ارشيف من :آراء وتحليلات

استعداد تونسي لحرب محتملة في ليبيا

استعداد تونسي لحرب محتملة في ليبيا

مع تأكد تورط حلف شمال الأطلسي قريبا في عمل عسكري في ليبيا بدأت المعابر الحدودية مع تونس تشهد تدفقا لمواطنين ليبيين على أرض الخضراء. ويبدو أن تونس ستكون أيضا مقرا مؤقتا لحكومة الوفاق الليبية الجديدة التي سيرأسها فايز السراج والتي لم تتمكن من نيل ثقة برلمان طبرق.

ويخشى التونسيون من عبور إرهابيين، سواء أكانوا تونسيين فارين أو ليبيين أو غيرهم، مع الحجافل القادمة من بلد عمر المختار. وهناك خشية وخوفا حقيقيين من الجهات الرسمية التونسية من اي عمل عسكري غربي في ليبيا ومن ارتداداته على تونس وقد عبر عن ذلك صراحة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ومسؤولين كبار في الدولة.

تعزيزات عسكرية

وتشهد المنطقة الحدودية بين البلدين تعزيزات عسكرية تونسية هامة تدفقت في الآونة الأخيرة استعدادا لأي طارئ على الجانب الآخر من الحدود، توحي بأن حربا ستندلع بين بلدين متجاورين. وللإشارة فإن الجيش التونسي يشهد منذ فترة عملية تسليح لافتة وتضخ له أموال من الميزانية تكون عادة على حساب التنمية بعد أن كانت الخضراء ولعقود تنفق ثلث ميزانيتها على التعليم ولم تنخرط في سباق التسلح الذي نشأ في المنطقة المغاربية والذي انخرطت فيه البلدان الفقيرة والغنية على حد سواء.

استعداد تونسي لحرب محتملة في ليبيا

فقد أبرمت تونس في الآونة الاخيرة صفقات للتسلح بالجملة من جهات أمريكية وأوروبية وروسية شملت آليات ومدرعات وأسلحة خفيفة وأخرى ثقيلة إضافة إلى الطائرات الحربية. كما بات التشجيع على الصناعات العسكرية لافتا وقد تمكن مهندسو الجيش بالتعاون مع شركة محلية تونسية من إنتاج وتصدير أول باخرة عسكرية تونسية سميت "استقلال" ترغب المؤسسة العسكرية من خلالها في تحقيق اكتفائها الذاتي من هذه السفن المقاتلة والخافرة للسواحل والتي يحتاجها الجيش التونسي لتأمين الحدود البحرية خاصة وأن الجيش التونسي هو وريث جيش قرطاجي عرف بأساطيله وقوته البحرية.

الساتر الترابي

كما تقدم الجانب التونسي في عملية إنشاء ساتر ترابي على طول الحدود الليبية مدعوما بخندق مائي عميق تمهيدا لبناء جدار إلكتروني يمنع تنقل الإرهابيين بحرية بين البلدين. ويؤكد الخبراء على أن هذا الجدار سيحمي التونسيين والليبيين على حد سواء خاصة وأن عددا هاما من المنتمين إلى الجماعات التكفيرية في ليبيا هم تونسيون دخلوا التراب الليبي  وتدربوا على القتال وبعضهم تم ترحيله إلى سوريا عبر تركيا والبعض الآخر بات مصدر خطر على جيرانه الليبيين.

ويؤكد خبراء عسكريون على أن الجيش التونسي قادر على صد أي هجوم داعشي قادم من ليبيا ويكفي في ذلك قصف هذه العناصر الإرهابية جوا بالطائرات الحربية دون الحاجة إلى خوض معارك برية خاصة وأن المنطقة صحراوية مقفرة ومنبسطة بخلاف جبال الشعانبي على الحدود الجزائرية ذات المسالك الوعرة والاحراش الغابية التي تمكن الإرهابيين من التخفي ونصب الكمائن. لكن ما يخشى منه، هو أن يحصل اختراق أمني مخابراتي فتعطى أوامر لا يعرف مصدرها بالإمتناع عن القتال مثلما حصل للجيش العراقي في الموصل فيتقدم الإرهابيون في طريق ممهدة، وهو ما يتم التحذير منه من قبل أطراف عديدة.

 

2016-02-09