ارشيف من :آراء وتحليلات

ضربات موجعة لـ’داعش’ في ليبيا

ضربات موجعة لـ’داعش’ في ليبيا

انسحب تنظيم "داعش" من درنة باتجاه سرت خوفا من هجوم مرتقب على مواقعه وقصف بالطائرات من قبل الجيش الليبي الذي يقوده اللواء خليفة حفتر. واتجهت العناصر الفارة بحسب مصادر ليبية إلى مناطق جبلية تقيها القصف المتوقع وحتى عمليات برية يرجح أنها ستتم بدفع من قوى خارجية.

وتؤكد المصادر ذاتها أن المدينة خالية حاليا من العناصر الداعشية، الامر الذي فاجأ سكانها الذين لم يتوقعوا هذا الانسحاب. ويبدو أن العناصر الداعشية نجحت خلال الفترة الماضية في اختراق الطرف المقابل واستباق رد فعله وهو ما تؤكده التحركات.

تطهير المدينة

وكان اللواء خليفة حفتر قد تعهد في وقت سابق بتطهير المدينة من داعش وأتباعها ويبدو أنه يمضي قدما في مسعاه. ولعل ما يشجعه على ذلك هو امتلاكه لطيران حربي قادر على دك معاقل وتحصينات الدواعش وهو ما لا تمتلكه قوات فجر ليبيا التي عجزت عن الحسم مع هذا التنظيم الإرهابي.

ضربات موجعة لـ’داعش’ في ليبيا

كما يبدو وأن هناك قرارا دوليا بالحد من نفوذ هذا التنظيم في الوقت الراهن وفسح المجال للفرقاء السياسيين لمزيد التوافق وتنفيذ بنود الإتفاقات التي تم التوصل إليها. ومن المتوقع أن يتم العمل على مزيد تسليح الجيش الليبي حتى يصبح قادرا على الحسم وإدماج ميليشيات فجر ليبيا في صفوفه برعاية من الخارج.

إعادة انتشار

وتؤكد مصادر ليبية أن عناصر داعش المنسحبة من درنة أقامت بعد تحصيناتها حول سرت وسيطرت على مجمع واغادوغو الذي احتضن في وقت سابق إحدى القمم العربية. فهذه العناصر تدرك أنها غير مرحب بها وأن لا حواضن شعبية لها بعد الجرائم الوحشية التي ارتكبتها بحق مواطنين ليبيين ما جعلهم يتحصنون بالمجامع المحروسة.

ويشار إلى أن كثيرين من أبناء سرت قد تعاطفوا في البداية مع داعش بعد الإضطهاد الذي طالهم من ميليشيات فجر ليبيا الإخوانية. لكن مع الوقت بدأت جذوة هذا التعاطف تخفت مع الممارسات القذرة لعناصر داعش خصوصا مع انصار القذافي.

مواقع النفط

كما تسعى التنظيمات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش منذ مدة إلى السيطرة على مواقع النفط سواء تعلق الأمر بآبار الإنتاج أو بموانئ التصدير التي تمكن من بيعه إلى الخارج والمصافي التي ترفع من القيمة المضافة للمحروقات الليبية. وبحسب خبراء ومحللين، فإن هذا الاستهداف سيحرك الغرب للتدخل عسكريا إما مباشرة أو بتقديم الدعم للجيش الليبي لحماية النفط تحت غطاء محاربة الإرهاب.

وتسيطر حكومة طبرق وبرلمانها على النفط الليبي خصوصا خلال فترة تحالف اللواء خليفة حفتر مع إبراهيم الجظران قائد القوات التي تحرس آبار النفط قبل أن ينفرط عقد هذا التحالف. وقد حاولت قوات فجر ليبيا السيطرة على أهم الآبار وباءت جهودها بالفشل في وقت سابق، وها هو تنظيم داعش يسير على خطاها ليؤكد على أن الحرب في ليبيا هي حرب نفطية بالأساس.

2016-01-05