ارشيف من :نقاط على الحروف
حزب الله.. والـ MTV وشيطنة صورة المقاومة وحجب الانتصارات
ياسر رحال
"لا أساس لما يُحكى عن هذه الضغوط على الإطلاق. لم نتلقَ اتصالاً من أحد، وأحدٌ لم يقل لنا ما سنعرض وكم مدّته". هذه الشهادة من مقدم برنامج بموضوعية وليد عبود كافية للرد على كل المتهجمين على حزب الله وإعلامه زاعمين قيامه بضغوط من اجل منع بث المقابلات التي اجرتها كارول معلوف مع اسرى حزب الله لدى جبهة النصرة، إلى هنا ونقطة على السطر في هذا الموضوع.
بالعودة إلى موضوع الاسرى والإعلام، نذكِّر المتشدقين بانه هذه المقابلة ليست الأولى وبالتالي ليس هناك "سكوب"، فقناة "أورينت" بثت قبل أربعة أشهر مقابلة مع الاخوة الاسرى وقالوا الكلام نفسه والصورة هي نفسها.. فما الجديد إذاً وكيف يمكن قراءة ما جلبته معلوف إلى الشاشة المرّية.
أيام العدوان الصهيوني على لبنان في العام 2006، والتي اصطلح على تسميته بحرب لبنان الثانية، تلقيت اكثر من اتصال ورسالة الكترونية تفيد عن وجود احد المجاهدين في أحد أحياء قرية محاذية للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، وتقول الرسالة: "الحاجة ام محمد امرأة عجوز وهي لوحدها في هذا الحي، وقد تمكنت من سحب أحد الإخوة الجرحى، وتقوم بالاعتناء به، لكنها لن تصمد طويلاً والأخ يعاني من النزيف، يرجى إرسال مجموعة لسحبه إلى اماكن أكثر أمناً، وبمراجعة الإخوة على الأرض تبين أن لا وجود لمفقودين، ولا أحد في الحي المذكور.. القصة كلها إذا فبركة كمين من أجل القبض على مجاهدين وأخذهم أسرى لدى العدو الصهيوني.
القصة اليوم تتكرر، وبالسيناريو نفسه!
بالأمس أطلقت معلوف مجموعة شائعات من أجل خلق بلبلة بين المقاومة وأهلها لجهة عدم وجود أي مفاوضات لتبادل الأسرى بين حزب الله وجبهة النصرة وبالتالي أن امر هؤلاء الإخوة متروك... ولاحظوا معي تأكيدها انها سألت الطرفين وتلقت نفياً قطعياً بالموضوع.
الشائعة الثانية تقول: "القصف الجوي الروسي بات على مقربة من مكان وجود الأسرى ما قد يشكل خطرًا على حياتهم"، ونتذكر معاً كيف كانت وسائل إعلامية لبنانية تتحدث عن ضرورة ابتعاد الجيش اللبناني عن جرود عرسال وإيقاف الاشتباكات وإطلاق الصواريخ لأنها باتت تصيب اماكن قريبة من أماكن تواجد اسرى الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.. ولاحقاً سنشاهد " تقارير تعرض الإخوة الاسرى وهم يطالبون بوقف القصف الروسي لأنها أصابت مباني قريبة من مكان وجودهم، تماماً كما فعلت النصرة في جرود عرسال بحيث ظهر أسرى الجيش اللبناني وهم "يطالبون بوقف الصواريخ لأنه أصاب احد المنازل بالقرب منهم"..
الرسالة الإعلامية واضحة.. في ظل الهجمة الاميركية الشرسة على حزب الله، عبر مزاعم الإتجار بالمخدرات وتبييض الاموال، ومن باب التكامل بين ادوات العدو الاميركي ـ السعودي على صورة حزب الله يمكن فهم التنسيق بين أفراد هذه الادوات..
بالامس خرجت علينا قناة "العربية" تسأل أحد "المحللين" عن المسوغ الشرعي لإتجار حزب الله بالمخدرات عارضة عليه نظرية: "الضرورات تبيح المحظورات" كمرجعية شرعية للقيام بهذا العمل. وكذلك صحيفة "النهار" التي انضمت اليوم إلى جوقة المخدرات.. فكتبت تحت عنوان: "حزب الله تحدى تقديم الدليل على الاتجار بالمخدرات... هذا ما فعلته واشنطن والمزيد قريبا": "يبدو أن #واشنطن قبلت التحدي، وربما تحركت استباقاً لهذا التحدي". وتسرد روايات قدمتها الإدارة الاميركية حول هذا الموضوع.. وأيضاً بلا أي دليل هو لصق أشخاص ووصمهم بانهم عناصر في حزب الله..
الهدف في مكان آخر.. الهدف هو منع صورة الانتصار على الأرض في سوريا والعراق واليمن من أن تكون هي المسيطرة على الشاشات..
لن نحرف البوصلة عن انتصارات سوريا واليمن والعراق.. وسنحتفل بالنصر في نبل والزهراء الذي بدأت طلائعه اليوم ولن تنتهي الا بعد سقوط "دولتكم.. ومتفرعاتها"..
"لا يمكن حجب نور الشمس بغربال.."
ويبقى التذكير بمقولة سماحة الامين العام لحزب الله: " نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون.. ومن حقنا فعل أي شيء كي لا نترك أسرانا في السجون".
والمياه تكذّب .. "العربية" و"النهار" والـ"MTV".