ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: تهديدات سعودية بالاطاحة العسكرية بالاسد

الصحف الاجنبية: تهديدات سعودية بالاطاحة العسكرية بالاسد

وجه باحث سعودي مقرب من الجناح المتشدد في الرياض تهديدات بالتدخل العسكري في سوريا ضد الرئيس بشار الاسد وحلفائه، معتبراً ان هذا التدخل سيفرض على ادارة اوباما ان تقرر الى جانب من تقف.

وفي الوقت نفسه، رأى دبلوماسيون سابقون ان السعودية تبتعد اكثر فاكثر عن موسكو نتيجة الخلافات في سوريا، وعليه اعتبروا ان روسيا لا تستطيع ان تعتمد سوى على طهران. هذا وتحدثت تقارير اعلامية عن استخدام داعش اسلحة كيماوية في العراق.

داعش استخدمت الاسلحة الكيماوية في العراق

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً اليوم اشارت فيه الى ما كشفته مصادر دبلوماسية بان مسلحي داعش استخدموا غاز الخردل ضد القوات الكردية في العراق خلال عام 2015 الماضي،و هي المرة الاولى التي يعلن فيها عن استخدام الاسلحة الكيماوية في العراق منذ سقوط صدام حسين.
و اوضح التقرير ان مصدراً في منظمة حظر الاسلحة الكيماوية قد قال لوكالة رويترز ان تجارب المختبر قد اثبتت استخدام غاز الخردل،وذلك بعد ان اصيب حوالي 35 عنصراً كردياً بالمرض خلال تواجدهم في الميدان خلال شهر آب/اغسطس الماضي.
كما اضاف التقرير انه و بينما لم تتحدث المنظمة عن الطرف الذي استخدم هذه المادة،لفت الى ما قاله المصدر الدبلوماسي بان نتائج التجارب المختبرية تثبت ان داعش استخدمت غاز الخردل.

الصحف الاجنبية: تهديدات سعودية بالاطاحة العسكرية بالاسد


و قال التقرير ايضاً انه تم اخذ نماذج من المادة المستخدمة بعد ان اصيب المقاتلين الاكراد بالمرض خلال القتال ضد مسلحي داعش في المناطق الواقعة جنوب غرب اربيل، مشيراً كذلك الى ان الخبراء ليسوا متأكدين من كيفية حصول الجماعة على الاسلحة الكيماوية او اذا ما كان بحوزتهم المزيد منها.


هذا و نقل التقرير عن مصدر دبلوماسي آخر بان غاز الخردل الذي استخدم في العراق ربما يعود الى المخزون الكيماوي في سوريا،غير انه نقل عن خبراء في مجال الاسلحة البيولوجية و الكيماوية بان مقاتلي داعش ربما طوروا قدراتهم في مجال انتاج الاسلحة الكيماوية.و رجح هؤلاء ان داعش تقوم بصناعة غاز الخردل في الموصل.

شكاوى اضافية حول التلاعب بالتقارير الاميركية

موقع "دايلي بيست" نشر ايضا تقريراً اليوم كشف فيه ان المحللين العسكريين الاميركيين قد حذروا مدير الاستخبارات العامة الاميركية “James Clapper” من ان مدراءهم قاموا بتعديل تقاريرهم حول داعش بغية تقديم صورة "وردية" عن الحملة الاميركية ضد الجماعة.
التقرير اوضح ان الشكاوى التي قدمها المحللون العسكريون التابعون للقيادة الوسطى الاميركية في عام 2015 هي منفصلة عن تلك التي قدمها المحللون الى المفتش العام في وزارة الحرب الاميركية البنتاغون،الذي يجري بدوره الآن تقريراً حول الموضوع و حول ما اذا كان المسؤولون الكبار في وحدة الاستخبارات التابعة للقيادة الوسطى الاميركية قاموا بتغيير محتوى تقارير المحللين العسكريين.


و اشار التقرير الى ان هذه المجموعة الثانية من الاتهامات،التي لم يسبق و ان نشر عنها،قدمت الى المكتب التابع لمدير الاستخبارات الوطنية الاميركية.و اضاف ان التهم هذه تظهر بان المسؤولين المكلفين بالاضطلاع على الانشطة الاستخبارتية الاميركية كانوا يدركون المشاكل المحتملة المتعلقة بنزاهة المعلومات حول داعش،و التي وصل البعض منها الى الرئيس اوباما.
التقرير لفت كذلك الى ما قاله المحللون لجهة اعتقادهم بانه تم تعديل التقارير لاسباب سياسية،و بشكل اساس كي تنسجم و تصريحات ادارة اوباما العلنية بان الحملة الاميركية ضد داعش تحقق التقدم و تؤثر على تمويل الجماعة و كذلك العمليات التي تقوم بها.


