ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصحف الاجنبية: لضرورة وقف الحرب في اليمن

الصحف الاجنبية: لضرورة وقف الحرب في اليمن

 رأى باحث اميركي ان هناك حاجة ملحة لوقف الحرب في اليمن، خاصة في ظل استمرار الهجمات اليمنية العابرة للحدود السعودية و تفاقم المعاناة الانسانية، في وقت حذرت مجموعة غربية من توسع سيطرة تنظيمي داعش و القاعدة في اليمن.

من جهة اخرى اعتبر باحثون ان اكثر المتضررين من السياسات السعودية الاخيرة تجاه لبنان هم 14 آذار وحزب المستقبل.

 

العدوان على اليمن

كتب الباحث الاميركي "بروس ريدل" مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” بتاريخ 10 من آذار مارس الجاري،و التي قال فيها ان السعودية يبدو انها تبحث عن وسيلة لانهاء الحرب في اليمن،حيث رجح ان تكون الرياض قد ادركت ضرورة التوصل الى تسوية مع الحوثيين.غير ان الكاتب نبه بالوقت نفسه الى ان الطريق نحو السلام الدائم قد يكون طويلاً.

الكاتب لفت الى التقارير التي افادت بان وفداً حوثياً زار السعودية بعد وساطة عمانية،مضيفاً ان المحادثات بين الرياض و الحوثيين تأتي في الوقت الذي يبدو فيه ان وتيرة الحرب في اليمن تتراجع.و اشار الى ان الضربات الجوية السعودية تقلصت،كما انخفضت وتيرة الاشتباكات على الحدود اليمنية السعودية.

كما اعتبر الكاتب ان التهدئة اصبحت حاجة ملحة،حيث قال ان المحافظات السعودية الحدودية عانت بشكل كبير من قصف الحوثيين،و ان من اسماهم بالمتمردين في اليمن قد نقلوا الحرب الى داخل الحدود السعودية.

كذلك اشار الكاتب الى ان ربع مليون شخص قد فقدوا منازلهم في صنعاء نتيجة القصف هناك،وكذلك الامر بالنسبة لمحافظة صعدة.و لفت ايضاً الى نقص الطعام و المياه و الادوية،مشدداً على ان الوضع هذا يزداد سوءًا.

و في نفس الوقت راى الكاتب ان الهوة بين الطرفين لا تزال واسعة،حيث لم يتم التطرق بعد الى مستقبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح و عائلته،كما ان هناك سؤآلا آخر حول ما كان سيعاد تعيين الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي و الذي كان الهدف الاصلي لعملية عاصفة الحزم.و نبه الى ان سيطرة هادي على مدينة عدن هشة،مضيفاً ان الاخير لا يتمتع بشعبية كبيرة و اثبت انه "زعيم ضعيف".

و بينما قال الكاتب ان شكلا من اشكال حكومة الوحدة الوطنية قد يكون الحل،حذر ايضاً من ان الشيطان يكمن بالتفاصيل.كما اعتبر انه سيكون من الافضل ان يتم التوصل الى وقف اطلاق النار في اطار اتفاق هدنة رسمي،بدلاً من ان يأتي في اطار تفاهم مبهم.

الكاتب رأى ايضاً ان الاهتمام السعودي باجراء المحادثات مع الحوثيين وخفض وتيرة التصعيد في الحرب تشكل خطوة بالاتجاه الصحيح.كما لفت الى ان ذلك يتزامن و الظهور العلني المتزايد لولي العهد السعودي محمد بن نايف،حيث اشار الى ان بن نايف امضى الكثير من وقته في الجزائر خلال شهري كانون الثاني يناير و شباط فبراير في منزل والده،مشيراً الى انه التقى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في الخامس من شباط فبراير في العاصمة الجزائرية.

و اضاف الكاتب ان بن نايف و منذ عودته الى المملكة،قد شارك في مؤتمر لوزراء الداخلية العرب في تونس و اجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي فنسوا هولاند في باريس.

الكاتب لفت ايضاً الى ان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف سيزور الرياض هذا الاسبوع،حيث يروى ان الزيارة هذه انما ترمي الى تحسين العلاقات السعودية الباكستانية بعد الرفض الباكستاني المشاركة في الحرب على اليمن قبل حوالي عام.كما قال الكاتب ان شريف سيدعو خلال زيارته الى خفض التوتر بين الرياض و طهران.

الكاتب حذر كذلك من وجود "الكثير من المخربين" العازمين على منع خفض وتيرة الحرب في اليمن،منبهاً الى ان لكل من داعش و تنظيم القاعدة القدرة على خلق الفوضى،و اعتبر بالوقت نفسه ان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لم يسبق و ان كان بهذه القوة.

كما شدد الكاتب على ان المصلحة الاميركية تقتضي انهاء الحرب في اليمن،حيث قال ان الحرب هذه تشغل الموارد عن الحرب ضد داعش في سوريا و العراق و تؤجج التوتر الطائفي و النزاعات بالوكالة التي تندلع بين السعودية و ايران،على حد تعبيره.كذلك نبه من ان هذه الحرب تخلق حالة كراهية لدى اليمنيين تجاه الاميركيين بسبب الدعم المسلح الذي تقدمه واشنطن للقصف السعودي.و عليه اكد على ضرورة ان تمارس اميركا ضغوطاً من اجل التوصل الى تسوية في اليمن.

