ارشيف من :ترجمات ودراسات

التجسّس الاسرائيلي بالغواصات..الصراعات الاستخباراتية السرّية تحت المياه

التجسّس الاسرائيلي بالغواصات..الصراعات الاستخباراتية السرّية تحت المياه

نشر موقع NRG الإسرائيلي على الانترت مقالا مطولا عن أسطول لسلاح البحرية الإسرائيلي يتشكل من خمس غواصات. وتضمن المقال مقابلة مع ضابط الاستخبارات في الأسطول في قاعدة سلاح البحر في حيفا المدعو الرائد "ع".

يقول ضابط الاستخبارات، انها - أي الغواصات - قطعة السلاح الأثمن في الجيش الإسرائيلي، وإن هدف الغواصة الذي وجدت لأجله هو جمع معلومات استخباراتية. الغواصة هي قطعة سرية، تستطيع أن تعمل في أماكن مختلفة، ولديها قدرات على جمع المعلومات البصرية وغيرها، ليس فقط عما يجري في البحر، بل أيضاً عما يحدث في البر والجو.


التجسّس الاسرائيلي بالغواصات..الصراعات الاستخباراتية السرّية تحت المياه 

غواصة اسرائيلية معادية

فعلى سبيل المثال، يقول الضابط "ع": الغواصات ترصد حتى القوارب التي تخرج من غزة، أو تهرّب السلاح إلى القطاع، كما يمكنها ملاحقة نقل الوسائل القتالية من دولة إلى أخرى، لأن هذه الوسائل في النهاية هي من سيطلق  النارعلينا.. أي أننا نعمل في مرحلة متقدمة من أجل أن تعرف القوة السرية بعض الشيء من الوسائل التي ستصل إلى النشاط في ذلك المكان وإلى أين تدخل.
ويضيف الضابط "ع" أن "لدى الجيش الإسرائيلي بعض الوسائل الاستخبارية، لكن لكل واحدة منها قيودها، فللطائرة مثلاً قيد يتمثل بحالة الطقس، أما نحن فلا نواجه هذا القيد"، ويشرح الموقع أن الضابط "ع" لا يستطيع الجهر بكل شيء، فالغواصات تتمركز مثلاً قبالة شواطئ السودان، سوريا، سيناء أو إيران، وتلاحق شحنات السلاح التي تتجه إلى حماس أو حزب الله، وتقدم صوراً جانبية لبوابات قاعدة حزب الله التي ستهاجمها الوحدة البحرية في الحرب المقبلة.. "وميزة الغواصات هي القدرة على جمع المعلومات بصورة متواصلة، متناسقة وخصوصا من دون أن يعرف العدو أننا نلاحقه".
 وبحسب الضابط الاسرائيلي فإن أحد التحديثات في السنة الأخيرة هو تعاون الغواصات مع أسلحة أخرى في الجيش الإسرائيلي، ويقول "هناك طريقة جديدة في الوحدة البحرية، تعمل مع جهات من خارج سلاح البحر وعندما يكون هناك حاجة لأي أحد إلى استخبارات عن منطقة ما، فيمكننا جمع معلومات عنها".
الضابط  الاسرائيلي "ع" يقول "نحن نعمل كثيراً في الاستعداد للحرب، والغواصة قادرة اليوم على توفير استخبارات يستخدمها الجيش الإسرائيلي في المواجهة المقبلة، في وقت الحرب نفسها"، ويضيف "إن كان هناك فرقة يفترض أن تناور على طول شاطئ معين، أستطيع أن أذهب إلى هناك قبلها، وأن أحضر لهم صوراً نوعية عن المنطقة لا يتمكنون من الحصول عليها من أي مكان آخر، وأن أنقل تفاصيل النشاط الذي يجري هناك قبل بضعة أيام من وصول القوات البرية، لتعطيهم معلومات استخباراتية عن الوضع وعما ينتظرهم في الطريق".
ويعطي المسؤول الاسرائيلي مثالا على ذلك، قطاع غزة، "لأن جهات عديدة جداً لديها إمكانية للوصول إلى هناك، أما في لبنان فهذا مطلوب أكثر، لأن المسافات بعيدة".

ويلمح ضابط الاستخبارات الاسرائيلي إلى أن "ذراع البحر في إسرائيل يستمر في الامتداد طوال الوقت، في إضافة قوة والوصول إلى ساحات بعيدة وعالمية".
ويقول "تواجدنا في البحر، بالطبع في السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة، هو أمر يومي، وفي مديات آخذة في التزايد، إنه طريق حياة نحن بحاجة إليه مفتوحا بغية تسلم  بضائع، ونحن ندرك الاعتداءات في هذه الساحة، وندرك أنه في حال لم نسيطر عليها فسنتلقّى ضربة قاسية. بالتأكيد عندما نتكلم عن قضية المياه الاقتصادية ومنشآت الطاقة، لذلك نحن نأخذ المبادرة ونتوجّه إلى البحر مرات أكثر، مع قطع بحرية أكبر، ونتعلّم تلك الثغرات التي نجابهها أمام الواقع الأمني المتكوّن، وكذلك نعطي خدمة لجهات أخرى في المجتمع الدولي".
ويكمل الضابط "ع" أن "بناء قوة سلاح البحر - بمعنى الغواصات الجديدة وسفن الصواريخ- يسهّل القيام بذلك، لكن أيضا موضوع المياه الاقتصادية له تأثيره، وكذلك ضعضعة الاستقرار السياسي في المنطقة.. التهديدات الآخذة في التعاظم.. أعداؤنا أدركوا أن البحر هو طريق جيد لضربنا، وهم يتعاظمون، أحيانا حتى أكثر منا.. الردّ على هذا هو تحسين وسائلنا وأدائنا".
ويضيف الضابط الاسرائيلي "يكفي النظر إلى الشراء الأمني في المنطقة، كل دولة من حولنا تتجهّز بصواريخ، قطع بحرية أو غواصات، هذا الأمر يزعجنا كثيرا، وتحديدا إيران- التي تعتبر تهديدا وجوديا لإسرائيل- في الآونة الأخيرة لم تظهر قوتها قبالة سواحلنا، ويضيف "الإيرانيون كانوا هنا في السنوات الأخيرة على الأقل في حدثين مختلفين، لكن منذ سنتين لا نراهم، من وجهة نظرهم إن الإبحار الطويل أمر جدي، لديهم ذراع ثابت في البر عبر سوريا وحزب الله، وهم على ما يبدو لا يحتاجون البحر".
ويستذكر الضابط "ع" أنه "في حرب لبنان الثانية اطلق فقط صاروخان باتجاه القطعة البحرية الإسرائيلية، وربما في الحرب المقبلة ستحلّق فوقنا عشرات ومئات الصواريخ، ما من سبب لعدم محاولة العدو تنفيذ ما قامت به حماس في زيكيم، ونحن متوجهون إلى هناك ".
وبالنسبة الى منصات الغاز يقول "ع" إن "حمايتها أحد أكبر المساعي عندنا، نحن في الغواصات لسنا جزءا من الحماية الجارية، لأن امتيازنا هو في إعطاء استخبارات وردع حول من هو على مشارف التعرض لأهداف إسرائيلية. نحن نعرف أن العدو يجمع معلومات، وفي الحقيقة هذا ذو صلة أكثر بالحرب، لكننا نجد من يقف خلف المهداف ونمنع إطلاق النار".

 

2016-02-13