ارشيف من :آراء وتحليلات
تونس تنجو من مخطط ارهابي
حجزت السلطات التونسية كمية من الاسلحة والذخائر وملابس الغوص وعددا من وسائل الإتصال وجوازات السفر المزورة لدى رجل أعمال بلجيكي مقيم ومستثمر في تونس. وعلى ما يبدو فإن هذا الرجل ما هو إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد حيث تم الحديث عن شبكة مخابراتية تضم جنسيات فرنسية وتونسية كانت تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد بعد اغتيال شخصية وازنة في البلاد.
كما تم ضبط حاوية تضم أسلحة أمريكية الصنع بميناء رادس (الميناء التجاري للعاصمة) وتحدث مسؤول أمني عن أن رجال المخابرات التونسية كانوا على علم بان هذه الجماعة تخطط لشيء ما وتم تعقب المجموعة وشحنة الاسلحة في أوروبا إلى أن وصلت إلى إحدى الموانئ الإيطالية وشحنت إلى تونس ليتم إحباط العملية والقبض على المتورطين فيها على الأراضي التونسية، فيما اعتبر نجاحا باهرا لأجهزة المخابرات التونسية الذي يعمل حتى في قلب القارة العجوز. ويتم الحديث أيضا عن تورط دولة مغاربية منافسة لتونس في جلب الإستثمارات الخارجية مع هذه الجهات الغربية، لكن الحديث لم يتجاوز بعض وسائل الإعلام ولم يتم التأكد من صحة ما يتم الترويج له.
قصر قرطاج
ويرجح محللون بأن المستهدف من العملية ليس إلا ساكن قصر قرطاج رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي ترغب أطراف محلية وإقليمية في إزاحته بعد أن أعاد الهدوء والإستقرار للخضراء وتمكن من كسر حاجز الخوف لدى مستثمرين أوروبيين وخليجيين من خلال الزيارات الخارجية الأخيرة التي قام بها. كما أن الرجل نجا من فخ الاضطرابات الاجتماعية الأخيرة وتمكن من إخمادها دون إراقة قطرة دم واحدة وبتعاطف جل التونسيين مع المؤسسة الأمنية التي خسرت أحد أبنائها في هذه الإضطرابات التي عرفتها الجهات الداخلية المهمشة.
ولدى الأطراف المشار إليها مصلحة في استمرار تدهور الأوضاع في تونس، فمن هم في الداخل ويعارضون الحكم الجديد يرغبون في إعادة خلط الأوراق وتجاوز نتائج الانتخابات الأخيرة. أما الطرف المغاربي فقد استفاد في السنوات الأخيرة من لهف الاستثمارات الخارجية التي كانت مخصصة لتونس والاستحواذ على زبائنها في المواد المنجمية ومن ضرب سياحتها، فيما يسعى أصحاب مشروع الفوضى الخلاقة أو الربيع العبري، الغربيون، إلى إدامة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
عملية بحرية
ولعل ما يرجح فرضية استهداف الرئيس هو طبيعة الأسلحة والمحجوز ومكان إقامة رجل الأعمال البلجيكي الذي استأجر بيتا بولاية نابل المطلة على خليج تونس والذي تطل عليه أيضا قرطاج بآثارها الضاربة في القدم وبيوتها الحديثة وأيضا بقصرها الرئاسي المنيف. إذ يبدو أن الجماعة (الكومندوس) كانت ستتحول إلى القصر بحرا مرتدية لباس الغوص (الضفادع البشرية) وتتسلل مستهدفة رمز السيادة بالتعاون مع متواطئين من الداخل سيكشف عنهم البحث.
وللإشارة، فإن الدولة المغاربية المشار إليها تورطت في السابق في خدمة الكيان الصهيوني بعد أن سربت للتونسيين في ثمانينات القرن الماضي خبرا مفاده أن القذافي يستعد للهجوم على الجنوب التونسي. فحشدت تونس، التي كان يحكمها بورقيبة الطاعن في السن في ذلك الوقت، قواتها على الحدود الجنوبية بما في ذلك الدفاعات الجوية لتترك سماءها الشمالية مفتوحة للطيران الإسرائيلي الذي قصف مدينة حمام الشط مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وسقط شهداء تونسيون وفلسطينيون في ذلك العدوان الغاشم.