ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: التدخل التركي- السعودي في سوريا مستبعد
رأت مجموعة غربية انه وبينما تركيا هي الخاسر الاكبر لما يجري في سوريا الآن، الا انه من غير المرجح ان يدعمها اي حليف في اي عملية عسكرية في سوريا، لافتة الى ان السعودية اشترطت ان يكون اي تدخل عسكري لها في سوريا تحت غطاء اميركي.
وفي سياق متصل نبه دبلوماسيون سابقون الى ان زيارة وزير الدفاع الايراني الى موسكو ربما تأتي في اطار التصور بان الولايات المتحدة و تركيا،و رغم الخلافات العلنية، ربما يخططان لعمل ما في سوريا بموافقة اميركية.
تركيا بلا حلفاء للتدخل في سوريا
نشرت مجموعة صوفان للاستشارات الامنية و الاستخبارتية تقريراً بتاريخ 17 من شباط الجاري اشارت فيه الى ان المسؤولين الاتراك و السعوديين قد تراجعوا عما قالوه في وقت سابق بشأن ارسال القوات الى شمال سوريا.واعتبر التقرير ان التحديات للمصالح التركية والسعودية لم تتقلص، اذ لا تجد تركيا اي دعم دولي في تركيز جهودها على الاكراد، بينما من غير المرجح ان تنفذ انقرة تهديداتها باجتياح سوريا.
وقال التقرير ان الاهداف الاصلية لتركيا في سوريا هي توسيع نفوذها الاقليمي وضمان الرحيل السريع للرئيس بشار الاسد، الا انها احلام بعيدة المنال، ورأى أن تركيا تبدو الخاسر الاكبر في المنطقة وان خياراتها تبدو ضيقة جداً واكثر تعقيداً بسبب دعم كل من الولايات المتحدة وروسيا لوحدات حماية الشعب الكردية.كما لم يستبعد ان يعزز الروس دورهم الداعم لوحدات حماية الشعب امام القصف التركي لمواقعهم.
و اشار التقرير الى تصريح وزير الدفاع التركي “Ismet Yilmaz” يوم 14 من شباط الجاري الذي قال فيه ان تركيا لا تنوي ارسال قوات برية الى سوريا،مضيفاً انه و بالوقت ذاته من الصعب ان يتغير الوضع لمصلحة تركيا من دون تدخل مباشر.
كما اعتبر ان الحليف المحتمل الوحيد لتركيا الذي قد يدعم التدخل هي السعودية، لافتاً الى ارسال السعودية الطائرات الى قاعدة انجرليك التركية.غير انه نبه بالوقت ذاته الى ان عدد هذه الطائرات الحربية هو اربعة فقط، وهو اقل من المطلوب بكثير لدعم اي تدخل عبر الحدود.
كذلك شدد على ان السعودية قد اوضحت بانها سترسل قوات خاصة الى سوريا فقط كقوة دعم في عملية تقودها الولايات المتحدة، مستبعداً ان يجازف السعوديون بطائراتهم عبر ادخالها الى اجواء "يسيطر عليها الروس" من اجل دعم حملة تركية ضد الاكراد. الا ان التقرير لفت ايضاً الى ان السعودية هي الاخرى تواجه مشاكل كبرى، اذ لم تحقق اي نجاح حقيقي في اليمن او اي تقدم ضد النفوذ الايراني في سوريا.و اشار الى تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاسبوع الفائت بان رحيل الاسد يبقى الهدف السعودي،مضيفاً انه لكان من الاسهل ان تنزل السعودية عن الشجرة لو لم توجه السلطات السعودية الرأي العام كي ينظر الى المعركة ضد الاسد على انها معركة على المستقبل.و اضاف ان اعطاء السعودية المنافسة في سوريا طابعاً مذهبياً قد جعل من الصعّب على السعودية اعلان الانتصار و المضي قدماً.
ايران و روسيا تتحسبان لتدخل تركي
الدبلوماسي الهندي السابق “M.K Bhadrakumar” كتب مقالة نشرت بتاريخ 17 من شباط الجاري سلط فيها الضوء على الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الايراني الجنرال "حسين دهقان" مطلع الاسبوع الى روسيا تلبية لدعوة نظيره الروسي سرغي شويغو.
و اعتبر الكاتب ان هذه الزيارة انما تدل على تعزيز التعاون العسكري الروسي الايراني في سوريا،و انه يجب النظر اليها على خلفية التطورات الاخيرة المتعلقة بالنوايا التركية السعودية للقيام بعمليات برية في سوريا. كما رأى ان التصريحات الايرانية الاخيرة تفيد بان طهران لم تعد تستبعد بالمطلق هذه النوايا التركية السعودية.
كذلك اشار الكاتب الى ان ايران تشكك كثيراً بالنوايا الاميركية،مضيفاً انه و بالرغم من انشغال واشنطن و انقرة بالعراك الكلامي حول السوريين الاكراد،الا ان هناك تاريخا طويلا بالعمل الثنائي بين "الحليفين الاطلسيين" بينما يظهر ان الخلافات في وجهات النظر بغية تضليل الاطراف الخارجية.
