ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: النزاع بين انقرة وموسكو يهدد مصالح تركيا في آسيا الوسطى
شدد باحثون غربيون واتراك على ان النزاع بين أنقرة وموسكو سيكون له عواقب لتركيا تذهب ابعد بكثير من الساحة السورية، حيث أن هناك مؤشرات تدل بأن تركيا تخسر مصالحها في منطقة آسيا الوسطى على الرغم من استثماراتها المالية الضخمة.
من جهة اخرى كشفت وسائل اعلام بريطانية بارزة عن اخفاق امني كبير تمثل بمغادرة عدد من الافراد الاراضي البريطانية للالتحاق بجماعات ارهابية رغم الاجراءات التي اتخذتها السلطات البريطانية التي كانت تعلم بعلاقات هؤلاء بالتيارات المتطرفة.
المصالح التركية في خطر نتيجة النزاع مع روسيا
الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية "Jeffrey Mankoff" كتب تحليلا نشره موقع المركز حمل العنوان "افضل الاعداء: المواجهة الروسية التركية خارج سوريا"، وقد اعتبر فيه أن الازمة السورية انهت تقاربا تاريخيا بين قوتين لديهما "تاريخ طويل من العداء واللاثقة". وحذر الكاتب من ان الوفاق بين الجانبين آخذ في الانهيار، وان ذلك قد يكون له ارتدادات تذهب ابعد بكثير من المنطقة الحدودية السورية حيث اسقطت الطائرة الحربية الروسية.
الكاتب رأى ان التعاون بين البلدين الذي بدأ في القرن الواحد والعشرين بعد تاريخ من الحروب والعداء قد يكون في خطر نتيجة النزاع في سوريا، واعتبر ان اللهجة الحادة والمواجهة التصعيدية في سوريا تلمح الى امكانية "فك الترابط المعقد" الذي ساد العلاقات الروسية التركية على مدار الاعوام الخمسة عشر الاخيرة، ما قد يكون له عواقب اقتصادية واستراتيجية.
ولفت الكاتب الى تصعيد القوات الجوية الروسية قصفها للمتمردين التركمان الذين تدعمهم تركيا في سوريا، لكنه حذر في الوقت نفسه من خلافات ثنائية تذهب ابعد من سوريا.
وهنا تطرق الكاتب الى منطقة جنوب القوقاز، حيث تحدث عن الدور التركي البارز في اذربيجان واشار الى انشاء تركيا ممرا للطاقة والاتصالات يشمل مشاريع مثل انبوب لنقل النفط من "باكو" (عاصمة آذربيجان) الى العاصمة الجورجية "تبليسي" ثم مدينة جيهان التركية الواقعة في محافظة أضنة جنوب تركيا. كما اشار الى مشروع سكك الحديد الذي اقترب من الاكتمال بين "باكو" ومنطقة "Kars" شرق تركيا، وإلى الدعم الدبلوماسي الذي قدمته انقرة لاذربيجان في نزاعها مع آرمينيا على منطقة "Nagorno-Karabakh".
من جهة أخرى، لفت الكاتب إلى أن روسيا كانت تنشر ما يزيد عن 5000 جندي في أرمينيا قبل اندلاع الازمة بينها وتركيا، مضيفاً إن موسكو قد وعدت بارسال 2,000 جندي اضافي ومعهم الطائرات المروحية الحربية. وقال الكاتب انه وبينما يضمن هذا التواجد العسكري الروسي امن ارمينيا من اي هجوم من قبل أذربيجان او تركيا، فإن روسيا طالما سعت إلى تعزيز العلاقات مع آذربيجان "الغنية بالنفط". وتحدث عن تعزيز حدة التوتر في منطقة "Nagorno- Karabach" وتراجع علاقات آذربيجان مع الغرب.
وأضاف أن ذلك دفع بالدبلوماسيين والمحللين الى التخمين بأن روسيا قد تحاول اغواء "باكو" للانضمام الى الاتحاد الاقتصادي اليورو آسيوي، او اقله على اعادة توجيه مبيعات النفط من تركيا الى روسيا مقابل تأمين بعض التنازلات حول مستقبل منطقة "Nagorno-Karabakh". وقال: إن مثل هذه الخطوة ستقلص نفوذ تركيا في آذربيجان وتقوض كذلك الطموحات التركية بان تصبح انقرة الممر الاساس لنقل النفط بين الشرق والغرب، كما ستؤكد دور روسيا كصانع القرار الاساس في منطقة جنوب القوقاز.
وتحدث الكاتب ايضاً عن التقارير الاعلامية التركية التي أفادت أن روسيا أصبحت تشن الضربات دعماً لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا المقربة من حزب العمال الكردستاني وتزودها بالاسلحة. وحذر من ان اي دعم روسي جديد للجماعات التابعة لحزب العمال الكردستاني قد يرسخ منقطة حكم ذاتي كردية شمال غرب سوريا.
كذلك رأى الكاتب أن الدعم الروسي المباشر للمسلحين الاكراد في تركيا، كما فعلت موسكو خلال الثمانينات، سيزيد بشكل كبير من المخاطر في اطار صراع انقرة مع حزب العمال الكردستاني ويقلص ايضاً قدرة أنقرة على نشر القوة الى خارج حدودها. وعليه، حذر من ان ذلك سيجعل تركيا شريكاً اقل فاعلية للغرب في سوريا وخارجها. الكاتب اعتبر ان تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا خلال الفترة السابقة انما كان بمثابة زواج المصلحة، حيث قال ان غياب "العمق" في العلاقة يفسر سرعة تدهور العلاقات نتيجة اسقاط طائرة حربية روسية واحدة.
