ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: لتنفيذ القرار الاوروبي بحظر بيع السلاح للسعودية

الصحف الاجنبية: لتنفيذ القرار الاوروبي بحظر بيع السلاح للسعودية

شدد باحثون اوروبيون على ضرورة تنفيذ الاتحاد الاوروبي للقرار الصادر عن البرلمان الاوروبي بشأن حظر بيع الاسلحة للرياض، في وقت حذرت مجموعة بارزة في مجال الاستخبارات و الامن من ان داعش تعمل على اشعال نزاع مذهبي في العراق.

 

لوقف بيع الاسلحة الى السعودية

كتب الباحث “Eldar Mamedov” مقالة نشرت على موقع “Lobelog” بتاريخ الاول من آذار مارس الجاري و التي شدد فيها على ان مشروع قرار البرلمان الاوروبي المطالب بفرض حظر اوروبي على بيع الاسلحة الى السعودية يعزز الضغوط على مجلس الاتحاد الاوروبي الذي يمثل حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد، وذلك على الرغم من انه من غير المرجح ان تستجيب هذه الحكومات لدعوة البرلمان الاوروبي.

ولفت الكاتب الى أن تبني البرلمان الاوروبي مشروع قرار حظر بيع الاسلحة الى الرياض،سبقته حملة تعبئة غير مسبوقة للمجتمع المدني الاوروبي،اذ وقع قرابة 750,000 مواطناً على عريضة تدعو البرلمانيين الاوروبيين الى تبني مشروع القرار.

وأشار الكاتب الى ان كثافة المساعي السعودية لعرقلة تبني مشروع القرار الاوروبي قد تكون خير دليل على مدى تأثير هذا القرار،حيث نبه الى ان الدبلوماسيين السعوديين الذين عادة ما يلجأون الى ضغوط خلف الكواليس،انما اجبروا هذه المرة على تغيير اسالبيهم.

و في هذا الاطار تحدث الكاتب عن عدد من النقاط حاولت السعودية التركيز عليها بغية اقناع البرلمانيين الاوروبيين بعدم التصويت لصالح مشروع قرار حظر بيع الاسلحة:

النقطة الاولى التي روج لها السعوديون يقول الكاتب،هي ان التدخل السعودي في اليمن كانت خطوة ضرورية من اجل منع حدوث "الارتدادات الجيوسياسية المدمرة على المملكة و اوروبا و الغرب عموماً"،و انه بعد مرور عام "اقترب (التدخل السعودي في اليمن) من جلب الاستقرار الى البلاد".

الصحف الاجنبية: لتنفيذ القرار الاوروبي بحظر بيع السلاح للسعودية

الكاتب من جهته شدد على ان الحقائق على الارض تنفي هذه المزاعم السعودية،اذ ان لا نهاية في الافق للحرب في اليمن بعد مرور عام عليها.و قال ان "حكومة هادي" (المستقيلة) تسيطر على اقل من عشرين بالمئة من اراضي البلاد، كما لا تستطيع فرض سيطرتها الكاملة حتى على عدن.كذلك اضاف ان تنظيمي القاعدة و داعش يكفثان نشاطهما في المناطق الجنوبية،في الوقت الذي تزداد فيه الهجمات العابرة للحدود السعودية التي يشنها الحوثيون و حلفائهم مثل الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

اما النقطة الثانية التي روجت لها الرياض لمنع البرلمان الاوروبي من تبني قرار حظر بيع السلاح يقول الكاتب،فهي كلام السعودية عن انها "استجابت لدعوة الغرب بتعزيز دورها في محاربة الارهاب،و انه نتيجة للعمل العسكري الذي قام به التحالف السعودية،فان المملكة لم تعد تعتبر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تهديداً كبيراً".

