ارشيف من :آراء وتحليلات

لماذا الاستخبارات ’الاسرائيلية’ قلقة على تماسك المجتمع ’الاسرائيلي’؟

 لماذا الاستخبارات ’الاسرائيلية’ قلقة على تماسك المجتمع ’الاسرائيلي’؟

·ليس أمراً قليل الدلالة أن يبادر رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء هرتسي هليفي للتحذير من تفكك المجتمع الاسرائيلي معلنا عن "قلقه من مدى التماسك الاجتماعي الاسرائيلي، أكثر من قلقه من العمليات"، ويتساءل هل "سيبقى المجتمع الاسرائيلي مجتمعا واحدا بعد عشر سنوات".

· ينبغي القول إن مهمة جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، محصورة بمتابعة العدو عبر جمع المعلومات عنه وتقدير نواياه وقدراته. لكن خطورة الوضع الذي تشهده "اسرائيل"، دفع هليفي من موقعه الاستثنائي في المؤسسة الاسرائيلية الى اطلاق تحذير بخصوص قضية تلقي بظلالها على كافة القادة الاسرائيليين بغض النظر عن اختصاصاتهم.

· تحذير هليفي ليس الاول من نوعه في الساحة الاسرائيلية، فقد سبقته شخصيات اسرائيلية ومختصون، فضلاً عن تقارير تناولت واقع ومستقبل "اسرائيل" على المستوى الاجتماعي. وأبرز من تناول هذه القضية شرحاً وتحليلاً، رئيس الكيان رؤوبين ريفلين في مؤتمر "هرتسيليا" السنة الماضية.

· تكرار رسائل التحذير من قبل الشخصيات الاسرائيلية ليس مجرد تقدير وانما يستند الى وقائع وارقام، ما دفع هليفي وقبله آخرين الى رفع الصوت عاليا تحذيرا واستعدادا لمواجهة الأسوأ في "اسرائيل". وضمن هذا الاطار ينبغي فهم ما أورده هليفي بأن "العمليات مقلقة جدا.. لكن ما ينبغي أن يقلقنا أكثر بكثير، هي مسألة كم نحن حقا مجتمع واحد، وهل سيكون التماسك في المجتمع الإسرائيلي هكذا بعد عشر سنوات".

 لماذا الاستخبارات ’الاسرائيلية’ قلقة على تماسك المجتمع ’الاسرائيلي’؟

فلسطين المحتلة

· أكثر ما يتجلى واقع ومستقبل المجتمع الاسرائيلي، في الاحصائيات المتصلة بالطلاب. اذ كشفت الاحصائيات عن تشكيلة الطلاب في الصفوف الاولى من الجهاز التعليمي الاسرائيلي، أن قرابة 38% من الطلبة علمانيون، وأن نحو 15% هم من المتدينين القوميين (الصهيونيين)، ونحو 25% من الحريديم، و25% من العرب.

·هذا الواقع دفع رئيس الكيان كي يقول أن النظام الاسرائيلي الجديد، الذي يتشكل في ضوء هذه التركيبة هو نظام لا يوجد فيه أغلبية واضحة ولا أقليات واضحة، وانتهاء الزمن الذي هيمنت فيه أغلبية علمانية على الواقع "الاسرائيلي" منذ بداية الدولة عام 1948. ويتشكل في ضوء هذه الارقام، نظام من اربعة قطاعات، وقد قسّمها ريفلين الى أربع "قبائل" رئيسة.

·على المستوى الاقتصادي:

في حال لم يتم تقليص الفجوات الحالية بين نسب المشاركة في سوق العمل ومستويات الأجور لصالح المجموعتين العربية والحريدية واللتين يتوقع أن تمثلا نصف القوة العاملة مستقبلا، لن تستطيع "اسرائيل" البقاء كاقتصاد متطور، بل سيزداد وباء الفقر القاسي والمؤلم.

·على المستوى الاجتماعي:

فقدان المجتمع الاسرائيلي قاسما قيميا مشتركا قادر على الجمع بين كافة القطاعات ضمن "اسرائيل اليهودية والديمقراطية"، مع ما ينطوي على ذلك من تداعيات تتصل بالامن "القومي الاسرائيلي". وفيما يتعلق بدور الجيش الذي كان يمثل فيما مضى الاداة الرئيسية في صياغة "الهوية الاسرائيلية"، يلفت القادة الاسرائيليون الى أنه في ضوء "النظام الاسرائيلي" الجديد، سيكون نصف المجتمع (العرب والحريديم) لا يخدم في المجتمع.

 

2016-03-12