ارشيف من :آراء وتحليلات

الجوار العربي يرفض التدخل الأجنبي في ليبيا

الجوار العربي يرفض التدخل الأجنبي في ليبيا

مع تأكد الجميع بأن حربا وشيكة ستشن على ليبيا من قبل الحلف الأطلسي بدأت دول جوار ليبيا بإصدار مواقفها تباعا. والدول المعنية أساسا بما يدور في بلد عمر المختار هي تونس ومصر والجزائر والتي كان من المفروض أن ترعى إحداها حوار الليبيين لا أن يتم ترحيله إلى الصخيرات المغربية مما أثار شكوكا بالجملة.


أما المحيط الإفريقي فلا يبدو أنه معني بهذه الحرب باعتبار عدم صدور مواقف صريحة عن كل من تشاد والنيجر ولا حتى عن الاتحاد الإفريقي. وذلك على الرغم من أن ليبيا هي بلد فاعل في هذا الاتحاد ومن المنفقين بسخاء على هياكله والمنظمات التابعة له ويضخ مبالغ هامة في ميزانيته سنويا.

رفض قاطع

 لقد رفضت تونس رفضا قاطعا أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا واعتبرت أن مهمة محاربة الإرهاب في بلد عمر المختار يجب أن تلقى على عاتق الجيش الليبي وأنه كان على الغرب أن يتشاور مع دول جوار ليبيا قبل اتخاذ قرار الحرب. كما جاء في تصريحات رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وعدد من كبار المسؤولين بأن تونس تشجع حل النزاعات بين الفرقاء الليبيين بالطرق السلمية وتساند تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم فريقي الصراع.

الجوار العربي يرفض التدخل الأجنبي في ليبيا


والحقيقة أن مواقف الديبلوماسية التونسية، وباستثناء فترة حكم المرزوقي وحركة النهضة الإخوانية التي شهدت انحرافات، كانت دائما في هذا الاتجاه، أي رفض التدويل في القضايا العربية والتدخل الأجنبي كلما تعلق الأمر ببلد عربي. وكانت تونس من بين البلدان العربية القليلة التي رفضت تحرير الكويت سنة 1990 بجيوش أجنبية تستقر في جزيرة العرب واعتبرت أن الحل مع العراق يجب أن يكون عربيا وهو ما دفعت ثمنه لاحقا بعد مغادرة المستثمرين الخليجيين لأرضها عقابا لها على هذا الموقف.

موقف طبيعي

 ومن جهتها رفضت الجزائر أي تدخل خارجي في الشأن الليبي واعتبرت أيضا أن محاربة الإرهاب في ليبيا هو شأن يخص الجيش الليبي. وساندت الجزائر أيضا عملية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية باعتبارها ستساهم في تحقيق الاستقرار السياسي الذي سيجعل فريقي الصراع يتفرغان لمحاربة الجماعات التكفيرية التي تقيم إمارات في درنة وسرت.


ويعتبر موقف الجزائر موقفا طبيعيا لبلد مقاوم للإستعمار ولجميع اشكال التدخل الخارجي ويتحسس من وجود الجيوش الأجنبية على مقربة من اراضيه. كما أن الجزائر تدرك كما دول المنطقة الأسباب الحقيقية وراء هذا التدخل الذي سيخلف دمارا وقتلى من المدنيين، وهو تأمين حقوقل النفط والمصافي لنهب ثروات البلد، خاصة وأن هذه الجماعات التكفيرية التي يتم التذرع بمحاربتها هي صنيعة غربية بامتياز.

تماه مصري

 ومن جهتها رفضت مصر على لسان وزير خارجيتها هذا التدخل الخارجي في الشأن الليبي وساندت على غرار تونس والجزائر عملية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، رغم أنها وبخلاف البلدين المغاربيبن اللذين وقفا على الحياد من الصراع بين جماعة طبرق وطرابلس، كانت تساند حكومة طبرق وبرلمانها المعترف بهما دوليا.


ومن المتوقع ان تستقبل مصر لاجئين ليبيين فارين من جحيم المعارك، لكن العبء الأكبر يبدو أنه سيلقى على عاتق التونسيين. وذلك بالنظر إلى أن المدن التونسية الكبرى قريبة من الأراضي الليبية، كما أن هناك عددا من المطارات التونسية غير بعيدة عن الحدود الليبية على غرار مطارات جربة وقابس وتوزر وحتى صفاقس يدرك الليبيون أنه يمكن استغلالها لإجلاء الليبيين والأجانب على غرار ما حصل في حرب الإطاحة بالقذافي.

2016-02-13