ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: السعودية تؤجج الطائفية وتتبع نهجاً مماثلاً لـ’داعش’

الصحف الاجنبية: السعودية تؤجج الطائفية وتتبع نهجاً مماثلاً لـ’داعش’

اعتبر كتاب غربيون مختصون بمجال الحركات المتطرفة ان الاساليب التي يتبعها الحكام السعوديون هي شبيهة باساليب داعش، خاصة لجهة اسباب الاعدامات والقتل، كما رأى آخرون أن ما قامت به الرياض من اعدامات سيعزز الطائفية ويؤدي الى المزيد من القتل، في وقت طالب مسؤولون بريطانيون بتعليق صادرات الاسلحة الى السعودية.

تشابه بين آل سعود و"داعش"

بعنوان "عدالة السعودية الشبيهة بتلك التي تمارسها داعش"، كتب الناشط الباكستاني البريطاني ماجد نوّاز مقالة نشرها موقع "دايلي بيست"، اعتبر فيها أن اعدام السعودية 47 شخصاً يعد اكبر عملية اعدام جماعي في المملكة منذ اوائل الثمانينات. وقال: إن هذا التطور يأتي بعد عام 2015 المليء بالدم، حيث اعدمت السعودية 158 شخصاً، وهو اعلى عدد من الاشخاص منذ عقدين، كما يشير الى زيادة العدد بنسبة تسعين بالمائة مقارنة مع العام الذي سبق.

الكاتب أضاف: أنه على الرغم من ان اغلب الذين اعدموا كانوا متهمين بالارهاب، الا انه يجب التشكيك بنظام العدالة في "بلد يعتبر فيه الالحاد حتى جريمة ارهابية بحسب القانون"، وشدد الكاتب على ان الشيخ نمر النمر كان رجل دين معارضا للنظام انتقد علناً عائلة آل سعود ودعا لاجراء الانتخابات، مضيفاً ان النمر كان قد قال في عام 2011 انه يفضل التظاهر على العنف. الا انه لفت الى انه ورغم ذلك، اتهمته وزارة الداخلية السعودية بالوقوف وراء هجمات على الشرطة والتحالف مع ايران.

الصحف الاجنبية: السعودية تؤجج الطائفية وتتبع نهجاً مماثلاً لـ’داعش’

الكاتب اعتبر ان سجل حقوق الانسان المروع لدى السعودية يجب ان يكون سجل عار لكل من أميركا وبريطانيا، كون السعودية من اقرب حلفائهما، وتابع: السعودية تكشف سخافة التحالفات العالمية الغربية، اذ ان هذا "النظام العائد الى القرون الوسطى" يؤمن بنفس القصاص الذي يؤمن به تنظيم داعش. ولفت الى ان القصاص على قياديي المعارضة وغيرها يتطابق بين القانون السعودي وأحكام داعش.

وحذر الكاتب من ان فرص "تعافي الشرق الاوسط من الاضطراب الذي يواجهه حالياً" تبقى ضئيلة حتى "ندرك ان الايديولوجية التي تدعو الى فرض اي نموذج من الاسلام على الناس يعيث فساداً في المنطقة ويعرقل تقدم "مجتمتعات باكملها"، خلص إلى أن السعودية تشكل أحد المناصرين الاكثر غنى وتنظيماً ونشاطاً لهذا المشروع.

دعوات بريطانية الى رد فعل اقوى على الاعدامات السعودية

بدورها، نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً احتل العنوان الرئيسي كشف عن دعوات سياسية وجهت الى الحكومة البريطانية لتوضيح دورها في عملية التصويت لضم السعودية الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، وذلك عقب اعدام السعودية 47 شخصاً في يوم واحد.

