ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: تركيا قد تصعد ضد روسيا في سوريا
رأى دبلوماسيون سابقون ان التصريحات التي صدرت مؤخراً عن المسؤولين الاتراك تفيد بأن انقرة ربما تخطط لتعزيز دعم المتطرفين ضد روسيا في سوريا، وذلك في الوقت الذي اكدت فيه مصادر روسية مطلعة ان لا مجال لهزيمة داعش وغيرها من الجماعات الارهابية في سوريا دون اغلاق الحدود السورية التركية.
من جهة اخرى، اعتبر باحثون معروفون بدعمهم لكيان الاحتلال الاسرائيلي ان السياسات التصعيدية السعودية هي نتيجة سياسات اوباما الاقليمية و حرصه على تغيير العلاقة مع ايران، بينما اعترف مسؤول اميركي ان المقاومة الشعبية "الشيعية" في العراق قد انقذت البلاد من تنظيم داعش.
مسؤول اميركي: "الشيعة" انقذوا العراق
موقع “Al-Monitor” نشر تقريراً بتاريخ العاشر من شباط/ فبراير اشار فيه الى كلام موفد الرئيس الاميركي للتحالف الدولي ضد داعش “Brett McGurk” عن ان "الشيعة قد انقذوا العراق".و اوضح التقرير ان “McGurk” قال خلال جلسة استماع أمام الكونغرس يوم امس الاربعاء ان من اسماهم "بالمسلحين الشيعة" قد ساعدوا على انقاذ العراق من داعش.
كما لفت التقرير الى ان “McGurk” ورداً على سؤال حول عدم ذكره في شهادته المكتوبة "الميليشيات المدعومة من ايران" (وفقاً لتعابير التقرير) ضمن الجماعات التي تساهم بزعزعة الاستقرار، قد حيا دعوة المرجع آية الله السيد علي السستاني لحمل السلاح في شهر حزيران/ يونيو عام 2014.
وبحسب التقرير اعتبر “McGurk” ان هذه الدعوة شكّلت "لحظة حاسمة" و انه "لو لم يقم (السيستاني) بذلك لكان من الصعب جداً وقف داعش".
هزيمة الارهاب تتطلب اغلاق الحدود السورية التركية
من جهته، كتب الباحث الروسي “Vitaly Naumkin” الذي يعمل مستشاراً للحكومة الروسية في قضايا الشرق الاوسط مقالة نشرها موقع “Al-Monitor” ايضاً بتاريخ العاشر من الجاري وأكد فيها ان روسيا لا تزال تدعم الحل السياسي للازمة السورية الذي يستند إلى وثيقة جنيف الصادرة عام 2012 و الاتفاقات التي تم التوصل اليها عام 2015 في فيينا من قبل مجموعة الدعم الدولية لسوريا.
الا ان الكاتب شدد في المقابل على ان الكرملين لا يرى نجاحاً للحملة العكسرية ضد داعش او اي جماعة ارهابية اخرى في البلاد ولا يرى امكانية كذلك لوقف اطلاق النار دون اغلاق الحدود السورية التركية.و اعرب عن تأكيده بان هذا الموضوع سيكون الابرز خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا الذي سينعقد اليوم الخميس.
الكاتب رأى أن محاصرة الجيش السوري لحلب و قطع خط الامداد من تركيا غيّر ميزان القوى بشكل كبير لصالح الرئيس السوري بشار الاسد. كما قال ان التطورات الميدانية الاخيرة تنفي المزاعم بان روسيا تستهدف "المعارضة المعتدلة" بدلاً من الارهابيين، وقد اكد ان المستهدف الاساس في مدينة حلب كان "جبهة النصرة الارهابية". مضيفا ان روسيا لا ترى سبباً لعدم استهداف المواقع التابعة للنصرة "التي هي جزء من القاعدة"، لافتاً الى ان النصرة، وكما داعش، هي من الاهداف الاساسية للقوات الجوية الروسية. و اشار في المقابل الى استعداد موسكو التوصل الى اتفاق مع جماعات المعارضة المعتدلة، لكنه اكد ايضاً استمرار الخلافات بينها وبين دول غربية واقليمية حول تنصيف الجماعات الارهابية.
