ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: ضغط غربي على تركيا والسعودية لمنع العمل العسكري في سوريا
ذكرت صحف غربية ان واشنطن وحلفاءها الاوروبيين يعملون على منع تركيا والسعودية من المضي بالعمل العسكري في سوريا، في وقت اعتبر باحث اميركي معروف ان مناورات "رعد الشمال" التي تستضيفها الرياض قد تكون من اجل انقاذ ماء وجهها بعد فشلها في اليمن.
من جهة أخرى، كشف موقع اميركي بارز أن البيت الابيض رفض الخطط العسكرية للعمل العسكري في ليبيا، بينما حذرت باحثة تركية من ان الرئيس رجب طيب اردوغان قد يدخل بلاده في حرب داخلية او خارجية نتيجة الدعم الدولي لاكراد سوريا.
الغرب يعمل على منع التدخل العسكري التركي السعودي في سوريا
من جهتها، صحيفة “Financial Times” نشرت تقريراً بتاريخ 18 الجاري جاء فيه أن الولايات المتحدة تسعى الى كبح جماح الحليفين التركي والسعودي لمنعهما من العمل العسكري في سوريا في حال فشل اتفاق وقف اطلاق النار.
واوضح التقرير ان ادارة اوباما و قوى غربية اخرى يتخوفون من ان يؤدي التدخل العسكري المباشر الى تصعيد النزاع و اشتباك خطير مع روسيا،و نقل عن دبلوماسي رفيع في حلف الناتو بان الحلف سيعمل على منع تركيا و السعودية من ارسال قوات الى سوريا.
هذا فيما نقل التقرير عن دبلوماسيين غربيين رفيعين اثنين ان تركيا تريد انشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا يبلغ عمقها سبعة كيلومترات،تسمح لانقرة بوقف توسع سيطرة المسلحين الاكراد في سوريا.و اشار الى ان مثل هذه الخطوة قد تساعد "جماعات المعارضة السورية المعتدلة" ايضاً،التي تتعرض للهجمات من قبل روسيا و الجيش السوري.
التقرير كشف نقلاً عن مصادر "المعارضة السورية" ان عددا ممن اسمتهم "قادة المتمردين المعتدلين" قد اجتمعوا بالمسؤولين العسكريين في انقرة واسطنبول خلال الايام الماضية، وذلك بغية مراجعة الخطط لسيناريو محتمل بنشر قوات "تحالف اسلامي" في الشمال.
واعتبر التقرير انه وبالنسبة لحلف الناتو، فان امكانية قيام دولة عضو بنشر قوات في سوريا حيث تنشط القوات الروسية امر يثير قلق كبير.و بينما استبعد ان تتدخل تركيا بشكل مباشر دون موافقة اميركية،لفت الى ان انقرة تواصل تهريب المقاتلين عبر الحدود،و نقلت في هذا الاطار عن عدد من الناشطين في سوريا ان مئات المقاتلين قد عبروا الحدود ليلة امس الخميس قرب المناطق التي يسيطر عليها الاكراد.
كما نقل التقرير عن دبلوماسي في احدى دول المنطقة ان الرياض من جهتها تعتبر نشر القوات في سوريا شرط مسبق للحفاظ على النفوذ ليس في سوريا فحسب بل ايضاً في واشنطن.و نقل عن عدد من المسؤولين بان السعوديين يدرسون خيار العملية العسكرية في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الاردن بدلاً من المناطق الشمالية،و قالت ان القوات الاردنية قد تشارك في مثل هذه العملية.
كذلك نقل التقرير عن مسؤولين سعوديين كبار بان الاردن طرحت نشر قوات خاصة قرب معبر التنف العام الماضي،في الوقت الذي نقل فيه ايضاً عن قادة العشائر السورية بان السعوديين بدأوا عمليات استطلاعية في المنطقة.
ولفت التقرير ايضاً الى امكانية تعزيز تدفق السلاح الى مقاتلين المعارضة "المعتدلية" ايضاً،و نقل عن مصادر في هذه المعارضة بانه يتم ادخال المزيد من الاسلحة حالياً،بما فيها قذائف مورتار و صواريخ متطورة.
و نقل التقرير عن دبلوماسي اوروبي رفيع قوله بان "جعل روسيا تدفع ثمناً هي المسألة الاساس،لكن من الصعب ان نقول كيف يمكننا القيام بذلك،حيث شكك بمدى جدوى تعزيز التسليح لما يسمى المعارضة المعتدلة.كذلك قال هذا الدبلوماسي ان وقف اطلاق النار المتفق عليه ليس بالفعل "وقف اطلاق النار"، بل "ليس واضحاً ما هو".
انقاذ ماء وجه الرياض
الباحث الاميركي المعروف "بروس ريدل" كتب مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” بتاريخ 18 الجاري حملت عنوان: "هل المناورات الحربية الاخيرة هي مجرد لانقاذ ماء وجه الرياض؟".
