حظي خطاب الأمين العام حزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، عن حاوية الامونيا في مدينة حيفا والاضرار التي يمكن ان تحدثها في حال تعرضت الى القصف بالصواريخ، باهتمام وسائل الاعلام الاسرائيلية التي نقلت "قلق سكان حيفا ومحيطها، الذين بحسب القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أمضوا ليلة صعبة مرت عليهم بعد ان سمعوا تهديد نصر الله".

القناة العاشرة الاسرائيلية من جهتها نقلت عن بلدية حيفا انهم ينظرون بجدية الى تهديدات نصر الله بقصف حاويات الامونيا في المدينة. وقال مهندس بلدية حيفا ان الامر يتعلق بقنبلة موقوتة، حيث يوجد تهديد استراتيجي على المدينة ومحيطها.

القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي اشارت الى "انهم اهتموا في الجيش الاسرائيلي بكلمة نصر الله"، ولفتت القناة الى ان "رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غادي آيزنكوت شاهد خطاب نصر الله، الذي رد امام مجموعة من الطلاب على تهديد نصر الله". واشارت القناة الى انهم  في الجيش الاسرائيلي يأخذون على محمل الجد كل كلمة لنصر الله ويستعدون لكل سيناريو، لان العدو الاساسي لاسرائيل والذي يستعد الجيش الاسرائيلي من اجله ، ليس حماس ولا داعش، بل حزب الله.

القناة الثانية لفتت كشفت انهم يحاولون في المؤسسة الامنية الاسرائيلية تهدئة الناس في حيفا، وقاموا بتذكير السكان انه منذ سنتين تم وضع تحصين حول الحاوية، وهذا التحصين من المفترض ان يمنع اصابة الصاروخ لها، بالاضافة الى وجود اجراء افراغ الحاويات في حال التوتر الامني. كل ذلك لم يهدأ من خوف سكان الشمال الذين يشعرون ان الارض تحترق من تحتهم.

عضو الكنيست حيليك بار، من المعسكر الصهوني، هاجم وزير الحرب الاسرائيلي، وقال انه  "اذا لا سمح الله اصيبت حاوية الامونيا وحصل تسرب فستحدث أكبر كارثة عرفتها اسرائيل، كارثة بحجم لا يمكننا ان نتصوره. نتنياهو يهتم بالقنبلة الايرانية ونسي ان هناك مليون اسرائيلي يعيشون على قنبلة موقوتة قمنا نحن بانتاجها ".

هآرتس تعترف: ردع حزب الله يمنع "إسرائيل" من شن حرب على لبنان

هزّ خطاب الأمين العام السيد حسن نصرالله الأرض تحت أقدام الصهاينة، وجاء الاعتراف بأصدائه المدوية على صفحات صحيفة "هآرتس"، التي تحدثت عن نجاحه في إثارة القلق لدى الإسرائيليين، جراء تهديده باستهداف حاويات الأمونيا في خليج حيفا.

وأشارت "هآرتس" إلى أن الخطاب يدل على وجود قسمين أساسيين يواصلان العمل بزخم لدى حزب الله، ألا وهما جمع المعلومات عن إسرائيل؛ والحرب النفسية ضدها.

ورأت الصحيفة أن التهديد باستهداف الأمونيا يُعد تسويقًا من السيد نصرالله لواقع قديم بحلة جديدة، وفق تعبيرها، و"هو يدل على إطّلاعه الكبير والجيد، على المسائل التي تثير القلق في الوعي الإسرائيلي، وعلى الشكل الذي تتناول فيه وسائل الاعلام الاسرائيلية، مسائل كهذه.

كما اعتبرت أن التهديد لا ينطلق من فراغ، إذ لدى حزب الله صواريخ متوسطة المدى ودقيقة للغاية، وهي بالفعل قادرةٌ على استهداف الحاويات، والأضرار قد تقع بالفعل، لافتةً الى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أكد على ذلك خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أشهر، بتأكيده أن حزب الله نجح في تمرير  صواريخ بر- بحر دقيقة من نوع ياخونت روسية الصنع، وهي صواريخ قادرة على مهاجمة وإصابة مرفأ وخليج حيفا والمحيط، حيث توجد حاويات الأمونيا.

ويُعد خطاب نصر الله، حسب الصحيفة، ردًا على "معادلة الضاحية"، لرئيس هيئة الاركان غادي ايزنكوت، وهو في ذلك عزّز توازن ردع مقابل "إسرائيل".

كذلك أكدت "هآرتس"، أن هناك "في إسرائيل من سيتقدم في الذكرى العاشرة للحرب مع حزب الله ويعمد إلى تسويق مقولة أن الهدوء السائد في الشمال مع لبنان يعود الى الردع الاسرائيلي"، وتجيب الصحيفة على هذا القول: " لكن من سيفعل ذلك يتجاهل نقطة اساسية: توازن الردع متبادل فعلًا. "إسرائيل" أيضًا مرتدعة من الضرر الذي قد يقع في جبهتها الداخلية، وهذا اعتبار اساسي يمتنع بسببه الكيان عن جولة قتال أخرى مع الحزب، على عكس الطريقة التي تتعامل بها مع حركة "حماس" في قطاع غزة.