وتوقع الكاتب ان يشن الجيش السوري هجوماً جديداً في وقت قريب على خط امداد "المتمردين" من الجهة الغربية، مضيفاً ان من ابرز اهداف هذا الهجوم هو التمهيد لشن حملة واسعة على معاقل داعش في المناطق الشرقية، وتعزيز موقع دمشق التفاوضي خلال محادثات جينيف.
هذا ولفت الكاتب الى ان ميزان القوة في الشمال قد تغير ايضاً لصالح قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف يتكون من القوات الكردية والعشائر العربية، حيث تلعب وحدات حماية الشعب الكردية دوراً اساسياً فيه. و اعتبر انه يمكن القول بان الاكراد اقتربوا نحو تحقيق هدفهم الاستراتيجي الاساس برسم خط سيطرة لهم على طول الحدود السورية التركية، مضيفاً ان موسكو ترى في ذلك عاملا مساعدا على تقريب المواقف بين الحكومة السورية و السوريين الاكراد.
وفي الوقت نفسه، رأى الكاتب انه سيكون على موسكو اقناع دمشق بالموافقة على "تقرير المصير الكردي"، معتبراً ان تركيب نظرية لنظام "اللامركزية" في سوريا يكون مقبولاً للجميع هو اهم المهام في اي خطة لحل الازمة في سوريا.
كما اشار الكاتب الى التوقعات بأن يشن الاكراد هجوماً في ممر جرابلس الواقع بين الحدود التركية و المناطق التي تسيطر عليها داعش، مشدداّ على ان ذلك يشكل خطا احمر لتركيا. و اضاف ان ذلك هو ربما دفع بموسكو الى اجراء تعزيزات عسكرية اخرى في قاعدتها في اللاذقية.
الكاتب رأى ايضاً ان ارسال السعودية وغيرها من الدول الخليجية قوات برية الى سوريا قد يؤدي الى حرب اقليمية "تشارك فيها قوى عالمية". وتحدث في هذا الاطار عن تقارير افادت بان روسيا قد وافقت على قواعد الاشتباك الجديدة التي حددتها الحكومة السورية و "التي تسمح للقوات الجوية السورية بالتصدي لاي تهديد للسيادة السورية دون اللجوء الى سلطة عليا".
و عليه قال الكاتب ان دعوة الملك البحريني الى مدينة سوتشي للقاء الرئيس الروسي فلادمير بوتين قبيل انعقاد اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا ليست من باب الصدفة.
الكاتب نفى في المقابل ان تكون موسكو قد تعول على انتصار عسكري لدمشق، حيث قال ان روسيا تريد استئناف المفاوضات السورية السورية، لكن ليس بشروط "معارضة الرياض".
تركيا تلوح باستخدام "الجهاديين" ضد روسيا في سوريا
الدبلوماسي الهندي السابق “M.K BHADRAKUMAR” كتب مقالة نشرها موقع “Asia Times” بتاريخ العاشر من الحالي ايضاً،تطرق فيها الى تصريحات الامين العام لحلف الناتو “Jens Stoltenberg” قبيل انعقاد المؤتمر الوزاري للحلف في بروسكل يومي العاشر و الحادي عشر من شباط فبراير الجاري.
و اشار الكاتب الى كلام “Stoltenberg” بان الحلف "ينظر جدياً" بالطلب الاميركي لنشر طائرات “AWACS” في تركيا، اضافة الى طلب تركيا و حلفاء آخرين (مثل المانيا بعد زيارة انجيلا مركيل الى انقرة) مساعدة الحلف في التعامل مع ازمة اللاجئين. كما لفت الى الانتقادات الحادة التي وجهها امين عام حلف الناتو لروسيا على ضوء مشاركتها بالعمليات العسكرية في سوريا، اذ قال ان ذلك "يقوض المساعي من اجل ايجاد حل سياسي" و يفاقم الازمة الانسانية.
