ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: هواجس اوروبية من السياسات السعودية
كشفت مجلة اميركية بارزة ان الموفد الاممي الخاص الى سوريا قد أعرب عن انزعاجه من مواقف السعودية، حيث اشار الى ان الاخيرة تعرقل مفاوضات جنيف المقررة في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي سياق غير بعيد كشفت مصادر مطلعة ان هناك نقاشا "حقيقيا" يجري في اوروبا حول السياسات السعودية،حيث اعتبرت هذه المصادر ان العلاقات الاوروبية السعودية في حالة تراجع،خاصة بسبب الحرب على اليمن.و يأتي في ذلك في الوقت الذي اتهم في رئيس الوزراء البريطاني بتوريط بلاده في هذه الحرب.
الموفد الاممي الى سوريا يتهم الرياض بالعرقلة
مجلة “Foreign Policy” نشرت تقريراً كشفت فيه ان الموفد الاممي الخاص الى سوريا “Staffan de Mistura” اتهم الرياض بعرقلة مساعيه لايجاد حل دبلوماسي للازمة السورية، وذلك من خلال اصرارها على تحديد جماعات المعارضة التي ستشارك في المفاوضات حول سوريا و التي من المفترض ان تنعقد في الخامس و العشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري في جنيف.
وقالت المجلة الاميركية انها تمكنت من الحصول حصرياً على نص الكلمة التي القاها “de Mistura” خلال جلسة مغلقة لمجلس الامن عقدت بتاريخ الثامن عشر من الشهر الجاري، والتي اشتكى فيها من ان ائتلاف المعارضة الذي تدعمه السعودية يصرون على احقية و تفرد دورهم "كتحالف المعارضة".و لفت التقرير الى ان كلام الموفد الاممي جاء عقب رفض جماعات المعارضة المدعومة من قبل الرياض، والتي شكلت ائتلافا سمي اللجنة العليا للمفاوضات، دعواته السماح لجماعات معارضة اخرى بالمشاركة في المحادثات.
وبحسب التقرير فقد اعرب “de Mistura” عن قلقه من ان هناك اطرافا تشكك بتفوض الامم المتحدة اختيار اطراف المعارضة المشاركة. واوضح التقرير ان الموفد الاممي قد دعا خلال كلمته الولايات المتحدة و روسيا و غيرها من القوى الى دعم جهوده، وانه اكد على رفضه توجيه دعوة الى جماعات محددة من المعارضة لحضور مفاوضات جنيف في حال عدم موافقة جميع الاطراف الخارجية الاساسية على اللائحة النهائية من المشاركين.
واعتبر التقرير ان ذلك شكل توبيخاً للرياض،حيث قال “de Mistura” انه "يتوقع من كافة الاطراف الاعتراف بالمسؤولية التي كلف بها بشأن تشكيل لائحة نهائية" لحضور مفاوضات جنيف،لتشمل هذه اللائحة جميع الاطراف التي يرى من المناسب مشاركتها. ولفت التقرير الى ان اعضاء مجلس الامن قد اعربوا عن تعاطفهم مع الموفد الاممي، لكنهم استبعدوا اصدار بيان داعم له، اذ نقل عن مسؤول احدى الدول الاعضاء بان “de Mistrua” "لا يتمتع بسلطة كاملة".
هذا واشار التقرير الى ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيزور الرياض يوم السبت المقبل لبحث قضية اطراف المعارضة التي ستشارك بالمفاوضات المقبلة، لكنه لفت بالوقت نفسه الى تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "جون كيربي" بان اللجنة العليا للمفاوضات (ائتلاف المعارضة المدعوم من قبل الرياض) هي فقط ستختار وفد المعارضة.
وبحسب المجلة قال دبلوماسيون امميون و مراقبون ان كلام “de Mistura” كان يهدف الى دفع الولايات المتحدة للضغط على السعوديين من اجل التراجع و السماح بمشاركة عدد اكبر من شخصيات المعارضة في مفاوضات جنيف.
السفير الاميركي يحذر من المعايير المزدوجة الاسرائيلية في الضفة
صحيفة “Financial Times” نشرت بدورها تقريراً تطرق الى توجيه شخصيات اسرائيلية "اهانات" للسفير الاميركي لدى كيان الاحتلال “Dan Shapiro” على خلفية انتقاد الاخير الممارسات الاسرائيلية في الضفة الغربية.
واوضح التقرير ان “Aviv Bushinsky”، وهو مستشار سابق لرئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو،قد وصف السفير الاميركي "بالصبي اليهودي".و اعتبر التقرير ان ذلك يسلط الضوء على "العلاقة المتوترة" بين المؤسسة السياسية الاسرائيلية و الادارة الاميركية. كما اضاف ان “Bushinsky” قال هذا الكلام خلال برنامج تلفزيوني اسرائيلي،لافتاً بالوقت نفسه الى ان “Shapiro” (السفير الاميركي) هو من اليهود الاميركيين.