بناء على كل ذلك اعتبر الكاتب ان اجتماع الكرملين بين الرئيس بوتين و وزير الدفاع الايرني يؤكد ان موسكو و طهران تنسقان خطواتهما في سوريا تحسباً لاي تطور خلال الايام او الاسابيع المقبلة في محافظة حلب.
التهديد العالمي الذي تشكله "الولايات التابعة لداعش
بدوره، الباحث الاميركي المختص بقضايا الارهاب “Daniel Byman” كتب مقالة نشرت على موقع معهد بروكنغز بتاريخ 17 الجاري قال فيها ان اسقاط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية التي اعلنت داعش مسؤوليتها عنها،قال انها قد تنبىء بخطر اكبر من هجمات باريس و كاليفورنيا. وشدد الكاتب على ان خطورة اسقاط طائرة الركاب الروسية تمكن في كونها نفذت من قبل جماعة تابعة لداعش، وبالتالي تختلف عن التهديد الذي يشكله ارهابيين افراد بعد عودتهم من القتال في العراق او سوريا. وحذر من ان قيام "الولايات" التابعة لداعش بتنسيق عملياتها مع قيادة الجماعة في العراق و سوريا يعني ان التمدد الجيغرافي لداعش قد توسع بشكل كبير.
الكاتب اعتبر ان "الولايات" التابعة لداعش تشكل تهديدا حقيقيا للمصالح الغربية، اذ تمكن داعش من الامتداد داخل بعض الدول.كما حذر من ان معاقل "الجهاد" قد تصدّر ارهابها الى الغرب في حال تعززت علاقات الجماعات المحلية مع داعش.
امام هذا الخطر يقول الكاتب،فان الولايات المتحدة و حلفاءها بدأوا للتو فقط باخذ قضية "ولايات" داعش في الاعتبار ضمن استراتيجية مكافحة الارهاب.و لفت الى ان اوباما و خلال كلمته الاخيرة حول داعش اواخر العام الماضي، قد ركز على التهديد الارهابي الذي تشكله القيادة الاساسية للجماعة في العراق و سوريا للولايات المتحدة،دون ان يذكر "الولايات".
و في الوقت نفسه، اشار الكاتب الى ان البنتاغون يأخذ هذا الخطر بجدية اكثر و ينظر باضافة عدد من القواعد العسكرية في افريقيا و آسيا و الشرق الاوسط كجزء من الرد على هذا التهديد.الا انه رأى ان على الولايات المتحدة و حلفاءها الذهاب ابعد من ذلك و اعداد استراتيجية شاملة لاضعاف الفروع التابعة لداعش.و قال ان ذلك يجب ان يبدأ بالاستفادة من التوترات التي ستظهر على الارجح بين قيادة داعش في العراق و سوريا من جهة و الفروع التابعة لها في اماكن اخرى من جهة.و في هذا الاطار دعا واشنطن الى العمل على قطع التواصل بين الجماعة الاساسية و الولايات التابعة لها و العمل مع حلفاء جدد و قدامى من اجل استهداف هذه الولايات.و عليه شدد على ان هزيمة داعش يتطلب من الغرب العمل ضد الجماعة باكملها،وليس فقط ضد قيادتها الاساسية في سوريا و العراق.
كذلك قال الكاتب ان الجماعة التابعة لداعش في ليبيا تشكل تهديدا خطيرا جداً للمصالح الغربية،اذ ان مقاتليها لا يواجهون معارضة حكومية قوية كما في مصر.
و اضاف الكاتب ان اي استراتيجية تهدف الى اضعاف "الولايات" التابعة لداعش يجب ان تشمل شقين: الاول قطع الروابط بين الجماعة الاساسية و المجموعات التابعة لها و محاولة احتواء و اضعاف و هزيمة الاتباع.و عليه دعا الى استهداف مراكز القيادة و السيطرة "لولايات داعش" و الافراد الذين لهم علاقات شخصية مع كبار قياديي الجماعة في العراق و سوريا.و اضاف ان قطع هذه العلاقات ستدفع بالفروع التابعة لداعش الى نهج طريق خاص بهم،الامر الذي سيؤدي الى خسارة داعش حلفائها داخل عدد من الدول. ودعا اميركا وحلفاءها الى محاربة داعش.
اردوغان قد يسقط تركيا معه في سوريا
من جهته، الكاتب المختص بالشؤون التركية “Robert Ellis” كتب مقالة نشرت بتاريخ 17 الجاري اشار فيها الى ان جميع الدول الاعضاء الخمسة عشر في مجلس الامن قد اعربوا عن قلقهم مما تقوم به تركيا من عمليات قصف للمواقع التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية،مشيراً ايضاً الى ان كلا من الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة ايضا قد حثا تركيا على ضبط النفس.
و شدد الكاتب على حجم التهديد المتمثل بدعوة تركيا لعملية عابرة للحدود،التي تسهدف من الظاهر داعش و لكن تهدف حقيقة الى تعطيل الخطط التركية باقامة منطقة حكم ذاتي على طول الحدود مع تركيا،بحسب رأي الكاتب.
ورأى الكاتب ان مثل هذا التحرك العسكري التركي قد يكون المسعى الاخير لاردوغان بعد ان احبط التدخل الروسي خططه الرامية الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.الا انه اعتبر بالوقت نفسه انه في حال نفذ اردوغان هذا التهديد "ستسقط تركيا معه".