ارشيف من :نقاط على الحروف
تفجير الاحساء وارهاب بني سعود المزدوج
ضرب تنظيم داعش الارهابي مجددا في السعودية، وتحديدا مسجد الإمام الرضا في حي محاسن ارامكو بمحافظة الأحساء الواقعة وسط المنطقة الشرقية، ما اوقع عددا من الشهداء والجرحى. ووفق شهود عيان، فإن الهجوم الإرهابي تم بواسطة ثلاثة أشخاص، نجح الاول في تفجير نفسه عند مدخل المسجد، تبعه آخر بإطلاق النار على الموجودين قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، فيما قيل ان مهاجما ثالثا تمكّن من الهرب.
ويعد هذا الهجوم هو السابع من نوعه خلال عام واحد، خمسة منها استهدفت المنطقة الشرقية تحديدا، فيما الاثنان الآخران كانا قد استهدفا مسجداً للمسلمين من الطائفة الإسماعيلية في مدينة نجران، وآخر مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها جنوبي المملكة.
ورغم قيام المدعو ابو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الارهابي، باطلاق التهديدات المتكررة للنظام والقوى الامنية السعودية، الا انه غالبا ما تستهدف هجمات التنظيم المصلين في المساجد من طوائف محددة مصنفة على قوائم الوهابية بانها طوائف مشركة وضالة ومبدعة بحسب ادبيات الوهابية.
جاء هذا الهجوم الارهابي في وقت تنشغل فيه المملكة واعلامها بالتحريض الطائفي تارة، والتحريض العرقي والعنصري تارة اخرى، وينشغل فيه امراء بني سعود بخلافات بين الامراء حول خلافة الملك سلمان، ويسعى فيه كل طرف لتقوية اوراقه على حساب الآخر. فيما يتولى الاعلام بالقيام بلعبة مزدوجة: محاولة نشر الفرقة بين ما يطلقون عليه اسم «الشيعة العرب» و«الشيعة الصفوية» في اشارة الى ايران من جهة، وهجوم على اهالي المنطقة الشرقية من جهة اخرى.
يسعى الاعلام ومن ورائه بنو سعود، لزرع فتنة داخل المذهب الواحد بعد ان زرعوا الفتن بين المذاهب، مصوبين سهام التكفير على خصومهم ومستعيدين مصطلحات جاهليتهم البغيضة.
وفي الوقت الذي يدعو اهالي المنطقة الشرقية الى ضرورة تمييز «مذهبهم» ومعتقداتهم بوصفهم «شيعة عرباً» عن معتقدات «التشيع الصفوي الايراني» فإنهم في الوقت نفسه يتهمونهم بالشركيات والابتداع في الدين، ولا تكاد تخلو خطبة جمعة او درس ديني لشيخ وهابي في مسجد او قاعة الا وفيه تحريض مذهبي، واحلال للدماء والاعراض والاموال.
تشن مملكة بني سعود حملة منظمة على ايران وحلفائها، دينية تارة، وسياسية تارة اخرى، تصر فيها على تزوير الحقائق والتلاعب بالوقائع واغتصاب الذاكرة القريبة. يريدون اقناع الناس ان داعش واخواتها صنيعة ايرانية، فيما القاصي والداني يدرك تماما ان فكر هذه الجماعات ليس سوى فكر وهابي بامتياز لكنه دمغ باسم «داعش». يريد بنو سعود من الناس ان لا ينظروا الى الكتب التي تدرس في المدارس الداعشية، الى مصادرها الفكرية، وان لا يقارنوا بينها وبين تلك الكتب المعتمدة في المدارس الوهابية. يقومون بالتعمية من خلال بث كم هائل من المقالات وآراء «لخبراء» مزعومين يعلم الجميع انهم وهابيو الفكر، سعوديو الهوى، خبراء الملوك والسلاطين والامراء.
من الطبيعي ان يضرب داعش والارهاب في تلك المناطق تحديدا طالما ان رجال الامن تختبئ عند الهجوم، وربما تعتبر انه «غير جائز شرعا» الدفاع عن هذه الفئة من الناس، ما لم نقل انها تنظر اليها بعين الرضا والقبول.
من الطبيعي ان يضرب الارهاب مناطق محددة في مملكة بني سعود، طالما ان السلطات الامنية تسارع لاستغلال الهجوم لتقوم بحملة اعتقالات وملاحقات لناشطين في مجال حقوق الانسان.
من الطبيعي ان يضرب الارهاب جماعة محددة في المملكة طالما ان بني سعود واعلامهم، بغثه وسمينه، يسارع لاتهام ايران انها وراء هذه الهجمات لزرع الفتنة، وذلك للتعمية على السبب الحقيقي وراء هذا الارهاب المجنون الذي يضرب المنطقة باكملها، سبب يعمل بنو سعود بكل قواهم على عدم السماح بالبوح ورفع الصوت عاليا به. وهذه الحقيقة هي : يا ايها العالم ان كنتم تريدون محاربة الارهاب حقا فعليكم بالوهابية فإنها الوباء القاتل، والجرثومة المعدية التي تنشر كل هذا الحقد والكراهية في العالم، وان كل محاولاتكم لحصار الارهاب وتحجيمه وردعه لن تنجح طالما ان المدارس الوهابية منتشرة في العالم الاسلامي، وطالما ان كتب مشايخهم و«دعاتهم» تنتشر في المساجد والمكتبات.