ارشيف من :ترجمات ودراسات
محلّل صهيوني: يجب الاستعداد لمواجهة ’حماس’
اعتبر محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن "الإرهاب" الذي يعتمد على إطلاق النار والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية المدعومة من قبل تنظيمات ارهابية وأنظمة كإيران عاد الى الضفة، وربما يتسلّل منها الى داخل الأراضي المحتلة عام 1948"، مضيفًا أن "هذا هو الوجه الحقيقي لـ"موجة الإرهاب" التي تتبلور حاليًا وراء الكواليس وتهدّد بالسيطرة على الموجة العفوية والشعبية لقتل الاسرائيليين من حملة السكاكين والداهسين".
وقال فيشمان إن "الجهات الأمنية الرفيعة تتعقّب بقلق القرار الذي اتخذته القيادة العسكرية لحركة "حماس" في غزة في الأشهر الأخيرة: استئناف العمليات في الضفة، وخاصة داخل الخط الأخضر – حتى ولو بثمن مواجهة شاملة مع "إسرائيل". وحسب تلك الجهات، فإن "حماس"، بعد سنة ونصف من عملية "الجرف الصامد"، تشعر بأنها وصلت الى مستوى جيّد من الجاهزية، بما يكفي لاجتياز حرب أخرى أمام الجيش الاسرائيلي".
أليكس فيشمان
وتابع فيشمان: "بالنسبة لـ"إسرائيل" هذا تحذير استراتيجي: خلال السنة القريبة يمكن لـ"حماس" أن تجد نفسها تخوض مواجهة أخرى في القطاع.. قبل عدة أسابيع كشف الشاباك عن تنظيم لـ"حماس" في الضفة شمل إقامة مختبر لإعداد عبوات ناسفة، وإعداد انتحاري لتنفيذ عملية في القدس.. انطلقت الذراع العسكرية لـ"حماس" في غزة، والتي قادت الخلية، من فرضية أن "إسرائيل" لن تستطيع تجاوز عملية قاتلة في قلب العاصمة، وقدرت بأن "إسرائيل" ستردّ بشكل وحشي في الضفة، بما في ذلك مهاجمة السلطة الفلسطينية، وتقوم بعمليات انتقام في القطاع".
فيشمان أشار إلى أن "أضواءً حمراء تشتعل منذ عدة أشهر في "إسرائيل"، فإن هناك تقديرا بأن "حماس" تسمح لنفسها بالانتقال الى العمليات التفجيرية في الضفة لأنها استكملت الاستعدادات الأساسية لتوجيه "الضربة المفاجئة" التي فشلت بتنفيذها قبل سنة ونصف، عشية "الجرف الصامد"، وليس من المستبعد أن يكون المقصود التسلّل الى "اسرائيل"، على عدة محاور في وقت واحد، جوًا وبحرًا، وعبر الأنفاق، تزامنًا مع إطلاق مكثّف للصواريخ والقذائف، من أجل إيقاع أكبر عدد من القتلى الإسرائيليين. كما طوّرت "حماس" أيديولوجيا ملائمة تشمل توجيه الضربة الاولى التي ستصدم الإسرائيليين وتشبه نوعًا ما الضربة الأولى التي وجهتها "إسرائيل" في عملية عمود السحاب – التي قضى إثرها العشرات من قوات الشرطة في غزة".
ويختم فيشمان "في بداية موجة العمليات الفلسطينية الحالية، قبل قرابة اربعة أشهر، شجّعت قيادة "حماس" في غزة واسطنبول الفلسطينيين على تنفيذ عمليات عنيفة، وهلّلت للطاعنين والداهسين. لكنّها لم تتجاوز في حينه الخطوط الى تفعيل الخلايا التي أقامتها في الضفة خشية الرد الاسرائيلي. استراتيجية "حماس" كانت محاولة تقويض استقرار سلطة أبو مازن بواسطة زعزعة الهدوء في الشارع الفلسطيني. وفي المقابل قدّرت "اسرائيل" بأن "حماس" منشغلة في إعادة بناء قوتها، ومواجهة أزمة اقتصادية بسبب فقدان الدعم الايراني، إضافة إلى تلقيها ضربة قوية من المصريين الذين دمروا جزءًا كبيرًا من أنفاق التهريب".