التقرير اوضح كذلك ان “Shapiro” كان قد اتهم كيان الاحتلال خلال مؤتمر عقد بتل ابيب يوم الاحد الماضي بالتمييز في تطبيق القانون داخل الضفة الغربية،اذ قال ان هناك معياران اثنان منفصلان لتطبيق القانون،"واحد يطبق على الاسرائيليين و واحد على الفلسطينيين".
ولفت التقرير الى ان نتنياهو ايضاً انتقد تصريحات السفير الاميركي،واصفاً اياها "بغير المقبولة و الخاطئة"،قبل ان يعقد اجتماع مغلق معه يوم الثلاثاء.
وذكر التقرير بتصريحات وزيرة الخارجية السويدية “Margot Wallstrom” قبل اسابيع و لتي دعت فيها الى اجراء تحقيق "بعمليات القتل الاسرائيلية غير القانونية" بحق الفلسطينيين.و اشار الى ان هذه التصريحات اشعلت حملة غضب اسرائيلية،حيث قال مسؤولون اسرائيليون ان المسؤولين السويديين غير مرحب بهم في كيان الاحتلال،كما وصف نتنياهو كلام الوزيرة السويدية "بالشائن و غير الاخلاقي و الظالم".
تحول اوروبي في الموقف تجاه كل من السعودية و ايران
من جهته، كتب رئيس البعثة المسؤولة عن العلاقات البرلمانية مع ايران في البرلمان الاوروبي “Eldar Mamedov” مقالة نشرت على موقع “Lobelog” تطرق فيها الى نقاش اجراه البرلمان الاوروبي خلال الايام القليلة الماضية حول الازمة المتصاعدة بين ايران و السعودية.
ورأى الكاتب الذي يعمل ايضاً مستشاراً سياسياً للحزب الديمقراطي الاجتماعي في البرلمان الاوروبي، ان هذا النقاش قد سلط الضوء على تحوّل يحصل منذ فترة في المواقف الاوروبية تجاه ايران و السعودية. ولفت الى ان الممثلة العليا للسياسة الخارجية و الامنية في الاتحاد الاوروبي “Federica Mogherini” قد اوضحت في التصريحات التي ادلت بها خلال جلسة النقاش ان الاتحاد الاوروبي لا ينظر الى الاتفاق النووي مع ايران على انه هدف بحد ذاته،و انما على انه استثمار بعلاقة اكثر بناءة مع ايران.
و اعتبر الكاتب ان مواقف الاتحاد الاروبي منذ التوصل الى الاتفاق النووي تنسجم و هذا النهج،اذ قام الاتحاد الاوروبي قبل بالبدء بتنفيذ بالاتفاق النووي بتشكيل فريق عمل لبحث مجالات التعاون المحتملة مع ايران.كما اشار في السياق ذاته الى ان الاتحاد الاوروبي يبحث امكانية فتح مكتب بعثة دبلوماسية في طهران،اضافة الى دعم الاتحاد الاوروبي مشاركة ايران في محادثات فيينا حول سوريا.و لفت ايضاً الى ان الشركات التجارية الاوروبية تبحث عن الفرص في ايران بعد رفع العقوبات.
وفي المقلب الآخر اعتبر الكاتب ان العلاقات الاوروبية مع السعودية تراجعت خلال العام المنصرم،و قال ان الازمات في الشرق الاوسط و آثارها على اوروبا،مثل الهجمات الارهابية و ازمة اللاجئين، قد ادت الى اجراء فحص دقيق و غير مسبوق للسياسات الخارجية و الداخلية السعودية.و عليه رأى انه و "لاول مرة" هناك نقاش "حقيقي" يجري داخل الاتحاد الاوروبي حول العلاقات مع السعودية.
كما اشار الكاتب الى ان جلسة النقاس الاخيرة للبرلمان الاوروبي سلطت الضوء على التدخل السعودي في اليمن و الدور الاوروبي في دعم هذا التدخل. و اضاف ان عضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي (ثاني اكبر الاحزاب في البرلمان الاوروبي) “Richard Howitt”،الذي يشغل ايضاً منصب مقرر البرلمان الاوروبي حول ايران،قد تساءل عن قانونية صفقات بيع السلاح من قبل بعض دول الاتحاد الاوروبي لايران. و رجح الكاتب ان تكون هذه الصفقات تشكل انتهاكاً للقانون الانساني الدولي بسبب ما تقوم به السعودية في اليمن،لافتاً بالوقت نفسه الى المخاوف من ان الحرب السعودية قد سهلت اعادة نشوء تنظيم القاعدة في اليمن.
هذا و اشار الكاتب ايضاً الى ان التدخل السعودي في اليمن كان اصلاً موضع ارتكاز لقرار صدر عن البرلمان الاوروبي عام 2015،و تحدث ايضاً عن صدور قرار آخر في الفترة نفسها حمّل السعوديين مسؤولية انتشار الوهابية في العالم و شبه القونين السعودية بممارسات داعش.و شدد الكاتب على انه و طوال هذه الفترة، لم يتبن البرلمان الاوروبي اي قرارات تنتقد ايران.
