ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: على واشنطن تغيير علاقاتها بالرياض و’تل أبيب’
أيدت مواقع اميركية كلام السفير الاميركي السابق بأن هناك تطابقا في الممارسات بين كل من السعودية و"اسرائيل"، داعية إلى تغيير طبيعة العلاقة الاميركية مع هذين الحليفين، فيما رجَّحت مجموعة تعمل في مجال الأمن والاستخبارات أن تكون استراتيجية "داعش" في تونس هي مواصلة شن الهجمات بغية إضعاف الحكومة.
أميركا...السعودية و"اسرائيل"
نشر موقع "Lobelog" بتاريخ الثامن من آذار/مارس الجاري، الكلمة التي القاها السفير الاميركي الاسبق لدى السعودية "Chas Freeman" في الرابع من الشهر الجاري، وذلك خلال ندوة في واشنطن.
واعتبر "Freeman" أن هناك انفصالا حقيقيا الآن بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وان فرص "المصالحة" ضئيلة. كما قال: ان امكانية قيام "إسرائيل" بتسوية الخلافات مع الشعب الفلسطيني او الشعوب العربية المجاورة تبدو معدومة أكثر من أي وقت مضى، وذلك نظراً الى سيطرة المستوطنين على السياسة الاسرائيلية. وتوقع تسريع وتيرة الحملة الدولية لنزع شرعية "إسرائيل" في ظل غياب المساعي الاسرائيلية بجعل الاطراف الاخرى في الشرق الاوسط يقبلون بوجودها.كما شدد على ان الولايات المتحدة لم تعد تستطيع حماية "إسرائيل" من عواقب سلوكها الذاتي.
كذلك رأى "Freeman" ان الاسوأ من ذلك هو ان المصالح الاسرائيلية والاميركية تتصادم بعدد متزايد من الملفات، ومن بينها ايران والهيكل الامني في منطقة الخليج، إضافة الى ضرورة التعاون مع تركيا. إلا انه اكد في الوقت نفسه ان الخلافات الاميركية الاسرائيلية باتت تشمل العلاقات مع الاسلام بحد ذاته، إذ قال ان "اسرائيل" سعت الى شيطنة الدين الاسلامي وانها تلقت مساعدة كبيرة بهذا الاطار من ممارسات المتطرفين الاسلاميين. غير أنه رأى أن الولايات المتحدة لا تستفيد شيئا وتخسر كثيراً جراء السماح لمؤسسة دينية (المقصود "إسرائيل" بان تقود سياستها الخارجية.
من جهة اخرى، اعتبر "Freeman" ان الشراكة الاميركية مع السعودية وغيرها من دول الخليج هي ايضاً في خطر اكثر فاكثر، وذلك بينما يمارس الخليجيون العرب سياسات تستند على التعصب الطائفي تجاه الشيعة، بالاضافة الى الخصومة مع ايران. وأكد ان هناك تشابها بين السعودية وإسرائيل، اذ قال ان المسلمين في السعودية و"كما اليهود الاسرائيلييين" لا يقبلون بأي نقد خارجي.
وبينما اشار "Freeman" الى ان الدين الاسلامي هو في طبيعته متسامح وانساني، الا انه اضاف بان "الاسلام السعودي" لا يقبل بالتقاليد الاسلامية الاخرى وكذلك لا يقبل بالاديان الابراهيمية الاخرى. كما اعتبر "Freeman" ان السلفية السعودية – و التي تسمى في الخارج الوهابية – قريبة من المعتقدات التي يتبناها المتطرفون الاسلاميون مثل داعش والقاعدة. ورأى انه ومنذ احداث الحادي عشر من ايلول، فإن الاسلاموفوبيا في اميركا، وكذلك الازدواجية السعودية حيال الجهاد السلفي وترت علاقة الصداقة بين الطرفين.
"Freeman" نبه الى انه ربما حان الوقت لتعترف اميركا بان خارطة سايكس بيكو قد تغيرت. وأضاف انه في حال زالت إسرائيل من الوجود فان ذلك لن يكون من خلال حرب عسكرية ولكن بسبب الممارسات الاسرائيلية نفسها. وعليه دعا واشنطن الى تعليق استخدام الفيتو في بعض القرارات الاممية التي تدين إسرائيل واتخاذ اجراءات اخرى من هذا القبيل. ورأى أنه في حال عدم تمكن واشنطن سياسياً من اقناع إسرائيل بتغيير سلوكها، فبالتالي يجب النظر في كيفية الحد من الضرر الذي سيلحق باميركا بينما تدمر إسرائيل نفسها، مشدداً على ضرورة عدم دعم سياسات إسرائيلية تعتبرها واشنطن مضللة.
