ارشيف من :آراء وتحليلات

العملية التي زعزعت الثقة داخل كيان العدو الاسرائيلي

العملية التي زعزعت الثقة داخل كيان العدو الاسرائيلي

عندما يقول الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، "الرد آتٍ لا محالة " بهدوء مع ابتسامته الخفيفة الخجولة المعروفة، ثم يكمل الحديث بشكل عادي في محاور اخرى من الخطاب، لتأتي بعد ذلك عملية الرد على اغتيال الشهيد المقاوم سمير القنطار لافتة بالطريقة والتوقيت والمكان، تستطيع ان تستنتج جيداً معاني تلك الابتسامة الخفيفة العابرة حيث تعبر عن ثقته الكاملة بعناصر المقاومة تخطيطا وادارة وقيادة وسيطرة وتنفيذاً، وتعبر في الوقت نفسه عن استهزاء بكامل كيان العدو من قيادة سياسية، الى رئاسة اركان الجيش، الى قيادة وعمليات المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة ، الى قيادة قطاع مزارع شبعا المحتلة ، الى الرعيل الادنى الذي يحرك دوريات وآليات العدو التي استهدفتها عملية تفجير العبوة الناسفة .

لم تأتِ اهمية عملية الرد هذه في مزارع شبعا الاخيرة من طريقة التنفيذ أو من حساسية  المكان والتوقيت القاتل ، وهذا لا شك مهم ويشكل إنجازا كبيراً، إنما الاهمية الكبرى والتي ستكون صاعقة داخل كيان العدو هي فقدان الثقة وزعزعتها على كافة المستويات والاتجاهات.

- لقد فقد الشعب الاسرائيلي ثقته بحكومته التي ليس لديها القدرة على تحصين قرار إتخذته باغتيال احد قادة المقاومة ، بعد ان بدا جنودها مكشوفين ومعرّضين للموت امام رد المقاومة التي إن ارادت ، ردّت وبحزم وقوة .

العملية التي زعزعت الثقة داخل كيان العدو الاسرائيلي

- لقد فقدت القيادة السياسية في كيان العدو ثقتها برئاسة اركان الجيش الذي عجز عن حماية جنوده وضباطه بالرغم من الامكانيات الهائلة الموضوعة بتصرفه ، في وقت أجمعت كل التوقعات والتحليلات والمعطيات على حتمية حصول عملية الرد ضد وحدات هذا الجيش .

- لقد فقدت رئاسة الاركان في جيش العدو ثقتها بقيادة المنطقة الشمالية حيث من المفترض بالاخيرة ان تشرف وتتابع وتلاحق إجراءآت الوحدات العاملة في تلك المنطقة المذكورة لتلافي حصول عملية الرد في الوقت الذي تدل فيه كافة التجارب مع المقاومة بانها سترد وبنسبة كبيرة في مزارع شبعا المحتلة .

- لقد فقد قائد المنطقة الشمالية ثقته بقائد الوحدة المسؤولة عن قطاع مزارع شبعا المحتلة حيث لديه تعليمات مشددة باتخاذ كافة تدابير الحيطة والامان لناحية التمركز والانتقال ولناحية التقيد بالاجراءآت المطلوبة عند حالات الاستنفار القصوى وفي الاوضاع التي تتطلبها الجهوزية المرتفعة .

 لقد فقد قائد الوحدة المسؤولة عن قطاع مزارع شبعا المحتلة ثقته بالوحدات المسؤولة عن اجهزة الرصد والانذار وعن طائرات الاستطلاع والمراقبة التي من المفترض ان تغطي كامل بقعة انتشاره المهددة وبنسبة مرتفعة جداً بعملية خرق وتنفيذ كمين او بعملية تفجير عبوة ناسفة او بعملية اطلاق صاروخ موجه او اكثر على دورية تابعة لوحدته .
وتبعا لذلك كله ، لقد فقد جنود العدو ثقتهم بكافة هؤلاء المذكورين اعلاه من سلطة سياسية الى رئاسة اركان وقادة مناطق ووحدات وغيرهم ، وسوف يشعرون حتماً وعند كل مهمة سيكلفون بها من خلال دورية او من خلال انتقال عادي بين المراكز المنتشرة في المناطق المحتلة في شبعا او في غيرها من المناطق  بالخوف وبالتردد وسيشعرون ايضا ، وبعد ان اصبحت بالنسبة لهم معادلة  " الاعتداء سيقابل برد لا محالة "  ثابتة وواضحة وضوح الشمس ، بانهم دائما وبعد كل عملية اعتداء يقوم بها جيشهم ضد اي قائد او اي عنصر من المقاومة ، مشروع هدفٍ لعملية قاتلة ستنفذها هذه المقاومة التي اثبتت كافة تجاربهم معها بانها متى قالت صدقت ومتى قررت نفذت .

2016-01-06