ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: تدخل عسكري غربي في ليبيا يلوح في الافق

الصحف الاجنبية: تدخل عسكري غربي في ليبيا يلوح في الافق

كشفت صحف اميركية بارزة ان الادارة الاميركية تعد خططاً للتدخل العسكري في ليبيا،حيث دعت اعضاء الكونغرس الى التدخل لمنع الاقدام على ذلك دون نقاش داخلي، فيما اعتبرت مجموعة امنية واستخباراتية ان التدخل في ليبيا سيفاقم النزاع اكثر فاكثر.


من جهة اخرى، نقلت صحف بريطانية عن مصادر استخباراتية بأن "داعش" تستغل ازمة اللاجئين لادخال عناصر ارهابية الى بريطانيا، في وقت رجح باحثون ان تلعب الصين دور الوساطة بين ايران والسعودية.

بكين وامكانية لعب دور الوساطة بين طهران والرياض

كتب الباحث "Gal Luft" مقالة نشرت في مجلة "Foreign Policy" حملت عنوان "استراتيجية الصين الكبرى الجديدة للشرق الاوسط"، والتي اعتبر فيها انه من الخطأ وضع جولة الرئيس الصيني في الشرق الاوسط في سياق الفرص الاقتصادية فقط.
وشدد الكاتب على ان الصين ترى ان من الضروري تعزيز دورها في المنطقة وانه لم يعد من الممكن ان تقف على الهامش بينما يجتاح الفوضى الشرق الاوسط. واشار الى ان الصين ومنذ اشهر تشعر بان الولايات المتحدة لم تعد تعير اهتماماً للشرق الاوسط كما في السابق، لافتاً بالوقت نفسه الى ان واشنطن لا تستطيع اصلاً لعب دور الوسيط الحيادي بين الرياض وطهران.
كما رأى ان روسيا هي الاخرى لم تعد لاعباً حيادياً بحسب قوله، وذلك بسبب تدخلها العسكري في سوريا. وعليه اعتبر ان الصين تريد ملء هذا الفراغ الناتج عن "عدم قدرة الولايات المتحدة و روسيا ابقاء التوازن بين ايران و السعودية".

الصحف الاجنبية: تدخل عسكري غربي في ليبيا يلوح في الافق


الكاتب اشار الى وجود اسباب عدة للتخوف الصيني من "الانقسام الشيعي السني"، من بينها اهمية النفط الخليجي للاقتصاد الصيني، حيث لفت الى ان الحرب الاقليمية بين ايران من جهة  والسعودية وحلفائها من جهة أخرى تلحق الاضرار المادية بالبنية التحتية النفطية، ستؤدي الى ارتفاع حاد باسعار النفط الخام. وحذر من ان الصين ستكون اكثر المتضررين الاقتصاديين من هكذا سيناريو.


كما اعتبر الكاتب ان مبادرة "حزام واحد طريق واحد" الصينية ايضاً لها دور كبير لناحية حرص الصين على تخفيف التوتر الطائفي في المنطقة. وقال ان هذه المبادرة تجعل من محافظة جينجيانغ غرب الصين بوابة نحو آسيا الوسطى وآسيا الجنوبية، لكنه حذر من ان الاضطراب في الشرق الاوسط سيقف عائقاً امام ذلك. واشار الى تخوف بكين من ان عودة الاوغاريين الذين التحقوا بداعش الى غرب الصين قد تعطل مبادرة "حزام واحد طريق واحد". (هو مشروع اقتصادي ضخم لانشاء الممرات التجارية وممرات النقل بين الصين واوروبا).


وشدد الكاتب على ان العلاقات الجيدة التي تتمتع بها الصين مع كل من الرياض وطهران قد تصبح ثمينة جداً في ظل غياب العلاقات بين الجانبين.كما اضاف ان الصين قد تستفيد من مبادرة "حزام واحد طريق واحد" من اجل الحد من التوتر، حيث يمكنها انشاء المشاريع التي تخلق مصالح اقتصادية "سنية شيعية مشتركة" على حد قوله. ولفت بهذا السياق الى انبوب نقل الغاز بين ايران وباكستان، وطريق السكك الحديدية الذي يربط بين محافظة جيانغيانغ وطهران ويمر عبر "الدول السنية" في آسيا الوسطى مثل كازخستان واوزباكستان وتركمانستان.كذلك اشار الى ان الصين تستطيع لعب دور اساس بانضمام ايران الى منظمة تعاون شنغهاي.
وفي الوقت ذاته اعتبر الكاتب انه سيكون على الصين في المقابل ان تتقدم بمبادرات الى "السنة"، لافتاً في هذا السياق الى ان بكين تستطيع لعب دور نشط في التحالفات التي شكلت لهزيمة داعش.
كما رأى الكاتب ان على واشنطن ان ترحب بتعزيز الدور الصيني في الشرق الاوسط في ظل التوترات الصاعدة في المنطقة وانتشار حالة "الانعزالية الجديدة" عند الناخبين الاميركيين.