كذلك اشار التقرير الى نفي المسؤولين الاميركيين ممارسة اي ضغوط سياسية بغية تعديل محتوى التقارير،الا انه لفت بالوقت نفسه الى الشكوك التي اثارها المشرعون الاميركيون و المرشحون للرئاسة عما اذا كان يقدم للمجتمع الاميركي صورة حقيقية حول مدى فعالية الضربات الاميركية ضد داعش.
و قال التقرير ايضاً ان مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية “James Clapper” لم يعط اي اشارة حول علمه بهذا الموضوع خلال جلسة امام الكونغرس عقدت في شهر ايلول/سبتمبر عندم وجه اليه سؤالاً بهذا الخصوص.


هذا فيما افاد التقرير ايضاً ان تهم المحللين العسكريين الاميركيين التي وصلت الى مكتب مدير الاستخبارات الوطنية تشمل تعديل او رفض التقارير التي شككت بمدى فعالية الحملة التي تقودها اميركا ضد داعش،اضافة الى تهم وجهوها الى مسؤولين استخبارتيين كبار في القيادة الوسطى الاميركية بمحاولة الغاء رسائل البريد الالكتروني و تقارير اخرى تثبت التلاعب بالمعلومات،وذلك بحسب مصدر مطلع اشترط عدم كشف اسمه.
كما قال التقرير انه فيما ليس واضحاً التوقيت الذي راجع فيه مسؤولون مكتب الاستخبارات الوطنية الاميركية هذه التهم،الا انها جاءت في تقرير انتهى اعداده مع حلول شهر ديسمبر/ كانون الاول الماضي.

التباعد الروسي السعودي و التقارب الروسي الايراني

بدوره، الدبلوماسي الهندي السابق “M.K Bhadrakumar” كتب مقالة نشرت على موقع “Asia Times” بتاريخ 15 شباط الجاري و التي حملت عنوان "لوح الشطرنج في الشرق الاوسط:السعودية تبتعد عن روسيا".و شدد على ان روسيا لا تستطيع ان تعتمد الا على ايران بينما يقترب "وقت الحسم" في النزاع السوري،كما اعتبر ان كل من روسيا و ايران تواجه "عزلة اقليمية"،ما يعني حاجة كل منهما للآخر، وفق قوله.
و بينما اشار الكاتب الى الانتقادات الغربية الحادة لروسيا مؤخراً على خلفية تدخلها العسكري في سوريا،سواء كانت من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل او وزير الخارجية الاميركية جون كيري،الا انه اعتبر ان المشكلة الاكثر الحاحاً تتمثل بابتعاد "الدول السنية العربية" عن موسكو.


و تحدث الكاتب عن المساعي المثمرة التي سبق وبذلتها روسيا لبناء الجسور مع دول مثل السعودية و قطر و الاردن و البحرين،حيث كانت استراتيجية موسكو ترمي الى توطيد العلاقات مع هذه الدول بغية منع اعطاء تدخلها العسكري في سوريا طابع الاصطفاف مع "الهلال الشيعي الذي تقوده ايران في المنطقة".
غير انه و برأي الكاتب،فان الحرب في سوريا و العمليات العسكرية الروسية التي ساهمت في قلب الميزان العسكري على الارض لصالح نظام الاسد بدأت تؤثر،حيث قال ان السعودية بشكل خاص تبتعد عن روسيا.
و اعتبر الكاتب ان ما يقوم به السعوديون هو بمثابة اعلام موسكو بان العلاقات الثنائية قد تتلقى نكسة بسبب الخلافات حول مستقبل سوريا،مشيراً الى نفي وزارة الخارجية السعودية اعلان لاحد كبار مساعدي الرئيس فلادمير بوتين بان الملك سلمان سيزور موسكو في منتصف آذار مارس المقبل.

الصحف الاجنبية: تهديدات سعودية بالاطاحة العسكرية بالاسد

كما لفت في السياق ذاته الى الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى موسكو،حيث قال ان مصير المساعي الروسية لانقاذ الرئيس بشار الاسد هو الفشل،كما حث موسكو على وقف العمليات الجوية ضد ما اسماها بالمعارضة المعتدلة.
الكاتب رأى ان حسابات السعودية واضحة بهذا الصدد،فاولاً تريد هي و تركيا تقويض احتكار روسيا للعمليات العسكرية في سوريا.


ثانياً يضيف الكاتب،تقدر السعودية بان موسكو حريصة جداً على الاحتفاظ بالعلاقات مع الرياض ضمن استراتيجية اقليمية تهدف الى توسيع النفوذ الروسي في الشرق الاوسط على حساب الولايات المتحدة،بالتالي رأى ان السعوديين لا يعتبرون انفسهم خاسرين من دون صداقة موسكو.
اما العامل الثالث يقول الكاتب،فيتمثل بكون الاستراتيجيين السعوديين لم يعد يعتقدون بان التدخل الروسي في سوريا قد يؤدي تدريجياً الى تقليص الدور الايراني في هذا البلد،وذلك بعد ان اعتقد البعض في الرياض انه يمكن خلق هوة بين روسيا و ايران من خلال توطيد العلاقات الروسية السعودية.


