ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: لحزب الله قوة نار تفوق قدرة 95 % من دول العالم
اعتبر محلّل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة ألون بن دافيد ضمن مقالة له نُشرت في صحيفة "معاريف" أن حزب الله يشكل اليوم التهديد العسكري الأهم لـ"اسرائيل"، مضيفًا "هناك من يشبّهون حزب الله بتنظيم بدأ كالقطّ يخدش ليس أكثر، غير أنه تحوّل تدريجيًا ليصبح نمرًا مفترسًا، فالتنظيم لديه اليوم 41 ألف مقاتل نظامي والكثير في الاحتياط، ولديه تجربة قتالية في سوريا، ولديه قوة نار أكبر من 95 في المئة من دول العالم".
وقال بن دافيد "كثيرون منا يخطئون ويسمّونه تنظيمًا إرهابيًا، هذا التعريف مغلوط مهنيًا وغير أخلاقي، فلحزب الله قدرة اليوم على توجيه ضربة أولية لـ"اسرائيل" بآلاف الصواريخ في يوم واحد، وبالتوازي إرسال قوات هجومية تحتلّ البلدات المجاورة للسياج الحدودي في الجليل.. هو جيش بكلّ ما للكلمة من معنى"، وتابع "لم يُكتب كل هذا لإلقاء الرعب في القلوب، فاحتمال أن يحقق حزب الله قدراته ويشن حربًا على "اسرائيل" هو احتمال متدنٍّ.. التنظيم متوتّر اليوم في توزع استراتيجي لا يسمح له بالمبادرة الى خطوات ضدّنا، ـو حتى اللعب بالنار، والعقد الأخير كان الأكثر هدوءًا في تاريخ الجليل منذ 40 عامًا. وكما تبدو الحرب في سوريا – فإن حزب الله لن يتفرًغ قريبًا لخرق هذا الهدوء. تبدو حرب لبنان الثانية بعد عشر سنوات على انقضائها مختلفة، فالزمن لم يبطل شدة الإخفاقات التي انكشفت فيها وغياب الاتجاه والقيادة على المستوى السياسي والعسكري لـ"اسرائيل". بعد عقد من الزمن، وإن كان حزب الله أقوى بكثير ممّا كان، غير أنه لا يريد الإنجرار الى حرب أخرى "مع "اسرائيل" تنعكس خرابًا على لبنان".
صحيفة "معاريف"
وأشار بن دافيد الى أن "حزب الله يواصل التسلّح وتعزيز قوته والكثيرون يتساءلون اذا كان في الشمال ايضا، مثلما في غزة، تُحفر الانفاق الهجومية الى "أراضينا".. الإجابة هي على ما يبدو لا، لكن هذا لا يعني أنها مواساة. فالمسار المعقد عند الحدود الشمالية يبطل الحاجة الى الأنفاق، وفي الجيش الاسرائيلي يتحدث المسؤولون عن ما لا يقل عن 2500 "نفق فوق أرضي"، أي ممرات ومسالك طبيعية وعرة توفّرها جغرافية المنطقة عبر الأشجار والأرض لحزب الله"، وفي هذا السياق لا يكتفي الجيش بالسياج الموجود ووسائل الإنذار القائمة بل يعمد إلى تغيير "وجه الارض"، وعليه يقوم بتنفيذ مشروع هندسي ضخم يسمح بإيجاد طرقات طبيعية جديدة قرب البلدات المجاورة للجدار، لتصعّب على حزب الله تحقيق عامل المفاجأة".
ويتحدّث بن دافيد عن "عقم محاولة إسكات نار الصواريخ والمطاردة العقيمة خلف منصات إطلاقها، فالجيش الاسرائيلي يعدّ خططًا يفترض بها أن تنهي كل الحرب في الشمال بإنجاز لا لبس فيه.. رئيس الأركان الأسبق غابي أشكنازي درج على أن يقول لمرؤوسيه إنه في الحرب القادمة، ليس مسموحًا للناس أن يسألوا عن هوية المنتصر، وهو ما تشير إليه المخطّطات التي يعدّها رئيس الأركان الحالي غادي آيزنكوت، إذ لا ترد فيها كلمة النصر، لكنها تتحدث عن الحاجة الى "إنجاز مدوٍ"، إنجاز بعده لا يبدأ العد التنازلي لجولة القتال التالية. المعنيون في الجيش الاسرائيلي يعدّون سلسلة من المفاجآت للحرب القادمة مع حزب الله.. ستكون حرب عنيدة وأليمة يفترض بها أن تنتهي بشكل مغاير لمعاركنا الاخيرة التي خضناها".