ارشيف من :آراء وتحليلات
باكستان..صديقة لايران كما للسعودية
دقيق كان سرتاج عزيز مستشار رئيس الحكومة الباكستاني للشؤون الخارجية باختيار كلامه حيال الأزمة السياسية بين الجمهورية الإسلامية في ايران والسعودية، وكان واضحاً في بيانه أن باكستان من حيث أنها عضو في "منظمة التعاون الإسلامي" ملتزمة بممارسة دور ايجابي في المنطقة. وفي كلمة ديبلوماسية له يوم الثلاثاء الماضي في البرلمان الباكستاني، قال:" باكستان صديقة للسعودية كما لايران، وسنسعى لتوظيف صداقتنا بين البلدين لمدّ جسور التفاهم بينهما " .
هذا وكانت قد أكدت الخارجية الباكستانية في بيان لها مطلع الشهر الجاري، أن اسلام آباد ترى في الخلاف بين الدول الإسلامية مصلحة للجماعات المتطرفة والإرهابيين، وباكستان ليست بوارد الانضمام إلى اي تحالف من اي نوعٍ كان، ما اعتبره مراقبون صفعة للتوقعات السعودية، التي كانت تأمل في دور باكستاني ما يرجح من كفتها أو على الأقل يساعد في تعديل موازين القوى الإقليمية لصالحها على حساب ايران .
يرى عبدالله غول، الخبير الإستراتيجي في الشؤون الإقليمية، أن منطق التوازن بين المصالح الذي تعتمده باكستان لا يزال صعب الفهم من قبل القيادة الجديدة في المملكة السعودية، التي تواجه مشكلة باستيعاب الندية التي تحاول فرضها القيادة في باكستان أيضاً.
يضيف غول، في حديث لموقع "العهد الاخباري"، قائلاً: "ايران جارة صديقة تربطنا بها مصالح تجارية وإتفاقيات أمن حدودي، فمن غير المتوقع ولا المنطقي وقوف باكستان في وجه إيران وهي التي تحاول تصفير مشكلاتها بالإقليم حتى مع الهند العدو التقليدي لباكستان " .
لكن وعلى الرغم من كل ذلك، تصر القيادة السعودية على تصنيف باكستان ضمن قائمة التابعين لها، كما يروج لذلك الإعلام السعودي، ما ترفضه أوساط واسعة في باكستان، فضلاً عن رفض القيادة العسكرية في باكستان الانزلاق وراء المغامرات السعودية غير محسوبة العواقب كما يقول الصحافي الباكستاني " أمجد خان " .
يذهب بعض المراقبين في اسلام آباد أبعد من ذلك، للقول أن القضية ليست مجرد عدم رغبة باكستان بالانزلاق نحو فتنة مذهبية بقدر ما هو تحول في أولويات باكستان السياسية من جهة، وتنبه اسلام آباد لدلالات الاتفاق النووي بين ايران والغرب، ما يعتبره الإعلامي البارز في باكستان مُبشر لقمان المتغير الأهم في العام 2015 .
في الخلاصة، تكرار لمشهد الاستجداء السياسي الذي تعتمده السعودية كنهج مع بعض الدول كباكستان لكسب تأييدها لسياستها التي بدأت تحرج حتى من كان للأمس صديقاً وحليفاً استراتيجياً للمملكة السعودية، كما هو حال اسلام آباد اليوم .