ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’ : حصار حلب يشير الى انهيار سياسات أوباما في الشرق الأوسط
اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هرئيل ان "استكمال الحصار المفروض حول حلب يشير ليس فقط الى الانجاز الأكبر الذي حققه نظام الأسد في الحرب الأهيلة منذ سنوات، بل يبدو أنه يشير أيضا الى شيء آخر، ازالة القناع عن التبجحات الكاذبة التي تسوقها الادارة الأميركية الحالية في الشرق الأوسط".
واضاف هرئيل ان "النجاح في حلب من شأنه حث الرئيس السوري بشار الأسد على التسريع في اتخاذ خطوات مماثلة في جنوب الدولة وشمال غربها"، مشيراً إلى أن "واشنطن تنظر الى هذه التطورات بقلق وبلا خيارات، في الوقت الذي يغرق فيه الجمهور الاميركي في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية".
"هآرتس"
ولفت هرئيل الى ان "خصوم الاسد في سوريا بعيدون عن تعاطف امم العالم معهم. الجرائم البشعة التي ينفذها عناصر داعش وجبهة النصرة فرع القاعدة تم توثيقها جيدا، وفي احيان كثيرة على يد نفس هذه التنظيمات. حتى منظمات المعارضة التي وصفت بالمعتدلة وحظوا بمساعدة من الغرب لم يبخلوا في حالات كثيرة من تنفيذ اعمال القتل والتعذيب بحق اعدائهم".
هرئيل اشار الى انه "امام التقدم الروسي في سوريا، تراجع الغرب. وبدلا من وقف المذبحة بحق المدنيين هناك (حسب زعمه) فإن للولايات المتحدة الاميركية والاوروبيين اهداف اكثر الحاحا. اولا وقف موجة اللاجئين السوريين التي تدق ابواب اوروبا . وثانيا منع وقوع عمليات على ارض اوروبا من جانب المنظمات المسلحة التي راكمت تجربة كبيرة في سوريا. عندما تصبح هذه هي الاهداف وليس الجرائم التي يرتكبها النظام هي المشكلة فان الاسد ومعه ايران وخاصة بعد التوقيع على الاتفاق النووي لا يرونها مشكلة بل هي جزء من الحل".
وتابع "بنظرة الى الوراء ، فان بذور التغيير في السياسة الاميركية اتجاه سوريا كما يراها هرئيل، زرعت قبل مجيء الطائرات الروسية بوقت طويل. التحول الاول بدأ في آب العام 2013 عندما هدد اوباما بقصف دمشق بعد مقتل اكثر من الف مدني سوري بهجوم كيميائي، ولكنه اضطر للتراجع، عندما صوت البرلمان البريطاني ضد الانضمام الى هذا الهجوم، وازدياد التحفضات في واشنطن واقتراح روسيا حلا لنزع السلاح الكيميائي السوري. وهناك تقدير منطقي يقول بان الاتفاق ادى الى اخراج 99% من السلاح الكيميائي في سوريا، ولكن ضبط النفس من قبل الادارة الاميركية امام تجاوز الخطوط الحمراء، أشارت للأسد أن ليس لديه ما يخيفه من الغرب".
وبالعودة الى حلب التي فجرت محادثات جنيف كما يقول هرئيل، وفشل الادارة الاميركية في تسليح منظمات المعارضة يزيد فقط من الانتقادات لاداء الرئيس اوباما ومستشاريه بشأن سوريا. ايضا الآن هناك شك كبير في ان تتبنى الادارة الاميركية الاقتراحات التي طرحت في الايام الاخيرة، مثل الاعلان عن منطقة حظر طيران فوق منطقة حلب، بطريقة تؤمن ممرا لنقل المساعدات الى مدينة حلب عبر الحدود التركية". واضافا ان "المقالات الصحفية في واشنطن تتنافس فيما بينها على وصف فشل الادارة الأميركية على ضوء الوضع المستجد في حلب، من الافلاس الاخلاقي الى الكارثة التي لا تطاق والعار وحتى السياسة المخجلة".
محلل صهيوني: ما يحدث في سوريا هو دليل على نفاد ارث اوباما في الشرق الاوسط
قال رئيس مركز ديان لدراسات الشرق الاوسط التابع لجامعة تل ابيب البروفيسور عوزي رابي في حوار له مع القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي بمعرض تعليقه على تقدم الجيش السوري وحلفائه في منطقة حلب وانكفاء المعارضة السورية والحديث عن تخلي الادارة الاميركية عنها وعن مدينة حلب : "لا شك أن حلب هي ثاني أكبر مدينة في سوريا وهي بالفعل محرّك اقتصادي وليس هناك أدنى شك بأننا نرى منذ أيلول الماضي ولغاية اليوم تحوّلاً في القتال".
واضاف "في الحقيقة، المتمردون يشعرون بأنه تم التخلّي عنهم وليس هناك من ينظّمهم بصورة منتظمة جداً مثلما يقف الروس إلى جانب الرئيس بشار الاسد. لذا، بالتأكيد هناك تحوّل. برأيي إذا سقطت حلب - وإلى جانبها إدلب - وكل قرى ريفها بيد الأسد، فإن الوُجهة لن تكون شرقاً باتجاه داعش، بل ستكون جنوباً (منطقتي درعا والجولان) . وهذا يجب أن يثير كثيراً اهتمام "إسرائيل"، وكذلك الأردن".
وعن تهديد السعودية بارسال قوات الى سوريا بعد هزيمة المسلحين في منطقة ريف حلب تابع "اعتقد أنه توجد بالفعل ضائقة آخذة في الازدياد لدى أصدقاء الولايات المتحدة سابقاً. أنا أربط هذا بالأردن وبالسعودية، وبداهةً بتركيا أيضاً. ولست أستبعد أن تفعلن أموراً من وراء الظهر. لكن أن يتم تجميع باقة من الدول السُنّية تمسك بالفعل بمحور في سوريا، أو يقاتل ويقف إلى جانب المتمردين، أنا لا أرى هذا انه سيحصل".
وعن الآمال بتغيير السياسة الاميركية اتجاه سوريا بعد الانتخابات الاميركية قال رابي : لا يغيّر شيئاً أياً يكن (الرئيس القادم للولايات المتحدة). لكن فليعلم الكل أن ما نشاهده أمام أنظارنا هو اضمحلال البقايا الأخيرة مما يُسمّى تراث أوباما في الشرق الأوسط..
واضاف رابي أعتقد أننا بحاجة بالفعل للجلوس والتفكير بما حصل هنا. هناك إشارة قوية جداً من بوتين والروس بأن من يريد في هذه الأيام أن يحصل على سند، فليذهب من هنا. بمعنى آخر أن روسيا تمثّل أمامنا المقولة التوراتية "في هذه الأيام ليس هناك ملك في الشرق الأوسط".