واشار التقرير الى برقيات دبلوماسية كشف عنها "وكيليكس" العام الفائت قيل انها تثبت ان بريطانيا كانت طرفاً في صفقة تصويت سرية لضمان مقعد لكلا البلدين (السعودية وبريطانيا) على المجلس الاممي. ولفت التقرير الى ان صحيفة “The Australian” الاسترالية كانت قد نشرت هذه البرقيات وانه لم يسبق وان علق عليها المسؤولون البريطانيون.

هذا ونقلت الصحيفة عن زعيمة حزب الخضر البريطانية “Natalie Bennett” ان دور السعودية في المجلس الاممي "من بين القضايا التي طرحت جراء الاعدامات الجماعية". كما نقلت عن “Bennett” دعوتها لاجراء تحقيق علني في البرقيات الدبلوماسية المسربة وقرار بريطانيا المزعوم بدعم السعودية رغم سجلها في مجال حقوق الانسان.
وبحسب الصحيفة قالت “Bennett” انه و"على ضوء احداث نهاية الاسبوع، يجب على الحكومة اجراء تحقيق لتحديد متخذ القرار باساءة الاستفادة من العملية الاممية ومبدأ حقوق الانسان  العاليمة. ويجب نشر نتائج هذا التحقيق". كما طالبت “Bennett” الحكومة البريطانية "بالتعليق الفوري لصادرات السلاح الى السعودية" ورد فعل دبلوماسي اقوى.

كذلك نقلت الصحيفة عن زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار “Tim Farron” قوله انه "حان الوقت لرئيس الوزراء ان يكشف عما اذا كانت الحكومة قد دعمت انتخاب السعودية الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة". وبحسب الصحيفة اعتبر “Farron” ان دعم بريطانيا لانضمام السعودية الى المجلس الاممي سيجعل من "القيم التي نتمسك بها موضع مهزلة كاملة"، كما دعا الى اتخاذ موقف اقوى مع "الحلفاء المفترضين" والقول ان الانتهاكات الممنهجة لحقوق الانسان غير مقبولة. كذلك افاد التقرير ان “Farron” رأى ان دعم الحكومة البريطانية لضم السعودية الى المجلس الاممي انما يثبت ان الحكومة البريطانية تضع اولوية على الارباح بدلاً من حقوق الانسان.

هذا واعتبر التقرير ان رد فعل الحكومة البريطانية على الاعدامات السعودية كان محدوداً.

السعودية تؤجج الطائفية

الباحث“Binoy Kampmark” كتب بدوره مقالة نشرها الموقع التابع لمركز دراسات العولمة الكندي، والتي اعتبر فيها ان الرياض قد اجّجت النيران الطائفية جراء قرارها اعدام الشيخ نمر النمر وغيره من ابناء الطائفة الشيعية.

الكاتب لفت الى ان الشيخ النمر كان يعارض اي استخدام للعنف، الامر الذي جعله مخيفا جداً بالنسبة لنظام أدمن العنف، واستشهد بكلام الشيخ النمر عام 2011 في مقابلة مع “BBC” عن اللجوء الى "الكلمة" بدلاً من السلاح، وذلك لأن السلطات السعودية ستستفيد من معركة السلاح".

كما أشار الكاتب الى ما كشفه موقع "وكيليكس" عام 2008، من ان النمر كان يعارض استبداد نظام آل سعود ويدعم الشعوب في اي نزاع مع السلطات الحاكمة. ورأى أن الخطوة الاخيرة من قبل الرياض تدل على "اللا مبالاة" للعواقب حيث اظهرت المملكة نفسها على انها محصنة من العالم الخارجي الذي سعت الى السيطرة عليه، وان كان ذلك لقي نجاحاً محدداً، وذكّر بأن النفط وغض النظر عن جرائم المملكة فيما مضى سمحا لها بمستوى معين من "الافلات من العقاب".

كذلك توقع الكاتب أن تؤدي هذه الاحداث الى تعزيز وتيرة المواجهات بالوكالة وأيضاً الى زيادة القتل، دون ان تكون الاصلاحات موضوعة على جدول الاعمال .

2016-01-04