الا ان العامل الاهم وفقاً لرؤية الكاتب،فيتمثل بارتفاع "مستوى الارتياح السعودي" مع الولايات المتحدة،اذ لفت الى ان انتقادات الجبير لروسيا جاءت عقب زيارته الى واشنطن و كذلك عقب لقاء ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع وزير الحرب الاميركي "آشتون كارتر" في بروكسل يوم الخميس الماضي.
و قال الكاتب ان الرياض ربما ادركت اخيراً بان الانخراط الاميركي الايراني ليس على وشك ان يتحول الى شراكة اقليمية ذات اهمية كبرى لاستراتيجيات واشنطن الاقليمية،كما كان يخشى السعوديون.
كذلك لفت الكاتب الى اعلان الرياض عن اجراء مناورات عسكرية سيشارك فيها عشرين بلداً قد تعهدوا بدعم ما يسمى "التحالف الاسلامي" بقيادة السعودية،مشيراً ايضاً الى ان الرياض تنوي عقد اجتماع لهذا التحالف الجديد الشهر المقبل.
و اعتبر الكاتب ان السعودية ربما تتوقع من بعض دول هذا التحالف على الاقل ان تنشر القوات في سوريا،فيما لم يستبعد ان تكون الولايات المتحدة قد شجعت اتخاذ مثل هذه الخطوة،مشيراً الى تصريحات كارتر في بروكسل بان الناتو قد ينضم ايضاً الى الحملة التي تقودها اميركا ضد داعش.
كما رأى الكاتب ان التحالف الاسلامي قد يكون ما تحتاجه تركيا للمضي في تدخلها و الترويج لخطتها بانشاء منطقة عازلة في شمال سوريا.

تهديدات سعودية بالتحرك العسكري ضد الاسد

من جهته، الباحث السعودي نواف عبيد كتب مقالة نشرت على موقع “National Interest” اليوم، قال فيها ان المناورات التي من المقرر ان تجريها السعودية و حلفائها ضمن "التحالف الاسلامي الجديد" – و التي اطلق عليها اسم "رعد الشمال"،قال انها تدل بوضوح على ان هذا التحالف لن يقف عند هزيمة داعش.و اضاف عبيد،الذي يعد من كبار الصقور بين الباحثين السعوديين و الذي سبق و عمل باحثاً في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى المعروف بميوله الصهيوني، اضاف ان الهدف النهائي لهذا التحالف في سوريا هو مواجهة الرئيس السوري بشار الاسد و "الميليشيات الشيعية التي انشأتها ايرن"،اذ زعم ان هؤلاء يتسببون بارهاب اقليمي كما داعش و القاعدة، ان لم يكن بشكل اكبر.
الكاتب اشار الى انه فيما لو دخل هذا التحالف الاسلامي الى سوريا و اصبح يشكل نواة "المقاربة العسكرية الاقليمية المنسقة تجاه داعش و الاسد و الميليشيات الشيعية"،فيكون مطلوباً من ادارة اوباما ان تدعم التحالف او ان تخاطر بتراجع العلاقات اكثر فاكثر مع عدد من الحلفاء الاساسيين،خاصة السعودية و تركيا.


و قال الكاتب ان المخطط التكتيكي لتحرك التحالف الى داخل سوريا بينما بقي ايضاً في اليمن مبنياً على خطة “Schlieffen”،و هي الاستراتيجية التي اعتمدتها المانيا خلال الحرب العالمية الاولى لخوض حرب على جبهتين في آن واحد .
كما وصف الكاتب سياسة ادارة اوباما حيال سوريا بانها "عار" و "كارثة استراتيجية"،معتبراً ان الاجندة الروسية بمنع سقوط الاسد اصبحت من الناحية الفعلية السياسة الاميركية،و ذلك لان اوباما يفتقد الى الجرأة السياسية للتدخل بينما يأمل بان تتعاطى روسيا مع تهديد داعش.و اضاف ان التحالف الذي تقوده السعودية لديه رأي معاكس تماماً،اذ يرى ان الاسد اوجد داعش و ان الشرق الاوسط سيبقى غارقاً بالارهابيين طالما بقيى الاسد بالسلطة.عليه،قال انه سيتم انتهاك سياسة اوباما بالكامل عندما تتحرك السعودية و اتباعه  ضد داعش و من ثم يمضون لمواجهة الاسد و "الميليشيات الشيعية" التي تدعمها ايران".


بالتالي اعتبر الكاتب ان مناورات "رعد الشمال" لا تمثل فقط ظهور تحالف عسكري كبير في الشرق الاوسط، بل ايضاً مأزق سياسي كبير لواشنطن.و قال انه و بينما يركز العالم اهتمامه على داعش،فان السعوديين و حلفاءهم يعرفون ان الاسد و "الميليشيات الشيعية" التي انشأتها ايران تتسبب بالكثير من العنف الذي يجتاح المنطقة.و اضاف انه فيما لو قررت السعودية و حلفاؤها ملاحقة هؤلاء،سيكون على البيت الابيض ان يقرر الى جانب من يقف.

2016-02-16