خطط اميركية للعمل العسكري في ليبيا

من جهته، مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" نشر مقالة حملت عنوان "فتح جبهة جديدة ضد داعش في ليبيا"، والتي جاء فيها ان وزارة الحرب الاميركية/البنتاغون يكثف جمع المعلومات الاستخبارتية في ليبيا بينما "تعد ادارة اوباما الخطط لفتح جبهة ثالثة في الحرب ضد داعش. وحذرت الصحيفة من انه يتم التخطيط لهذا التصعيد دون اجراء نقاش حقيقي في الكونغرس حول مكاسب ومخاطر هذه الحملة العسكرية، التي يتوقع ان تشمل الضربات الجوية وعمليات مداهمة من قبل قوات النخبة الاميركية.


واعربت الصحيفة عن تخوفها من سيناريو التدخل العسكري في ليبيا،محذرة من انه قد يؤدي الى انتشار الحرب الى دول اخرى في القارة الافريقية.
واشارت الى تصريحات رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال “Joseph Dunford” التي قال فيها ان المسؤولين العسكريين "ينظرون باتخاذ اجراءات عسكرية حاسمة" ضد داعش في ليبيا،حيث يتواجد نحو 3,000 مقاتل للتنظيم، بحسب تقديرات المسؤولين الغربيين.


كما لفتت الصحيفة الى تصريحات المسؤولين الاميركيين بان الحملة العسكرية في ليبيا قد تبدأ في غضون اسابيع، وقد يشارك فيها عدد من الحلفاء الاوروبيين، مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا.
واضافت الصحيفة انه حتى ولو نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها بضرب اهداف داعش، فمن غير المؤكد ان تكون هناك قوة برية قادرة على الامساك بالارض. وعليه حذرت من ان الضربات الجوية قد تجبر الدول الغربية على نشر قوات على الارض في ليبيا من اجل جمع المعلومات وتقديم الدعم التقني للقوات المتمردة المحلية،كما يجري في العراق وسوريا.
وفي هذا الاطار اشارت الصحيفة الى تصريحات وزير الحرب "آشتون كارتر" التي تزامنت مع تصريحات رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي، حيث تحدث "كارتر" عن حتمية نشر قوات على الارض.
هذا وشددت الصحيفة على ان الكونغرس لا يبدو مستعدا لاعطاء تفويض للحملة العسكرية ضد داعش، وعليه حثت المشرعين الاميركيين على التحرك في ظل احتمالية فتح جبهة جديدة في هذه الحرب.

التشكيك بجدوى التدخل العسكري الخارجي في ليبيا

من جهتها، اعدّت مجموعة صوفان للاستشارت الامنية والاستخبارتية تقريراً حول الوضع في ليبيا حمل عنوان "ليبيا التطرف وعواقب الانهيار"، والذي اشار الى رفض الفصائل الليبية في طبرق وطرابلس (هناك حكومتان متخاصمتان في طبرق و طرابلس) الاتفاق الاممي الذي ابرم في المغرب في كانون الاول/ديسمبر الماضي، حول انشاء حكومة وحدة وطنية. وشدد التقرير على ان ذلك انما يدل على عدم وجود حافز لدى الاطراف المتخاصمة في ليبيا بتقديم التنازلات من اجل مشاركة السلطة.كذلك حذر التقرير من انه وحتى فيما لو تم تشكيل حكومة وحدة وطنية، فلا ضمانة بانها تستطيع حتى حماية نفسها في العاصمة طرابلس،حيث تعرض المقر الحكومي لهجمات عدة في وثت سابق.