تركيا تخسر نفوذها
بدوره، الكاتب التركي ذو الفقار دوغان كتب مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" حذر فيها من ان تركيا، التي "خسرت نفوذها الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في الشرق الاوسط" اصبحت على وشك ان تخسر منطقة آسيا الوسطى كذلك بسبب ازمة انقرة مع روسيا، العائدة الى الاحداث في سوريا.
الكاتب لفت الى أن العقوبات التي فرضتها موسكو على أنقرة بعد اسقاط الطائرة الحربية الروسية تنتشر الى مناطق نفوذ روسيا في آسيا الوسطى والقوقاز، حيث ان دول آسيا الوسطى التي أنشات علاقات وطيدة مع انقرة عقب انهيار الاتحاد السوفياتي يبدو أنها تبعد نفسها عن تركيا. وهنا تطرق الكاتب الى قمة رابطة الدول المستقلة التي تضم قيرغيزستان وكازخستان وتاجيكستان، الى جانب روسيا وآذربيجان ومولدوفا وروسيا البيضاء وارمينيا، حيث صدرت دعوات خلال هذه القمة الى تقديم تركيا اعتذارا لروسيا.
ولفت الكاتب الى ان هذا الدعم من قبل دول آسيا الوسطى لروسيا، انما يأتي على الرغم من ان تركيا قدمت مساعدات مالية بمليارات الدولارات لهذه الدول نفسها.
كما اشار الكاتب الى ان تجميد روسيا تصاريح العبور للشاحنات التركية في شهر تشرين الثاني/ اكتوبر الماضي عطل بشكل كبير الصادرات التركية الى جمهوريات آسيا الوسطى، الامر الذي دفع بتركيا الى الاستفادة من بحر قزوين من اجل نقل الصادرات، وذلك بفضل استعداد آذربيجان فتح ابوابها. وأوضح ان الرئيس الآذري الهام علييف قد اصدر اوامره بتسهيل نقل الصادرات التركية عبر مرفاً بحر قزوين، لكنه لفت في الوقت نفسه الى أن ذلك لن يعوض عن الضرر الذي الحق نتيجة القرار الروسي بتجميد تصاريح العبور للشاحنات التركية.
كما حذر الكاتب من ان آذربيجان اضطرت الى خفض قيمة عملتها مقابل الدولار واليورو، الامر الذي يطرح تساؤلات حول مدى امكانية مواصلة آذربيجان مساهمتها الايجابية لحاجات تركيا التجارية والاقتصادية. كذلك تطرق الكاتب الى اعلان بوتين منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي تخفيف القيود على تأشيرات الدخول للمواطنين الجورجيين، تمهيداً لرفعها بالكامل. وأضاف انه بات من الواضح ان الاتفاق بين روسيا وارمينيا في مجال الدفاع الجوي، الى جانب تطبيع العلاقات الروسية الجورجية واستئناف القتال بين آذربيجان وارمينيا سيعيق قدرة تركيا على الوصول الى القوقاز. كما لفت الى المخاوف بان روسيا قد تغلق مسار العبور عبر بحر قزوين ما سيحد بشكل كبير من قدرة تركيا على الوصول الى آسيا الوسطى عبر هذا الممر.
وقال الكاتب ان روسيا استفادت ايضاً من الاتحاد الاقتصادي اليوروآسيوي من اجل ضرب علاقات تركيا وبعض الدول في آسيا الوسطى. وأشار الى تعليق المفاوضات بين تركيا والاتحاد الاقتصادي اليوروآسيوي حول اقامة منطقة تجارة حرة واعلان بوتين دخول هذا الاتحاد في مفاوضات مع ايران. وعليه، اعتبر ان روسيا تساعد في دعم المصالح الاقتصادية الايرانية في آسيا الوسطى من خلال اغلاق الابواب امام تركيا في مجال منطقة التجارية الحرة. و اعرب عن تأكيده بان ذلك يقرب تركيا اكثر من خسارة منطقة آسيا الوسطى في اعقاب عزلها في الشرق الاوسط.
اخفاقات الاجهزة الامنية البريطانية
صحيفة الاندبندنت البريطانية نشرت تقريراً كشفت فيه ان خمسة مواطنين بريطانيين معروفين بالتورط في نشاطات متطرفة تمكنوا من مغادرة المملكة المتحدة خلال الاشهر العشرين الماضية رغم اطلاق سراحهم من السجن بالكفالة او بفرض حظر على السفر.
التقرير افاد انه وبحسب السجلات، فان الرجال الخمسة الذين قتل منهم ثلاثة في الضربات الجوية في سوريا وباكستان، تمكنوا جميعاً من مغادرة الاراضي البريطانية رغم انهم اما كانوا موضوعين على لوائح المراقبة او كانوا قد سلموا جوازات سفرهم الى السلطات.
واعتبر التقرير ان قدرة المتطرفين المعروفين على الفرار تحت اعين الشرطة والاجهزة الامنية سيزيد الضغوط على الحكومة من اجل تشديد المراقبة على الافراد الذين يشتبه بانهم قد يسافرون الى سوريا، وذلك بعد ان تمكن المواطن "Siddhartha Dhar" من مغادرة الاراضي البريطانية للالتحاق بداعش بينما اطلق سراحه بكفالة عقب سجنه بتهم ارهابية. ولفت التقرير الى ان "Dhar" الذي هو مواطن بريطاني من اصل هندي، يعتقد انه الشخص الذي ظهر على شريط فيديو لداعش وهو يتكلم اللغة الانكليزية بلهجة بريطانية بينما يشرف على اعدام خمسة بريطانيين اتهمتهم داعش بالتجسس، وذلك يوم الاحد الماضي.
كما اشار التقرير الى ان اعضاء بارزين في حزب العمال المعارض تحدثوا عن فشل امني ذريع في اعقاب هذه القضية، وتعهدوا بطرح الموضوع مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.