ارشيف من :آراء وتحليلات

مواجهة الارهاب في سوريا خارج المفاوضات

مواجهة الارهاب في سوريا خارج المفاوضات

اذا كانت المفاوضات المرتقبة في جنيف بين "المجموعات المعتدلة والنظام السوري"  كما يطلق هذه التسميات عرابو الحرب على سوريا، تهدف الى وقف القتال والتوصل الى تسوية سلمية باشراف حكومة انتقالية . تؤسس او تحضّر لاصلاحات دستورية ولانتخابات نيابية ورئاسية ينتج عنها تغيير واسع يستبعد الرئيس الاسد عن السلطة كما يحلم هؤلاء ، وبمعزل عن تحقق حلمهم او عدم تحققه في استبعاد الرئيس الاسد او في بقائه، فان ذلك لا يجب ان يستدعي بتاتا توقف الاعمال القتالية ضد المجموعات الارهابية التي تقاتل الشعب والدولة والجيش في سوريا .


في دراسة لهؤلاء الارهابيين الذين ينتشرون ويقاتلون ويدمرون في اغلب المواقع المختلفة على كامل مساحة الجغرافيا السورية يمكن ملاحظة ما يلي :


- تنتشر وحدات وعناصر تنظيم داعش في اغلب مناطق شرق وشمال شرق سوريا ما بين الريف الجنوبي للحسكة وكامل محافظة الرقة واغلب محافظة دير الزور وامتدادا الى ارياف حمص الشرقية في تدمر ومحيطها،  كما وتنتشر في بعض المواقع جنوب وشمال سوريا مجموعات تابعة للتنظيم المذكور او مجموعات اخرى تبايعه ولها تسميات مختلفة لاسباب واسباب .

مواجهة الارهاب في سوريا خارج المفاوضات


- تنتشر جبهة النصرة واحرار الشام وجيش الاسلام وعدد كبير من الفصائل المتشددة الاخرى، وحيث يدين هؤلاء جميعا بالولاء لتنظيم القاعدة في بلاد الشام، في مواقع متعددة تمتد من الغوطة الشرقية لدمشق الى مناطق في جنوب وشمال ووسط سوريا.
لقد وُضعت هذه المجموعات المذكورة والتابعة لداعش او لتنظيم القاعدة، ضمن خانة المجموعات الارهابية نسبة للتوصيف الدولي الذي يرعى المفاوضات المرتقبة، وذلك باصرار وتأكيد فعال من روسيا وسوريا ومن قسم كبير من الدول الاوروبية التي اقتنعت اخيرا بصوابية روسيا في توصيف ومواجهة هؤلاء الارهابيين، وبفتور ديبلوماسي من الولايات المتحدة الاميركية التي حاولت اكثر من مرة وفشلت في وضع بعضها في خانة "المعتدلة"، وبتململ من تركيا وبعض الدول الخليجية التي اُجبرت على السير بهذا التوصيف الدولي رغما عنها.


من ناحية اخرى، يسيطر الجيش السوري او بدأت ملامح سيطرته تظهر بشكل واضح على قسم كبير من مدينة وارياف حلب، وآخرها في الريف الشرقي داخل عمق اماكن تواجد داعش، ومنها في محيط مدينة الباب التي بدأ يضغط على تخومها، وبدأت عناصر التنظيم المذكور تستعد لاخلاء المنطقة التي اعتقدت، ولسنوات خلت انها ستكون امتدادا لدولتها في العراق والشام ، كما وبدا هذا الجيش يضيق الخناق على من تبقى من تلك المجموعات الارهابية ويتحضر للتوجه شرقا وجنوب شرق باتجاه المعقل الاساسي للتنظيم في الرقة ودير الزور.


 بالمقابل، وبالاضافة إلى توسيع سيطرته على ارياف العاصمة، وعلى ارياف حمص وحماه من خلال عمليات عسكرية خاطفة او من خلال مصالحات وتسويات اشبه باستسلام من قبل المجموعات المسلحة في تلك المناطق ، يتحضر الجيش السوري لتنفيذ الخطوات الاخيرة على طريق السيطرة الكاملة على محافظة اللاذقية بالكامل ، ويؤسس للتوجه نحو محافظة ومدن ادلب بعد ان اصبحت الاخيرة شبه محاصرة ما بين ريف حلب الجنوبي الغربي وبين ريف اللاذقية الشرقي ، وحيث يكون بذلك على الطريق نحو استعادة سيطرته على اغلب مناطق الشمال والوسط ، منهيا بذلك حلم امراء كثر صدقوا في لحظة معينة انهم سيتربعون على عروش بنوها بقواعد التشدد والارهاب، وبدعم خارجي دولي مجرم، وخليجي مغرر به، وعثماني متسلط غادر.


وعليه... إذا كان الجيش السوري الذي صمد وقاوم وانتصر في مواجهة كافة الجحافل الغريبة المتشددة والمدعومة بالكامل من تلك الدول المذكورة، هو الان في طريقه لمسك الميدان بالكامل، ولاستعادة سيطرته على كامل الجغرافيا السورية، واذا كانت هذه المجموعات الارهابية التي لم توفر فرصة سنحت لها لتدمير الجيش او الدولة في سورية الا واستغلتها دون نتيجة، هي الان في طريقها الى الانهيار الكامل والى الزوال، فاننا نستطيع القول ان هذه المفاوضات المرتقبة لن تكون ولا يجب ان تكون مكانا لتقويض نجاحات الجيش الذي ضحى وصمد وواجه، ولا يجب ان تكون فرصة لهؤلاء الارهابيين او لاسيادهم للافلات من الهزيمة او للهروب من العقاب ومن دفع الثمن، بل يجب ان تكون، وفقط  للمعتدلين الحقيقيين من المواطنين ومن المجموعات السورية فرصة لاعادة لمّ الشمل والانخراط بمشروع الدولة الجامعة والحاضنة للجميع .

2016-01-16