ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: لمحاربة ’النصرة’ و’داعش’ في آن

الصحف الاجنبية: لمحاربة ’النصرة’ و’داعش’ في آن

انتقدت دراسة اميركية معروفة السياسة المتبعة في محاربة "داعش" أولا وتأجيل المعركة ضد "جبهة النصرة"، داعية إلى تركيز الجهود على محاربة كلا الطرفين، في وقت أكدت وسائل اعلام غربية ان وجود النصرة في كل المحاور تقريباً يصعّب من عملية وقف اطلاق النار.

معضلة جبهة النصرة

موقع “McClatchy dc” نشر تقريرا شدد فيه على ان اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا يواجه تحديا كبيرا يتمثل بتحديد من هي الجماعات الارهابية التي لن يشملها وقف اطلاق النار. واشار التقرير الى ان الاتفاق الاممي الذي تم التوصل اليه في مدينة ميونيخ الالمانية ينص على الا يشمل وقف اطلاق النار كلا من داعش والنصرة، وعليه لفت الى انه وبينما ليس لدى داعش الكثير من الاصدقاء بين "الفصائل المتمردة"، الا ان قضية جبهة النصرة اكثر تعقيداً نظراً الى تواجد الجماعة في اغلب المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة وسجلها السابق فيما يخص التعاون مع "المتمردين الذين يدعمهم الغرب".

وقال التقرير ان جبهة النصرة تنشط او تستطيع اختراق جميع المناطق التي يسيطر عليها "المتمردون" تقريباً، مما يجعل وقف العمليات العدائية صعبا جداً، ناهيك عن وقف لاطلاق النار على نطاق اوسع. واستشهد التقرير بدراسة نشرها معهد دراسة الحرب حول نقاط القوة التي تتمتع بها جبهة النصرة والمشاكل التي تشكلها للاستراتيجية الاميركية في سوريا، اذ وجد الباحثون ان قوة النصرة تنبع من "شرعيتها" المزعومة كجماعة سورية تمتلك "مؤهلات دينية اضافة الى السمعة التي اكستبتها بلعب دور الوساطة بين المتمردين وانضباط عناصرها".

وعليه، نقل عن الباحثين بان النصرة قادرة على تخريب اي اتفاقيات لوقف اطلاق النار، حيث "تتواجد على كل الخطوط الامامية بشكل او بآخر".

ملخص الدراسة التي اعدها معهد دراسة الحرب بالاشتراك مع معهد "American Enterprise"، وهي الدراسة الثالثة بين المؤسستين ركزت على نقاط القوة والضعف لدى داعش والنصرة بغية رسم استراتيجية شاملة للتعامل معهما.

اولا: تقول الدراسة ان داعش والقاعدة تنظيمان سلفيان يختلفان من حيث مصادر القوة. تتفاعل الجماعتان بشكل مختلف مع السكان داخل المناطق التي تسيطر عليها، ما يعني ان متطلبات القضاء على كلا التنظيمين تختلف.

ثانياً: تعتبر الدراسة ان الاستراتيجية الاميركية يجب ان تتصدى لكل من داعش وجبهة النصرة بشكل متزامن. وبينما تعتبر مهمة مهاجمة داعش في "ارض الخلافة" واضحة وغير معقدة نسبياً، الا ان جبهة النصرة ستستفيد من هزيمة داعش من خلال الدخول الى المناطق التي طردت منها داعش. وبالتالي فان الجهود الحالية التي تركز على داعش اولاً وعلى جبهة النصرة ثانياً من المرجح ان تسهل توسع الاخيرة.

الصحف الاجنبية: لمحاربة ’النصرة’ و’داعش’ في آن

ثالثاً: تشير السياسة الاميركية الحالية يبدو انها تفترض بأن حرمان داعش من مناطق السيطرة في الموصل او الرقة سيؤدي الى انهيار التنظيم. الا ان هذه الفرضية تضيف الدراسة، ربما صحت عام 2014 او اوائل عام 2015 لكنها لا تصح حالياً، حيث انشأت داعش تواجدا لها في عدد من المناطق المدنية مثل الفلوجة وتدمر ودير الزور، ويمكن لأي من هذه المدن ان تكون عاصمة بديلة عن الموصل او الرقة. بالتالي يجب طرد داعش من جميع المناطق المدنية والريفية التي تسيطر عليها في العراق وسوريا اذا ما كان المراد القضاء عليها.

تنبع قوة داعش من ارتباطاتها "بجماعة المعارضة السنية السورية" (حسب تعبير الدراسة). والتباطؤ بالاستراتيجية الاميركية واولويتها بمحاربة داعش تسهل تعميق دور جبهة النصرة داخل المعارضة. ومن غير الممكن ضرب هذه العلاقة بشكل مباشر واغلب المساعي غير المباشرة ستكون غير منتجة على الارجح. تحديد كيفية فصل جبهة النصرة عن المعارضة بغية القضاء على الجماعة تعتبر المسألة الاصعب في انشاء استراتيجية لسوريا.

يجب دمج كل العمليات ضد النصرة وداعش لتشكل استراتيجية واحدة متماسكة تأخذ بعين الاعتبار الاختلافات في المصالح بين الولايات المتحدة وشركائها الاوروبيين من جهة، وروسيا وايران من جهة، وتركيا والسعودية من جهة. وتعتبر الدراسة ان ما تقوم به ايران وروسيا حول مدينة حلب يظهر بانهما يسعيان الى تحقيق اهداف تتنافى والمصالح الاميركية، وزعم ان العمليات العسكرية لكل من ايران وروسيا تؤدي الى تعزيز "راديكالية" النزاع بما يخدم كل من داعش والقاعدة.

وحسب الدراسة، على الولايات المتحدة وشركائها الغربيين القيام بعمليات لا يمكن تحديد مسارها بشكل مسبق. العمليات الاولى يجب ان تركز على تغيير الظروف على الارض بغية كشف نقاط قوة النصرة. كما أوصت الدراسة بتغيير الخطاب الشائع بان الغرب قد تخلى عن "السوريين السنة العرب لصالح ايران والاسد والشيعة"، وقال ان ذلك أمر مستحيل طالما لا يقدم الغرب للسنة اي "دعم حقيقي" لمواجهة "التهديد الوشيك الذي يشكله نظام الاسد لبقائهم كافراد و مجتمعات".

 

2016-02-15