وتحدث الكاتب عن استضافة السعودية مناورات عسكرية واسعة على حدودها الشمالية الشرقية من اجل توجيه رسالة الى ايران و اعطاء الثقل لتحالفها الاسلامي المزعوم ضد ايران و الجماعات الارهابية.كما قال ان المناورات هذه تبعد الانظار عن الورطة في اليمن،حيث التحالف الذي تقوده السعودية لا يزال يواجه الصعوبات في محاولته لهزيمة حركة "انصار الله" والجيش اليمني.
وشدد الكاتب على ان الملك سلمان ونجله حريصين على ابعاد الانظار عن اليمن بعدما تعهدوا "بعاصفة حزم" عند بدء الحرب قبل قرابة عام.و لفت الكاتب الى ان الحرب في اليمن و بدلاً من ان تكون عاصفة حزم انما تبين انها مكلفة و صعبة،اذ انه بينما سيطر التحالف الذي تقوده السعودية على مدينة عدن الجنوبية و مناطق اخرى في جنوب و شرق البلاد،الا ان الحوثيين لا زالوا يسيطرون على صنعاء و اغلب مناطق الشمال.
كذلك لفت الكاتب الى ان صواريخ السكود اليمنية لا تزال تتساقط على الاراضي السعودية،وذلك رغم تعهد المملكة قبل اشهر بانه تم تدمير جميع هذه الصواريخ،مشدداً على ان ذلك يظهر حدود فعالية القوة العسكرية السعودية. كما اشار الكاتب الى ان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد وسّع امارته حول الممكلة في الجنوب و ينشط اكثر فاكثر في عدن،و عليه رأى ان القاعدة من اكبر المستفيدين من النزاع.
هذا بينما اعتبر الكاتب ان ايران بقت خارج الحرب في الاجمال،حيث تدعم الحوثيين دبلوماسياً و سياسياً لكن لا تدفع اي تكاليف للحرب.
وفي الختام شدد الكاتب على ان القيادة السعودية تواجه مجموعة من التحديات المعقدة،اذ ان ايران لم تعد تحت العقوبات و بالتالي ستقوم بضخ المزيد من النفط الى السوق العالمي. كما اشار الى ان داعش و القاعدة تنشطان داخل المملكة و لديهما قواعد عند الجبهتين الشمالية و الجنوبية للسعودية.و تحدث ايضاً عن عدم وجود نهاية في الافق للحرب في اليمن،و كذلك الاشاعات المستمرة حول الصراعات الداخلية بين العائلة الملكية.و عليه قال انه و بينما تساعد مناورات "رعد الشمال" على ابراز القوة و الدعم الدولي،فان ما يحتاجه الملك السعودي حقيقة هو انقاذ ماء الوجه على ضوء ما يحصل في اليمن.
اوباما يرفض خطط العمل العسكري في ليبيا
بدوره، موقع "دايلي بيست" نشر تقريراً بتاريخ 18 الحالي نقل فيه بان ادارة اوباما رفضت المضي بخطة عسكرية اميركية لمهاجمة معقل داعش في ليبيا.
و اشار التقرير الى ان الجيش الاميركي قد ضغط خلال الاسابيع الاخيرة من اجل تكثيف الضربات الجوية و نشر قوات النخبة على الارض،خاصة في مدينة سرت حيث يسيطر تنظيم داعش. التقرير نقل عن احد المسؤولين قوله انه "لا شهية لهذا داخل الادارة (الاميركية)".و اضاف ان و بدلاً من المضي بهذه الخطط،فان الولايات المتحدة ستواصل المقاربة الحالية باستهداف الرموز القيادية.
سياسات اردوغان على خلفية الدعم الاميركي لاكراد سوريا
أما مجلة “Foreign Policy” فنشرت مقالة كتبتها الباحثة التركية “Amberin Zaman” ايضاً بتاريخ 18 الجاري و التي اعتبرت فيها ان التقدم الميداني الذي احرزته مؤخراً مجموعة تسمى قوات سوريا الديمقراطية تشكل مرحلة جديدة في الحرب السورية.و عليه قالت ان تركيا،التي وصفتها بالحليف الاطلسي الذي لا يمكن التنبؤ به، على وشك ان تنجر الى معركة ضد الجماعة التي تفضلها الولايات المتحدة.
واضافت الكاتبة انه وبينما تبدو انقرة عاجزة في سوريا،الا انه تملك اوراقا يمكن ان تلعبها. ورأت أن وضع السوريين الاكراد يتعزز اكثر فاكثر،اذ باتوا المجموعة الوحيدة التي تحظى بدعم اميركي روسي في الوقت نفسه، واعتبرت ان الطريق الحقيقي الوحيد نحو الامام هو ان تضغط الولايات المتحدة على كل من تركيا و حزب العمال الكردستاني، ونبهت في هذا الاطار الى ان التجارب السابقة تفيد بانه من المرجح اكثر ان "يحفر اردوغان حفرة اكبر لبلاده".