكومة العراقية ما تحتاجه لقطع خطوط الامداد الى الفلوجه واضعاف سيطرة داعش على هذه المدينة، التي تقع على مسافة اقرب حتى من بغداد. كما اعتبرت الصحيفة ان معركة الرمادي قد برأت بشكل جزئي الجيش العراقي، بعدما تخلى الاخير عن الموصل امام تنظيم داعش.
كذلك تحدثت الصحيفة عن اجراء الاميركيين والعراقيين تغييرات عسكرية لهجوم الرمادي، حيث لفتت الى ان القوات العراقية عملت لاشهر على محاصرة المدينة وحظيت بدعم 630 ضربة جوية على اهداف تابعة لداعش نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ شهر تموز/ يوليو، وذلك الى جانب التنسيق المتواصل مع القياديين العسكريين الاميركيين.
كما اشارت الصحيفة الى مساعدة المستشارين الاميركيين لآلاف مقاتلي العشائر السنية المعارضين لداعش، بغية تأمين الاحياء التي تمت استعادتها من المسلحين. وحذرت من ان الانتصار العسكري وحده لن يكون كافياً لهزيمة داعش وأن الاصلاحات السياسية مطلوبة ايضاً.
ولفتت الى ان الانتصار في الرمادي يجب ان يعزز مكانة رئيس الوزراء حيدر العبادي، مشيرة إلى ان هزيمة داعش على المدى الطويل تتطلب ان يقوم العبادي باقناع السياسيين العراقيين بأن يسمحوا بالمزيد من الحكم الذاتي لقادة السنة، و كذلك توسيع دورهم.
كما قالت الصحيفة ان العبادي والسلطات العراقية الاخرى يجب ان يضمنوا العودة الآمنة للسكان السنة الذين فروا من القتال والذين قد يعودون الآن الى منازلهم. واضافت ان الولايات المتحدة وحلافاءها في التحالف قدموا مساهمة كبيرة من خلال التعهد بتقديم 50 مليون دولار لاعادة بناء المدينة. وشددت على ان القادة العراقيين سيحتاجون استراتيجية سياسية وعسكرية للامساك بالرمادي بشكل نهائي قبل ان يتحركوا لاستعادة الموصل.
صحيفة "واشنطن بوست" من جهتها اعتبرت أن رفع راية الحكومة العراقية في وسط الرمادي تقدم مشجع في الحرب على داعش، وليس فقط من ناحية استعادة المناطق. وقالت الصحيفة انه تمت استعادة الرمادي من قبل قوات الجيش العراقي التي اعيد بناؤها وتدريبها مع مساعدة اميركية وبدعم جوي قدمته الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده. وتحدثت عن اهمية نجاح العملية من دون مشاركة من اسمتهم "الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من قبل ايران" وكذلك على اهمية مشاركة قوات العشائر السنية.
كما اشارت الصحيفة الى هزائم تلقتها داعش على ايدي اطراف مختلفة منذ منتصف تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، حيث لعب من وصفتهم "بالميليشيات الشيعية" الدور القيادي في استعادة مصفاة بيجي شمالي بغداد، بينما قام المقاتلون الاكراد بتحرير منطقة سنجار.
الا ان الصحيفة اشارت الى "المقلب الآخر" من هذه الانباء الايجابية، حيث قالت ان الانباء غير السارة هي ان الولايات المتحدة وحلفاءها ربما يقتربون من سقف ما يمكنهم القيام به ضد داعش من دون معالجة المشكلة الاساس التي تتمثل في غياب بديل سياسي سني معتدل او قوة مقاتلة سنية معتدلة، سواء كان في العراق او سوريا.
وزعمت ان المعتدلين السنة في سوريا يستهدفون من قبل حكومة الرئيس بشار الاسد وحلفائه الايرانيين والروس، ولفتت إلى أن التحالف العسكري الذي أنشاته الرياض يفتقد الى التماسك المطلوب لتقديم بديل سياسي عن داعش، كما ان هذا التحالف يركز جهوده على اية حال على الحرب ضد دمشق.
الصحيفة لفتت الى ان استراتيجية اوباما لحل "المشكلة السنية" تتمحور حول مساعي وزير الخارجية جون كيري لكسب تأييد كل من روسيا وايران لتسوية سياسية في سوريا. وعليه اعتبرت ان من غير الوارد ان تنجح هذه الاستراتيجية من دون اتخاذ خطوات على الارض لا يزال يمتنع اوباما عن القيام بها، مثل انشاء مناطقة محمية في سوريا.