غير ان الكاتب اعتبر ان الاتحاد الاوروبي لا يأخذ طرف ايران ضد السعودية،مشيراً الى كلام “Mogherini” خلال جلسة النقاش الاخيرة بان الاتحاد الاوروبي لا يريد الانحياز لصالح طرف معين و انما المساعدة على انشاء هيكلية امنية في الشرق الاوسط مبنية على التعاون،شبيه بالهيكلية الامنية الموجودة في الاتحاد الاوروبي.
وقال الكاتب ان الاتصالات الرسمية و ابحاث الاكاديميين و مراكز الدراسات تبين ان ايران اكثر قبولية لهذه المقترحات من السعودية،اذ ان الاحادية يبدو انها تسيطر على سياسة الدولة في الرياض.
كما حذر الكاتب من ان هذه "الحقائق الصعبة" في سياسات الشرق الاوسط قد تعيق النهج غير المنحاز الذي يتبعه الاتحاد الاوروبي،و عليه اشار الى امكانية قيام بعض الدول الاوربية يتقويض مصالح الاتحاد الاوروبي عموماً من خلال السعي وراء تحقيق اجندات ضيقة و الانحياز لصالح اطراف معينة في المنطقة.
الكاتب لفت الى ان الهجمات الارهابية في اوروبا،وكذلك ازمة اللاجئين،قد اظهرت مدى ترابط امن الاتحاد الاوروبي بامن الشرق الاوسط.و عليه قال ان من مصلحة الاتحاد الاوروبي تشكيل بيئة امنية شاملة تدمج كل من ايران و السعودية.
كاميرون يتهم بتوريط بريطانيا في الحرب السعودية على اليمن
من جانبها، صحيفة الاندبندنت البريطانية نشرت تقريراً تناول الاتهمات التي وجهت الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال جلسة استجواب برلمانية، حيث اتُهم الاخير بتوريط بلاده في الحرب السعودية على اليمن دون موافقة البرلمان.و افادت الصحيفة ان زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي "انغوس روبرتسون" قد طالب كاميرون خلال جلسة الاستجواب بالاعتراف بتورط بريطانيا في الحرب السعودية على اليمن،حيث تقدم المملكة المتحدة السلاح و التدريب و الاستشارة.
ولفت تقرير الصحيفة الى ان ذلك يتزامن و ارقام جديدة كشفت عنها الحكومة البريطانية تفيد بان صادرات القنابل و الصواريخ البريطانية للسعودية ارتفعت بنسبة 11,000 بالمئة على مدار ثلاثة اشهر العام الفائت.
و بحسب التقرير قال "ربوبرتسون" (زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي) ان اعداداً كبيرة من المدنيين قتلوا في اليمن بالطائرات الحربية البريطانية و القنابل البريطانية،و اشار بالوقت نفسه الى وجود مستشارين عسكريين بريطانيين في السعودية،الامر الذي اعترف به كاميرون.
و نقل التقرير عن مدير الشؤون السياسية والحكومية في منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة “Allan Hogarth” ان هناك معلومات تفيد بان المستشارين البريطانيين موجودون في "غرفة التحكم السعودية". كما تحدث “Hogarth”بحسب التقرير عن مقتل آلاف المدنيين اليمنيين اثر "الضربات الجوية العشواية السعودية"،مضيفاً ان اي استشارة ربما تقدمها بريطانيا لم تحقق الكثير على صعيد وقف هذا القتل.كذلك دعا رئيس الوزراء البريطاني الى التعليق الفوري لتراخيص بيع الاسلحة الى السعودية واجراء تحقيق كامل بالمزاعم التي تتحدث عن انتهاكات للقانون الانساني الدولي ترتكبها السعودية في اليمن.
الهجوم الارهابي في باكستان
مجلس تحرير صحيفة الاندبندنت نشر ايضاً مقالة قال فيها ان الخطر الذي يشكله تنظيم طالبان سيتواصل،وذلك عقب الهجمات الارهابية التي استهدفت جامعة في مدينة بيشاور التي اودت بحياة اثني وعشرين شخصاً على الاقل. و قالت الصحيفة ان هذا الهجوم يكشف حدود القوة العسكرية كاستراتيجية للاحتواء، مضيفة ان طالبان ستكون قادرة على ضرب "الاهداف الناعمة" متى ما شاءت.
و اعتبرت الصحيفة ان ذلك يعود الى ان عناصر طالبان يستطيعون عبور الحدود بين افغانستان و باكستان بسهولة،كما ان الحكومتين الافغانية و الباكستانية ليس لهما اي سلطة في المناطق التي تنشط فيها طالبان.
و عليه دعت الصحيفة الرئيس الافغاني اشرف غاني الى مواصلة سياسته ببناء الجسور مع الجيش الباكستاني ومحالة التعاون في ضبط الحدود، وشددت بالوقت نفسه على ضرورة ان تقوم باكستان باغلاق المدارس الدينية التي تروج للتعصب و ان تبني حكومة مدنية اقوى تستطيع اختراق معاقل طالبان عبر "القوة الناعمة".