ارشيف من :آراء وتحليلات
هل بدأ العد العكسي للعدوان الأطلسي القادم على ليبيا؟
تستعد الدول الغربية للعدوان على ليبيا، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، المستعمر القديم لليبيا، بالإضافة إلى بلدان الحلف الأطلسي؛ فقد سمحت روما، التي يقيم على إحدى جزرها الأسطول السادس الأمريكي، لواشنطن باستغلال قاعدة سيغونيلا الحربية الإيطالية لإرسال طائرات تجسسية من دون طيار للقيام بمهام على الأراضي الليبية وسائر بلدان شمال إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن قاعدة سيغونيلا موجودة تحديدا في جزيرة صقلية التي تكاد تلاصق الأراضي التونسية، وقد تم استعمال قاعدتها الحربية في حروب عدوانية سابقة استهدفت العراق وليبيا على وجه الخصوص.
وبحسب مصادر مطلعة فإن هذه القاعدة ستكون بمثابة حجز زاوية في العدوان القادم على ليبيا إلى جانب قاعدة رمشتاين الألمانية وبالتالي فلن تكون واشنطن بحاجة إلى حاملة طائرات. ووفق المصادر فإن أي طلب أمريكي من إيطاليا في هذه الحرب ستتم الإستجابة له دون شروط باعتبار قبول الأطلسيين بقيادة إيطالية في هذا العدوان على بلد عمر المختار.
تأكيدات وزارة الدفاع
وقد أكدت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي ذلك في ندوة صحفية عقدتها مؤخرا في روما أكدت خلالها أن موافقة رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رنزي على استعمال الأمريكان لهذه القاعدة هو في إطار اتفاق سابق بين الجانبين الإيطالي والأمريكي يقضي باستعمالها. كما أن أي طلب أمريكي، بحسب الوزيرة، ستتم الإستجابة له باعتبار موافقة الجانب الأمريكي على زعامة إيطالية في الملف الليبي.
ويبدو أن الجانب الإيطالي وضع شروطا قبل الموافقة على هذا الإستعمال للقاعدة ومنها ألا تستعمل الطائرات التي تنطلق من القاعدة إلا للدفاع عن القوات الأمريكية الخاصة المتواجدة في ليبيا وأن لا تنطلق في كل مرة إلا بعد طلب الإذن من الإيطاليين. وبالتالي فإن هناك رغبة إيطالية في الظهور بمظهر الدولة صاحبة السيادة رغم أن الأمر بخلاف ذلك تماما وهو ما تؤكده فضيحة السجون السرية الأمريكية التابعة للسي آي إيه التي بينت أن إيطاليا كانت مقرا لإحدى هذه السجون التي تنتهك فيها حقوق الإنسان.
تبريرات واهية
ويؤكد الجانب الإيطالي، لإخفاء رغبته الحقيقية في لهف ثروات ليبيا، على أن مشاركته في الحرب القادمة تدخل في إطار الحرص على تأمين الحدود الجنوبية الإيطالية من الإرهاب والهجرة السرية. فإيطاليا هي المحطة الأولى للمهاجرين في قوارب الموت من أراضي شمال إفريقيا ما في ذلك شك لكن أي حرب على ليبيا ستفاقم من أعداد المهاجرين الفارين من بؤر التوتر.
ويرى مراقبون أن الموافقة الإيطالية على استعمال القاعدة المشار إليها هي انطلاق للعد العكسي للعدوان على ليبيا لإعادة احتلالها ولهف ثرواتها بتعلة محاربة الإرهاب الذي من المؤكد أن هذه الحرب ستزيد من انتشاره لتتحول البلاد المغاربية إلى أفغانستان جديدة يرتع فيها الكل بلا رقيب أو حسيب.