ارشيف من :آراء وتحليلات

دعم إفريقي وأوروبي لحق تقرير المصير في الصحراء الغربية

دعم إفريقي وأوروبي لحق تقرير المصير في الصحراء الغربية

تجد قضية الصحراء الغربية التي تعيق قيام اتحاد المغرب العربي اهتماما غير مسبوق إقليميا ودوليا ويبرز ذلك من خلال المواقف التي يعبر عنها عدد من ساسة العالم بمناسبة أو بدونها. فبعد الأزمة الديبلوماسية التي حصلت بين السويد والمغرب نتيجة لتلميح ستوكهولم عن عزمها الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية، دخل البرلمان الأوروبي على الخط وقام بتوزيع وثيقة على المجالس البرلمانية للدول الأعضاء يدعوها إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقير المصير.


كما دعت الوثيقة إلى فتح الأراضي الصحراوية الخاضعة لسلطة المغرب بعد ما سمي "المسيرة الخضراء" للمراقبين الدوليين. ودعت الوثيقة التي أثارت جدلا واسعا أيضا إلى توسيع صلاحيات بعثة المنورسو الأممية لتتضمن مراقبة حقوق الإنسان مع إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين.

الأفارقة على الخط

من جهة أخرى، أدلى الأفارقة، الذين يعتبرون من أشد الداعمين للصحراويين، بدلوهم في القضية بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي في مقر الاتحاد بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. فقد عبرت دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي في مداخلتها في افتتاح قمة الاتحاد إلى ضرورة تحديد موعد لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية، وهو استفتاء معطل منذ بداية تسعينات القرن الماضي تاريخ وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو).

دعم إفريقي وأوروبي لحق تقرير المصير في الصحراء الغربية


كما أكدت زوما في كلمتها على ضرورة وضع حد لتغاضي العالم مدة ربع قرن على استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. وحملت مسؤولية ذلك للأمم المتحدة المطالبة بتنظيمه ودعت الاتحاد الإفريقي إلى الضغط للتسريع بإجراء الاستفتاء، ويشار إلى أن الجمهورية العربية الصحراوية هي عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي وتحظى باعتراف عديد الدول الإفريقية على غرار جنوب إفريقيا ونيجيريا والجزائر.

دين على الأفارقة

كما اعتبر رئيس الزيمبابوي ورئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته روبرت موغابي في كلمته أن تبرير الاستعمار لدولة شقيقة يتعاكس مع مبادئ الاتحاد الإفريقي ومبادئ الآباء المؤسسين لهذا الاتحاد الذي ولد من رحم منظمة الوحدة الإفريقية. وأضاف بأن قضية الصحراء الغربية هي دين على الأفارقة وجب دفعه للشعب الصحراوي. وأشار إلى أن ميثاق الاتحاد الإفريقي ينص على أن الحدود الموروثة عن الاستعمار يجب احترامها، وبالتالي فإنه لا يجوز الحديث عن خرائط قديمة لأن الباب إن فتح على مصراعية سيتسبب في نزاعات بالجملة.


وربط موغابي بين ما يحصل في الصحراء الغربية وما يحصل في فلسطين في انتقاد مبطن للبلدان العربية التي تلتزم الصمت والحياد السلبي حول هذه القضية. وناشد شركاء الاتحاد الإفريقي، ومنهم منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، على احترام مبادئ الاتحاد بخصوص القضية الصحراوية. ويحظى موقابي بشعبية واسعة في صفوف الأفارقة باعتبار مواقفه المناهضة للاستعمار الغربي وقيامه بتأميم أراضي بلاده وفكها من المستعمرين "البيض" من البريطانيين على وجه الخصوص.

2016-02-04