وهنا ايضاً سلط الكاتب الضوء على زيف هذا الادعاء، مشيراً الى ان الحرب السعودية قد قوّت نفس هؤلاء المتطرفين الذين تقول الرياض انها تحاربهم.و اضاف ان تنظيم القاعدة استطاع ملأ الفراغ في المناطق الجنوبية،لافتاً ايضاً الى المكاسب السياسية و الميدانية التي حققتها داعش و العملية الارهابية التي قامت بها الجماعة في آذار مارس الماضي بقتل ما يزيد عن مائة واربعين شخص اثر استهداف مسجد زيدي .وعليه قال الكاتب ان المزاعم السعودية بان القاعدة و داعش لم تتمكنا من تحقيق اي مكاسب ميدانية هي غير صحيحة،لكنه نبه الى ان ذلك ربما يجب ان لا يكون مفاجئاً،حيث تفيد التقارير بان القاعدة قد انضمت الى التحالف السعودي في معركة مدينة تعز.

و بالنسبة للنقطة الثالثة التي ركز عليها السعوديون،تحدث الكاتب عن مزاعم الرياض بان النزاع في اليمن هو نتاج للنفوذ الايراني الذي يحاول زعزعة الاستقرار عبر وكيل تباع لطهران،وقف المزاعم السعودية طبعاً.و هنا اشار الكاتب الى وجود اجماع بين الدبلوماسيين الاوروبيين على الارض و مراكز الدراسات المعروفة بان السعوديين قد بالغوا في قضية العلاقات الايرانية مع الحوثيين.و قال انه و بينما قامت كل من ايران و حزب الله بتوفير مستوى من الدعم السياسي و العسكري للحوثيين،فلا يبدوا ان ايران تلعب دوراً حاسماً في مساعدة الحوثيين عسكرياً او في رسم استراتيجيتهم السياسية.و اكد على ان ما يحصل في اليمن ليست حرب بالوكالة بين السعودية و ايران و انما نزاع داخلي تعود جذوره الى عملية انتقال سياسي فاشلة و الاطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2011.كما قال ان فساد حكومة هادي و عدم قدرتها على الانخراط في مسعى جاد و شامل لمشاركة السلطة قد اجج النزاع اكثر بكثير من اي تدخل ايراني.

الكاتب عاد ليشير الى ان البرلمانيين الاوروبيين قد صوتوا لصالح مشروع قرار حظر بيع السلاح رغم الحملة السعودية.و اعتبر انه و بينما لدى الرياض هواجس امنية مشروعة،الا انها اختارت ان تعالجها عبر الطرق العسكرية و الطائفية،و هو ما يزيد الوضع الامني سوءً لدى جميع الاطراف،بما فيها الرياض.و عليه شدد على ان "اقل ما يمكن للاتحاد الاوروبي فعله" هو رفض المساهمة في هذه الكارثة من خلال تقديم السلاح.بالتالي رأى ان دعوة فرض حظر على بيع السلاح الى الرياض هي "خطوة في الاتجاه الصحيح"،و انه يجب نقل المعركة الآن الى مجلس الاتحاد الاوروبي الذي يملك السلطة لتنفيذ القرار.

 

تهديدات سعودية للمقاومة الشعبية في العراق

بدوره، الباحث السعودي نواف عبيد كتب مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” بتاريخ التاسع و العشرين من شباط فبراير الماضي و التي اتهم فيها ادارة اوباما بتركيز اهتمامها على داعش و القاعدة و تجاهل قوة ارهابية لا تقل خطورة (وفق تعبيره) تتمثل بمن أسماهم بـ "الميليشيات الشيعية" في العراق.و زعم الكاتب ان الجماعات مثل عصائب اهل الحق و كتائب حزب الله العراق و تنظيم بدر،تشكل قوة ارهابية متنامية تسببت بالخراب و سفك الدماء منذ اكثر ما يزيد عن عقد من الزمن،و ان ذلك تم تحت مسمى "ثورة شيعية طائفية".

