ارشيف من :حزب الله
عماد مغنية... مقاومة في رجل
عندما تجد قائدا كان يعيش في الظل استطاع أن يزلزل الأرض تحت اقدام العدو، ومقاوما بابتسامة خفيفة وبريق خاطف في عينيه استطاع أن يمسك ميدانا واسعا ويدير معركة التحرير عام 2000، وفنانا هادئا يرسم لوحة منسقة تشابكت ألوانها البيضاء والحمراء والصفراء في خطوط نار حرقت أنفاس العدو وآلياته فكانت هزيمته المدوية في عدوان تموز عام 2006 ، ستحاول جاهدا ان تتعرف على هذه الظاهرة الغريبة علك تفهم معناها ومداها.
ولكن... لن يمكن لك أن تفهم هذه الظاهرة الغريبة وتجدها إذا لم تتعرف على تلك البقاع حيث نمت المقاومة وترعرعت وكبرت وأصبحت على ما هي عليه.
ستجدها في ميدان المقاومة حيث فهم " قائد الانتصاريين " مع رفاقه سر الطبيعة فأسكب هضابها ووديانها وغاباتها في فكرة القتال و المدافعة.
ستجدها في بساطة رجال المقاومة وفي براءتهم وفي قوتهم وبأسهم.
ستجدها في روحية عمليات المقاومة قبل العام 2000 بعد أن تكتشفها من خلال ربط أماكن استشهاد أبطالها مع حركة الأرض في تلك الأودية المقدسة وعلى تلك السفوح الحمراء الشاهقة.
ستجدها في مناورة المقاومة في حرب تموز عام 2006 بعد أن تتخيل ذلك السيناريو المنسق بين اماكن قواعد الصواريخ البعيدة المدى التي ضربت عمق العدو ومسحت كبرياءه بالارض وكسرت عقيدته العسكرية من خلال نقل المعركة والرعب الى ارضه، وبين قواعد صواريخ الكورنت التي اذاقته الامرين بعد ان نسجتها افكار عبقري كشبكة العنكبوت على محاور التقدم الاجبارية باتجاه التخوم المشرفة على الليطاني.
ستجدها في ذلك التآلف السريع التحول السهل بين مواطنين يعملون في حقولهم وفي بيوتهم ليصبحوا بسحر ساحر أولئك المقاومين الجاهزين في مراكزهم وعلى سلاحهم.
ستجدها في ذلك السر الغريب الذي يجمع عشق الارض مع عشق الشهادة.
حينها، لن تجدها غريبة، وستفهم سرها، وستجد أنها قريبة منك وأنها سهلة وواضحة، ستكتشف أنها موجودة في داخلك وفي داخل كثيرين من الذين تعرفهم.... إنها غريزة البقاء، أنها الشرف والكرامة.