الصحف الاجنبية: تدخل عسكري غربي في ليبيا يلوح في الافق


وبينما اعتبر التقرير ان التدخل العسكري الدولي قد يساهم باستقرار الوضع الامني في ليبيا، اشار في الوقت نفسه الى تأكيد المسؤولين العسكريين الغربيين بانه لن تتخذ اي اجراءات عسكرية قبل ان تطلب ذلك حكومة وحدة وطنية تحظى بالشرعية. وعليه قال ان رفض الاتفاق الاممي يعني فعلياً تجميد امكانية التدخل العسكري الخارجي، الا في حال اتخذ التحالف الدولي المفترض (المؤلف من واشنطن وحلفائها الاوروبيين) قراراً احادياً.


كما شدد التقرير على ان مواصلة الصراع على السلطة في ليبيا يعني ان اي تحالف غربي سيجد صعوبات في تحديد شركاء فاعلين على الارض، ويعزز كذلك المخاوف من ان يؤدي التدخل العسكري الغربي الى تفاقم النزاع.


ولفت التقرير الى وجود تخوف من ان اي تدخل عسكري سيركز بشكل اساس على ازالة التهديد الذي تشكله داعش في ليبيا، دون معالجة القضايا الاخرى ضمن النطاق السياسي والاجتماعي الاوسع. وقال ان اي مكسب يحققه التحالف الدولي سيكون إن لم يترافق مع مصالحة حقيقية بين الفصائل المختلفة في ليبيا.كما رأى ان القضاء على داعش في ليبيا لن يؤدي بشكل اتوماتيكي الى تأمين البلد او جيرانه.


بناء على كل ذلك رجح التقرير ان لا يتحقق الاستقرار الدائم في ليبيا من دون تركيز الاهتمام الدولي على نزع السلاح و المصالحة السياسية.

الخلايا النائمة الارهابية تنتشر في اوروبا تحت غطاء اللاجئين

بدورها، نشرت صحيفة "دايلي تليغراف" البريطانية تقريراً نقلت فيه عن مسؤولين استخبارتيين بريطانيين بان عناصر داعش يستفيدون من ازمة اللاجئين من اجل تهريب الارهابيين الى داخل اوروبا. واوضح التقرير ان عناصر داعش يسافرون غالباً بجوازات سفر سورية او عراقية اصبحت متطورة بحيث بات من شبه المستحيل التمييز بين اللاجئين الحقيقيين والمشتهبين الارهابيين.
وتحدث التقرير عن مخاوف من انشاء خلايا نائمة في المملكة المتحدة و اوروبا عموماً، وذلك بعد ان قام قياديو داعش باعادة عناصر هذه الخلايا الى دول اوروبا بغية شن الهجمات داخل الدول الاوروبية.
كما لفت التقرير الى ان الاستراتيجية هذه تدار من معقل داعش في الرقة، حيث تصدر التعليمات للمجندين ويتسلمون الهويات الجديدة. واضاف ان ذلك يأتي تزامناً مع ما كشفه مسؤول اوروبي رفيع بأن ستة من اصل عشرة لاجئين يصلون الى اوروبا لا يملكون حق اللجوء.


هذا ونقل التقرير عن مسؤول استخبارتي بريطاني رفيع بان داعش "تستغل بمهارة ازمة اللاجئين من اجل تهريب الخلايا الارهابية من سوريا الى دول اوربية كبرى مثل المملكة المتحدة". كما نقل عن هذا المصدر بان ""الجهاديين" يسافرون الى الرقة للقاء القادة العسكريين في داعش، حيث يتلقون التدريب و يتسلمون جوازات سفر جديدة". واضاف هذا المسؤول بحسب تقرير الصحيفة ان هؤلاء العناصر "يعودون حينها الى اوروبا" تحت غطاء اللاجئين و هم يحملون هويات جديدة، "الامر الذي يجعل من شبه المستحيل للمسؤولين الامنيين كشف الارهابيين".


كذلك اشار التقرير الى ان هذا التطور قد يزيد الضغوط على الحكومة البريطانية قبيل الاستفتاء البريطاني على البقاء في الاتحاد الاوروبي المقرر في الثالث و العشرين من حزيران/يونيو القادم، خاصة وان هناك اصواتا في بريطانيا تعتبر ان السبيل الوحيد لضمان عدم سفر الارهابيين الى المملكة المتحدة هو من خلال الانسحاب من الاتحاد الاوروبي وتعزيز الضوابط المفروضة على الحدود.
كما اشار التقرير الى ان قرابة 800 بريطاني يعتقد انهم توجهوا الى سوريا للالتحاق بداعش، والى ان نصف هؤلاء قد عاد الى المملكة المتحدة.

2016-01-27