و قال الكاتب انه و من اجل الاستعداد لاحتمال مواجهة هذه المجموعات في المستقبل القريب،ستبدأ مناورات رعد الشمال العسكرية للتحالف السعودي الاسبوع المقبل (و التي ستجري في شمال المملكة مع مشاركة الدول الاعضاء فيما يسمى التحالف الاسلامي الذي اعلنت عنه الرياض).

و بحسب الكاتب فان التحالف السعودي يعتبر هذه المناورات ضرورية بسبب "الاهمال الغربي" و سياسة الترضية الغربية تجاه ايران على حد قوله،مدعياً بان كل ذلك قد سمح لطهران ببناء هذه "الميليشيات الشيعية".كما زعم ان العديد من هذه المجموعات (التي يسميها الكاتب ميليشيات شيعية) متورطة بشكل مباشر بعمليات التعذيب و القتل و الارهاب.كما قال ان تنظيم بدر متهم بالقيام بعمليات قتل طائفية جماعية ضد اهل السنة.

ورأى الكاتب ان مقاربة ادارة اوباما حيال الشرق الاوسط تؤدي الى تفاقم المشاكل في المنطقة، حيث قال ان استرضاء ايران و السماح للاسد بالبقاء في السلطة،اضافة الى اعتبار داعش و القاعدة فقط الجماعات الارهابية التي تثير القلق،اضاف ان كل ذلك قد انشأ هذا الحراك (المؤلف من المجموعات العراقية المذكورة) و الذي يشكل بتوصيف الكاتب "تهديد كبير لدول عدة".

 

مخطط داعش

بدورها، مجموعة صوفان للاستشارات الاستخبارتية والامنية نشرت تقريراً بتاريخ الاول من آذار مارس الجاري و الذي حذرت فيه من ان تنظيم داعش يلجأ الى استخدام الانتحاريين في العراق على امل اشعال حرب طائفية.

وقالت المجموعة انه و على ضوء عدم قدرة داعش حتى الآن على مهاجمة المواقع الرمزية الكبرى و المحمية مثل المرقد المقدس في السمراء – و الذي ساهم استهدافه عام 2006 باشعال حرب طائفية – فان داعش تأمل بقتل ما يكفي من المدنيين الشيعة و عناصر مجموعات مثل عصائب اهل الحق و غيرها بغية اشعال نزاع طائفي يصب لمصلحة التنظيم بينما يتلقى نكسات ميدانية.

الصحف الاجنبية: لتنفيذ القرار الاوروبي بحظر بيع السلاح للسعودية

 

و توقعت المجموعة ان تعتمد داعش اكثر فاكثر على التفجيرات الانتحارية بدلأ من الهجمات العسكرية بينما تتراجع عسكرياً.و رجحت ان تزيد داعش من استخدامها للاحزمة الناسفة في المناطق المكتظة،وذلك في ظل  الخسائر الميدانية و تحصين الدفاعات لدى القوات العراقية.كما قالت ان داعش و كما القاعدة قبلها،تستخدم المناطق المحطية ببغداد و المعروفة بحزام بغداد،من اجل الاستعداد لشن الهجمات داخل العاصمة،مضيفة ان تهريب الاحزمة الناسفة الى داخل المدينة او صناعتها في بغداد نفسها،هو اسهل بكثير من محاولة ادخال السيارات المفخخة.

و لفتت المجموعة الى ان التفجيرات الاخيرة التي نفذت عبر الاحزمة الناسفة تسببت بوقوع عدد هائل من الضحايا،و عليه اعتبرت ان لدى داعش صانعي قنابل متمكنين و انها تختار مكان و توقيت التفجيرات بتأن. وبينما اشارت المجموعة الى ان تنظيم داعش لم يتمكن بعد من اعادة اشعال الحرب الطائفية،الا ان عمليات التفجير الاخيرة التي قامت بها تفيد بانها لن تستلم طالما كان بحوزتها عبوات صالحة للاستخدام.

2016-03-02