ارشيف من :نقاط على الحروف
’وثيقة الذل’ بعد 4 أيام على انطلاقتها.. بضعة آلاف من الموقعين جلّهم مكرّرون
في احتفالية تعكس حالة الخنوع والإفلاس التي وصل إليها فريق 14 آذار، أطلق النائب العائد على عجل من مقرّ إقامته الدائمة في السعودية سعد الحريري من منزله في وادي أبو جميل حملة توقيع على وثيقة أسماها هو وفريقه السياسي بـ"وثيقة لبنان للإجماع العربي"، يستجدي من خلالها الموقعون مملكة آل سعود عدم وقف "مكرماتها" عنهم.
التمعّن جيداً بالموقع الإلكتروني الخاص بوثيقة "14 آذار" يظهر بشكل واضح أن معدّيها هم مجموعة من "الهواة" لا يفقهون بالآليات والمعايير الموضوعية المعتمدة عادة لتوقيع الوثائق عبر الإنترنت، أو أنهم تقصّدوا عدم التقيّد بها لأسباب سنأتي على ذكرها.
إن أي وثيقة موقّعة إلكترونياً تقتضي حتى يقر الجميع بمصداقيتها وموضوعيتها أن تتوفر فيها بعض الخصائص والمعايير المهنية، كأن لا تتيح مثلاً للراغبين بتوقيع الوثيقة التوقيع عليها أكثر من مرّة واحدة. هذا الأمر لا نراه متوفراً في "وثيقة الاستجداء" هذه، حيث إننا إذا أخذنا عيّنة من الأسماء الموقعة عليها، نلحظ تكراراً كبيراً في أسماء الموقعين فضلاً عن وجود عدد كبير من الأسماء الوهمية بين الموقعين كما يبيّنه الفيديو التالي.
وفي عيّنة عشوائية اخترناها تضم نحو 200 اسم من الموقعين الـ33 ألفاً على وثيقة 14 آذار، يتبيّن لنا وجود نحو 90 اسماً مكرراً، وإذا ما اعتمدنا بالتالي "القاعدة الثلاثية" لاحتساب العدد الفعلي للموقعين على تلك الوثيقة يظهر لنا أن عددهم يقل عن 15 ألف مؤيد.
وبلغة الأرقام أيضاً، فإذا اعتبرنا أن وتيرة توقيع العريضة ستبقى مستمرة بالزخم الحالي - وهو أمر مستبعد لأسباب تتعلّق بانخفاض الحماسة الشعبية وبروز تطورات جديدة على الساحة المحلّية- فإن هذه الوثيقة تحتاج إلى أكثر من 120 يوماً حتى تصبح مليونية.
كما أن غالبية الموقعين على ما تسمى بـ"وثيقة لبنان" لا يعيشون في لبنان كما تبيّن الصور التالية، وهي بالتالي لا تعكس حقيقة وجهة نظر اللبنانيين حيال الموضوع المطروح.