ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: التحالف السعودي في اليمن فاشل..وحزب الله يعزز خبراته القتالية
ركزت الصحف الاجنبية على تحرير الرمادي وفشل التحالف السعودي في اليمن، في وقت أكدت أهمية الخبرات التي يكتسبها حزب الله في قتاله الارهابيين في سوريا.
فقد كتب الباحث “Kenneth Pollack” مقالة نشرت على موقع معهد بروكنغز حملت عنوان "ما الذي يعنيه تحرير الرمادي بالنسبة للعراق وايران والولايات المتحدة؟"، اعتبر فيها ان تحرير الرمادي يدل على ان العراقيين قادرون على القيام بما تريده وتحتاجه منهم واشنطن. غير انه زعم بالوقت نفسه ان العراقيين غير قادرين على ذلك دون مساعدة اميركية تشمل الموارد العسكرية وغيرها، وليس مجرد الاصرار الكلامي.
الكاتب رأى أن النزاع في العراق ليس معركة "اما غالب او مغلوب" بين ايران و الولايات المتحدة"،حيث قال ان هناك مصالح مشتركة بين البلدين في العراق كما هناك مصالح تتعارض بالكامل. عليه اعتبر ان تحرير الرمادي يجب ان لا ينظر اليه على انه دليل على ان التقدم في العراق يتطلب من الولايات المتحدة تهميش او حتى هزيمة ايران في العراق، مؤكداً بالوقت نفسه استحالة ذلك.
وفي اطار الحديث عن المصالح المشتركة، اشار الكاتب الى تشجيع طهران وواشنطن العراقيين الشيعة على المشاركة في العملية الديمقراطية في العراق بين عامي 2003 و 2005، واعتبر ان كلا البلدين يريد دولة عراقية موحدة (اقله دولة عراقية عربية) تحت قيادة حكومة ديمقراطية في بغداد، ورأى أن قيام قوات الامن العراقية والاميركيين باعادة توحيد العراق وجلب الاستقرار الى البلاد وطرد داعش من العراق ليس بالضرورة أمرا سيئا لايران بل يصب في مصلحة ايران بالغالب.
وقال في هذا الاطار ان ذلك يعني نفوذا اكبر لاميركا في العراق مقارنة بعام 2014، لكنه اضاف ان ايران سيبقى لها تأثير كبير.
من جهته، الباحث في معهد بروكنغز سلطان بركات كتب مقالة نشرت على موقع قناة الجزيرة باللغة الانكليزية وايضاً على موقع معهد بروكنغز نفسه اشار فيها الى خلافات بين التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والتي ظهرت جلياً في الهجوم الاخير على مدينة تعز. وقال الكاتب ان دول التحالف غير الخليجية تجد صعوبة متزايدة في حشد الدعم للحرب ما يجعل نشر القوات بشكل منظم ومنسق يشكل تحدياً كبيراً.
الكاتب قال: إنه يجب النظر بجدية الى مواقف بعض الشركاء في التحالف، خاصة دولة الامارات ومصر، تجاه الاخوان المسلمين الممثلين بحزب الاصلاح في اليمن. كما تحدث الكاتب عن دور رمزي لمدينة تعز حيث ستمتحن وحدة التحالف السعودي والموقف تجاه حركة الاخوان المسلمين، حيث قال ان تعز تعد معقلاً لحزب الاصلاح. واضاف الكاتب ان التحالف الذي تقوده السعودية يبقى معرضاً للانقسام على اكثر من صعيد، ما يشكل تحدياً لقدرتها على الانتصار بالحرب وكذلك على زرع السلام.
وتحدث الكاتب عن عدم رغبة الكثير من دول التحالف المساهمة بالقوات المطلوبة للقيام بعمليات على الارض، مضيفاً أن اغلب الدول غير الخليجية في التحالف تواجه صعوبة في الحفاظ على التأييد الداخلي للحرب. واشار إلى ان اعدادا متزايدة في الشارع الاردني والمغربي والمصري يعتبرون النزاع في اليمن حربا لا تعنيهم. كذلك قال ان دولا مثل السودان وموريتانيا والسنغال لم تتعاون في السابق في المجال العسكري ما يجعل التنسيق امرا صعبا. وتحدث ايضاً عن انقسامات بين دول التحالف حول رؤية هذا التحالف حيال المستقبل السياسي في اليمن، خاصة مكانة حزب الاصلاح.
واكد الكاتب على ضرورة ان توافق دول التحالف على كيفية التعاطي مع الاصلاح وطموحه السياسي، حيث قال ان نفوذ الاصلاح في اليمن امر واضح وجلي، وقال: على الرياض ايجاد سبيل لضم حزب الاصلاح الى مساعي انهاء النزاع وازالة المخاوف الاماراتية والمصرية حيال اجندة الاخوان المسلمين على المدى الطويل.
من جهة ثانية، كتب العميد في الجيش الاسرائيلي "موني كاتز" والباحث "نداف بولاك" مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى حملت عنوان "دروس عسكرية روسية لحزب الله في سوريا"، رجح فيها الكاتبان ان تتعزز الاستراتيجية الهجومية اكثر فاكثر لدى حزب الله جراء العمل الى جانب القوات الروسية، ما سيكون له اثر كبير على النزاعات المستقبلية مع اسرائيل.
واشار الكاتبان الى قيام حزب الله بحرب هجومية كجزء من عملياته في سوريا، وأكدا على ان التدخل الروسي يعزز هذه التجربة وعلى الارجح يعطي حزب الله دروسا مهمة للنزاعات المستقبلية. وقال الكاتبان ان حزب الله اضطر إلى تغيير اهدافه الاساسية في سوريا حيث باتت تتركز هذه الاهداف على السيطرة على الاراضي والامساك بها، وفي نفس الوقت مواجهة قوات شبه تقليدية تستخدم اساليب حرب العصابات.
وأضاف الكاتبان أن حزب الله ينشر مئات المقاتلين في عمليات هجومية معقدة على اراضٍ غير مألوفة، وأشارا إلى ان مثل هكذا تجربة قد تغير آراء حزب الله حول السبيل الافضل للفوز بالمعركة وإلى ان مشاركة روسيا تعني ان حزب الله يتعلم الدروس من احد افضل جيوش العالم.
كما لفت الكاتبان الى ان روسيا ومنذ البداية اعتمدت على القوات السورية والايرانية وحزب الله وغيرهم من القوات لانجاز المهمة على الارض. واضافا ان القوات الروسية على الارجح تتعاون عن كثب مع شركائها لضمان انجاز المهمات. كذلك قالا ان موسكو لا تريد حتى الآن على ما يبدو اضافة اعداد كبيرة من القوات البرية على الارض، ما يعني ضرورة تعزيز التنسيق اكثر فاكثر مع القوى الموجودة على الارض من سوريا وايران وحزب الله وغيرهم.
كما اضاف الكاتبان ان العمل مع الروس سيساعد حزب الله كذلك على معرفة كيفية القيام بعمليات هجومية معقدة في المناطق المدنية، حيث لدى القوات الروسية تجربة طويلة في هذا المجال. وتحدث الكاتبان عن التجربة الروسية في الشيشان، وأشارا الى أن روسيا وحزب الله ليسا في صدد التراجع في سوريا، ما يعني ان تعلم حزب الله لهذه الدروس العسكرية سيستمر.