واعتبر الكاتب كذلك ان كلام “Stoltenberg” بان التدخل الروسي قد زعزع "التوازن الاستراتيجي و الاستقرار الاقليمي" يشكل سابقة، اذ رأى الكاتب ان ذلك يعني بان الناتو يقدم نفسه طرفاً معنياً بالصراع، مستشهداً ايضاً بالاتهامات التي وجهها امين عام الناتو لروسيا "بانتهاك اجواء الناتو".(على اساس انتهاكها المزعوم للاجواء التركية)
بناء على كل ذلك رأى الكاتب ان من بين السيناريوهات التي يتم الاعداد لها هو ان تسلّم الولايات المتحدة لنصر روسي مؤقت و ان تتراجع تكتيكياً من خلال جر حلف الاطلسي الى الواجهة و بالتالي القيادة من الخلف، بينما تسلم لكل من تركيا و قطر و السعودية مهمة الحشد ضد "التواجد الروسي في الشرق الاوسط الاسلامي".
و قال الكاتب ان ما يعزز هذا الاحتمال هو كلام رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو يوم الثلاثاء الماضي الذي هدد فيه روسيا بتكرار تجربة افغانستان خلال حقبة التسعينيات، حيث قال اوغلو ان مصير روسيا في سوريا سيلقى مصير الاتحاد السوفييتي في افغانستان ذاته.
الكاتب رأى ان هذا الكلام قد يعني بان انقرة تبحث عن حماية من الناتو قدر المستطاع، في وقت قد تعد لخوض حرب "غير متماثلة" في سوريا. كما قال ان الذكرايات التركية المؤلمة لاتفاق سايكس بيكو و غيرها من الاتفاقيات لن تسمح لتركيا بان تضع مصيرها في يد اي طرف،"خاصة بيد حلفائها الغربيين".
اصوات يمينية تحمل اوباما مسؤولية السياسات السعودية التصعيدية
الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى “David Shenker” كتب مقالة نشرت على موقع المعهد تحدث فيها عن تحوّل في السياسة الخارجية السعودية مع مجيء الملك سلمان الى الحكم، حيث اعتبر ان سياسات الرياض في كل من اليمن و سوريا و لبنان غالبا ما تتعارض مع سياسات ادارة اوباما في المنطقة بشكل كامل.
الكاتب رأى ان هذه السياسات السعودية هي رد فعل على مبادرات اداراة اوباما الدبلوماسية مع طهران في اطار الاتفاق النووي، لكنه شدد بالوقت نفسه على انها تشكل من منظار اوسع رد فعل من قبل الرياض على ما سبق و اسماه اوباما "توازن جيوسياسي جديد" في منطقة الخليج،حيث كان اوباما قد تحدث خلال مقابلة في اوائل عام 2014 الماضي مع مجلة “New Yorker” عن انشاء "توازن بين الدول الخليجية السنية، او ذات الغالبية السنية، مع ايران، حيث يكون هناك تنافس و ربما شبهة، لكن دون حرب فعلية او بالوكالة".
وقال الكاتب ان المقابلة هذه اثارت مخاوف لدى السعودية، وان التوقيع على الاتفاق النووي انما اكد هذه المخاوف.
كما اعتبر الكاتب انه و بالنسبة لادارة اوباما، فان سياسات الرياض تجاه ايران تثير المشاكل. وأضاف ان التخوف الاميركي الحقيقي حيال النهج السعودي الجديد هو انه يشكل تحولا بعيداً عن التحالف الوطيد مع واشنطن. و قال ان الرياض لم تعد تعتبر واشنطن حليفاً يمكن الاعتماد عليه بعد تراجع اوباما عن ضرب سوريا (عام 2013 بعد مزاعم استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية) وبعد الاتفاق النووي مع ايران.
و عليه اعتبر ان السعودية قررت المضي بمفردها دون ان تبالي بالتمنيات الاميركية، وتوقع ان يتواصل هذا النهج السعودي في ظل ما اسماه "سجل اوباما باحتواء ايران".