عقدت حركة نداء تونس مؤتمرها التأسيسي بعد طول انتظار بمدينة سوسة، وكان مؤتمرا توافقيا غير انتخابي أغلب من اعتلوا فيه سيادة القيادة تم تعيينهم سلفا. ولم يحضر هذا المؤتمر سوى الشق المحسوب على حافظ قائد السبسي نجل رئيس الجمهورية فضل معارضوه عقد اجتماع جماهيري بالعاصمة بالتزامن مع المؤتمر.

ويؤكد المعارضون لحافظ السبسي على أنهم متمسكون بالمشروع الأصلي للحركة وهو بناء تونس حداثية والسير على نهج الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. واتهموا الطرف الآخر بالتحالف مع حركة النهضة الإخوانية لضرب المشروع الحداثي التونسي خاصة بعد حضور رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مؤتمر نداء تونس بمدينة سوسة.

استقرار تونس

وتكمن أهمية مؤتمر النداء في أنه الحزب الحاكم والذي يخشى الجميع أن يتفكك ما سيؤثر سلبا على استقرار تونس وأمنها ومناعتها. فالبلاد بحاجة إلى التهدئة حتى يتفرغ الجميع للعمل لتعويض ما فات لأن الاقتصاد وبتأكيد أغلب الخبراء لم يعد بإمكانه أن يتحمل المزيد من الخضات.

لكن الحزب انقسم فعليا بعد خروج شق أمينه العام السابق المستقيل محسن مرزوق عن السرب، ومن المتوقع أن يؤسس هذا الشق حزبا جديدا يؤكد من سينضوون تحته أنه سيكون تونسيا صرفا لا تابعا للتنظيمات الإخوانية على غرار شق نجل الرئيس في نداء تونس. كما اختار المؤسسون المفترضون تاريخ الثاني من شهر آذار/مارس للإعلان عن حزبهم الجديد وهو تاريخ له رمزيته باعتبار أن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة انشق في ذلك التاريخ من سنة 1934 عن الحزب الحر الدستوري وأسس الحزب الحر الدستوري الجديد الذي قاد الكفاح ضد الاستعمار وجلب استقلال تونس ثم ساهم مساهمة رئيسية وفاعلة في بناء الدولة.

وأد الطموحات

ويرى كثير من الخبراء والمحللين بأن حركة نداء تونس، سواء تعلق الأمر بشق محسن مرزوق أو شق حافظ قائد السبسي قد انتهى فعليا، وما على الدساترة (التيار الوطني) إلا البحث عن صيغة أخرى للتنظيم خارج حركة نداء تونس. فالمؤتمر التوافقي قضى على طموح العديد من الكوادر داخل النداء في التواجد في مواقع قيادية بعد أن هيمنت الوجوه ذاتها على تصدر المشهد الندائي.

كما أن الفئات الشبابية لم يتم تمثيلها في المواقع القيادية وهي التي تطمح للتواجد والبروز خاصة في انتخابات المجالس المحلية والجهوية والتي هي على الأبواب. فمن المتوقع أن تحصل هجرة شبابية من الحركة نحو أحزاب أخرى أو باتجاه أحزاب جديدة هي في طور التشكل.