كذلك اعتبر "Freeman" ان اميركا يجب ان تتعاون مع ايران عندما ترى ان المصلحة تقتضي ذلك، دون الاذعان للاعتراضات الخليجية او الاسرائيلية. وقال انه حان الوقت لإعادة هيكلة العلاقات الاميركية مع دول مجلس التعاون الخليجي وايران بما ينسجم و التحديات في عهد ما بعد سايكس بيكو والحرب الباردة.
واعتبر أن المزيد من المرونة في العلاقات الاميركية مع الخليجيين العرب وكذلك مع ايران امر ضروري من أجل انهاء الحرب الباردة مع ايران والحروب الساخنة في اماكن اخرى من المنطقة. كما تحدث عن ضرورة توازن القوى في منطقة الخليج لإعفاء أميركا من عبء لعب دور الحامي الدائم لهذه المنطقة. ورأى انه من المطلوب ان تعمل واشنطن على تدويل مهمة ضمان امن امدادات الطاقة وحرية الملاحة في المنطقة. كذلك دعا الى الاستفادة من الامم المتحدة من اجل انشاء تحالف من القوى العظمى والدول الاسلامية لاحتواء وسحق داعش وبناء مؤسسات دولية فاعلة للتعاطي مع التهديد الذي يشكله هذا التنظيم.
وثائق جديدة عن مجندين لداعش
صحيفة "الغارديان" البريطانية بدورها نشرت تقريراً بتاريخ التاسع من الجاري احتل العنوان الرئيس، والذي تحدثت فيه عما كشفته الاستخبارات الالمانية بانها حصلت على 22,000 وثيقة تحوي اسماء عناصر لداعش.
وقال التقرير ان الوثائق هذه تحتوي على استطلاع لكل عنصر، يضم 23 سؤالا تشمل الاسماء وتاريخ ومكان الولادة ورقم الهاتف والمستوى التعليمي وفئة الدم. كما اشار التقرير الى تأكيد وزير الداخلية الالماني "Thomas de Maiziere" بان الوثائق هذه اصلية وستسهل عملية التحقيق واصدار احكام اكثر صارمة بحق العائدين من سوريا والعراق. كذلك نقل عن وزير الداخلية الالماني بان المواد التي تم جمعها تساعد على اعطاء صورة اوضح للهياكل الاساسية لداعش.
استراتيجية "داعش" في تونس
من جهتها، مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخبارتية نشرت تقريراً بتاريخ الثامن من الجاري تناول الهجمات الارهابية الاخيرة في مدينة بن قردان التونسية.
وبينما قالت المجموعة انه من غير الواضح بعد ما اذا كان منفذو هجمات بن قردان هم عناصر تابعين لداعش، الا ان تونس هي الهدف التالي المنطقي لتوسع داعش في شمال افريقيا. وقالت ان هجمات السابع من آذار/مارس تشكل نقطة تحول لتونس في معركتها ضد داعش.كما اعتبرت المجموعة ان الهجمات الاخيرة انما تفيد بان الجدار الذي بنته تونس على الحدود مع ليبيا لا يردع الخطر.
هذا فيما اضافت مجموعة صوفان ان بن قردان طالما اشتهرت بأنها معقل تجنيد لداعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، الامر الذي يثير القلق اكثر فاكثر لدى المسؤولين التونسيين. واعتبرت ان استراتيجية داعش في تونس قد تكون اختبار الدفاعات التونسية والاستعداد لهجوم واسع من اجل السيطرة على بن قردان.كما لفتت الى ان السيطرة على هذه المدينة ستكون لها اهمية رمزية لداعش، مشيرة الى ان زعيم القاعدة السابق في العراق (والمؤسس الفعلي لداعش) "أبو مصعب الزقاوي" يروى انه سبق وقال انه "لو كانت بن قردان قرب الفلوجه لكننا حررنا العراق". وبالتالي رأت ان بن قردان افضل الاماكن لداعش اذا ما ارادت توسيع مناطق سيطرتها الى تونس.
غير ان المجموعة رجحت ان لا تقدم داعش على هذه الخطوة حالياً، بل ان تواصل الجماعة الاستفادة من مواقعها في ليبيا من اجل شن الهجمات على الداخل التونسي وإنشاء الخلايا في تونس، وذلك على امل ان تؤدي الهجمات الارهابية المتكررة الى زعزعة استقرار الحكومة التونسية. وقالت أنها في حال ترنحت الحكومة التونسية،فان داعش ستكون مستعدة لتضرب كيفما اتفق.