ارشيف من :آراء وتحليلات
هل تفعلها باكستان وتجمع طهران والرياض على طاولة واحدة ؟
حنكة سياسية أظهرتها باكستان في الأزمة بين الجار والصديق، الجار الإيراني الذي خرج من حصار اقتصادي دولي فرض عليه لأكثر من ثلاثة عقود، والصديق السعودي الذي أصبحت قراراته السياسية مصدر عبء وقلق لها ولأصدقائها بمن فيهم باكستان.
يرى مراقبون أن الزيارتين الرسميتين للوفد الباكستاني الذي قاده رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف لكل من الرياض وطهران، والهادفتين لتهدئة الخلافات التي تصاعدت حدتها بينهما في الآونة الأخيرة، قرار باكستاني حكيم.
هذا وقد وصف الإعلام الباكستاني الزيارتين بالناجحتين، كما عرضت باكستان استضافة الحوار بين البلدين. و قد لقي الدور الباكستاني ترحيباً سعودياً وايرانياً ووصف بالإيجابي، ما يسجل كإنجاز للدبلوماسية الباكستانية، فعلى الرغم من أنها خيبت السعودية غير مرة، كان آخرها رفض الانضمام لأي حلف كان ضد إيران، كما صرح وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف أمام البرلمان، إلا أنه وبحسب معلومات فإن زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة لباكستان، حملت رسالة ملكية تدعو إسلام آباد للدخول على الخط بينها وبين طهران، ما يعتبره خبراء، استسلام السعودية للأمر الواقع، المتمثل في دخول الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد حيز التنفيذ.
غير أن نجاح باكستان في الوساطة بين السعودية وإيران في رأي الصحفي والمحلل الباكستاني البارز الدكتور شاهد مسعود مرهون بحكمة البلدين، خصوصاً السعودية التي تصر على خطابها المذهبي.
يضيف مسعود قائلاً : " علينا أن لا نرفع سقف أمانينا، فكل ما يمكن لباكستان فعله هو ترطيب الأجواء بين البلدين إعلامياً. وأقصى ما أتوقعه هو أن يعود السعوديون مجدداً لطهران لفتح السفارة ليس أكثر على قاعدة الإمام الخامنئي من ذهب وحده يعود وحده".
لكن بنفس الوقت، برأي مسعود، ليس من الموضوعية التقليل من أهمية الدور الباكستاني، ففيما إذا نجحت اسلام آباد باستضافة حوار بين البلدين، بغض النظر عن مستوى التمثيل الديبلوماسي، كما دعا نواز شريف، وقد سمع ردودا ايجابية من طهران ويبقى رد الرياض، فإن هذا الحوار إن تم يمكن اعتباره الخطوة الأولى في سفر الألف ميل.
في الخلاصة، تمكنت الديبلوماسية الباكستانية من التملص مجدداً من موقف محرج بين الصديقين المتنازعين، على قاعدة تقديم المصالح الباكستانية على كل شيء آخر، وإن كان على علاقة وسمت بالإستراتيجية بين باكستان والسعودية.