مجموعة صوفان للاستشارات الامنية و الاستخبارتية نشرت تقريراً بتاريخ 10 من آذار مارس الجاري ايضاً و الذي حذرت فيه من ان داعش تواصل مساعيها لتقسيم المجتمع اليمني و خلق حالة راديكالية داخله.و نبه التقرير الى ان داعش اظهر مجدداً التزامه باللجوء الى الوحشية كوسيلة ارهابية في الوقت الذي صدرت فيه التقارير التي افادت عن حصول صفقة تبادل اسرى بين الحوثيين و السعودية.

و رأت المجموعة انه و مهما حصل في الحرب اليمنية،فان المعركة ضد داعش و و تنظيم القاعدة ستبقى تحدياً على الامد الطويل.و اشارت الى الهجوم الذي نفذه مسلحون يعتقد انهم منتمون الى داعش على دار للمسنين في اليمن بتاريخ الرابع من آذار مارس الحالي،حيث قتلوا ثمانية عشر شخصاً من بينهم مرضى مسنون و اربعة راهبات.و اعتبرت ان قتل الراهبات يمثل تصعيداً في اطار اساليب الوحشية التي تستخدهما داعش.

و عليه حذرت المجموعة من ان التطرف التوسعي في اليمن نتيجة الحرب هناك،انما يهدد اي سلام محتمل في البلاد.و شددت على ان تنظيم القاعدة في اليمن اقوى من اي وقت مضى،كما اضاف ان داعش،و بينما تفتقد الى العديد و الدعم الذي تحظى به القاعدة،الا انه يعوض عن هذا النقص عبر عمليات العنف المتطرفة و تصميم على انشاء موطىء قدم دائم في بلد آخر بصدد الانهيار.

السياسة السعودية تجاه لبنان

موقع “Lobelog” نشر مقالة بتاريخ 11  آذار مارس الجاري كتبتها الباحثة “Aurelie Daher” التي رأت فيها أن السعودية أعلنت حربا رسمية مفتوحة على حزب الله.

غير ان الكاتبة نبهت بالوقت نفسه الى ان قرارات الرياض الاخيرة لا تركز على حزب الله  بقدر ما تركز على سعد الحريري و تيار المستقبل.

و اشارت الكاتبة الى ان حزب الله و في شهر شباط فبراير عام 2014،لم يضغط من اجل حصوله و حلفائه على الوزارات الامنية.و اشارت الى ان وزارات الدفاع و الداخلية و العدل منحت لمسؤولين في تيار المستقبل او غيره من فصائل الرابع عشر من آذار.و اضافت ان حزب الله بالتالي اجبر خصومه على تولي مسؤولية مكافحة الارهاب في الحكومة اللبنانية  و حمى نفسه من اي تداعيات سياسية قد تنتج عن فشل سياسة مكافحة الارهاب لدى الحكومة اللبنانية.

بناء على ذلك رأت الكاتبة ان السعوديين،و من خلال حرمان الجيش اللبناني من التجهيزات العسكرية التي يحتاجها، انما يبدو انهم يعاقبون تحالف الرابع عشر من آذار قبل غيره.و اشارت الى ان تحالف الرابع عشر من آذار طالما اصر ان يكون الجيش القوة الوحيدة الضامنة لامن الحدود اللبنانية،بينما يرد حزب الله بحسب الكاتبة،بان الجيش يفتقد الى وسائل القيام بذلك،و بالتالي لدى الحزب دور ضروري بمساعدة الجيش على تحقيق هذا الهدف،سواء كان ضد إسرائيل في الجنوب او ضد الجماعات المسلحة في سوريا عند الحدود الشرقية.

و قالت الكاتبة ان من هذا المنظار،فان قرار وقف الهبة السعودية للجيش اللبناني يشكل صفعة قوية للحريري و حلفائه.و لفتت الى الاجراءات التي اتخذتها السعودية ضد بعض الاقسام في شركة سعودي اوجيه    التابعة للحريري في السعودية.و عليه اعتبرت ان الرسالة السعودية واضحة: ان على الحريري التحرك ضد حزب الله على وجه السرعة و من دون تنازلات.و اضافت ان وزير الخارجية السعودي قالها صراحة لاحد المسؤولين اللبنانيين،حيث نقلت بان وزير الخارجية السعودي قال للمسؤول اللبناني: "هل انتم معنا ام ضدنا؟لم يمكن ان تكونوا الاثنين معاً".

و نبهت الكاتبة الى ان التدخل السعودي في الشؤون اللبنانية بدأ قبل حوالي عام مع تسلم الملك سلمان الحكم في الرياض.و رجحت ان يكون نجله محمد بن سلمان هو السبب الذي يدفع بالملك السعودي ليعتبر اكثر من اسلافه،بان النفوذ الايراني في الشرق الاوسط يشكل تهديد اكبر للمملكة من "السنة الراديكاليين".كما اشارت الى ان الحرب ضد الحوثيين في اليمن—و كذلك ضد حزب الله الآن في لبنان – انما يعتقد بانها تعكس الفهم السعودي لاولويات المملكة.

كذلك رأت الكاتبة بان اغتيال الرئيس الاسبق رفيق الحريري التي "انهت الوصاية السورية"،فتحت للرياض نافذة لتعزيز نفوذها السياسي في لبنان.و اعتبرت ايضاً ان قرار تيار المستقبل مرتبط اكثر بالسعودية من ارتباط قرار حزب الله بايران.

و قالت الكاتبة ايضاً انه و رغم المساعي الاخيرة من قبل تيار المستقبل لاسترضاء القيادة السعودية،الا ان المملكة طلبت اعتذارا رسميا من قبل الحكومة اللبنانية و بيانا مكتوبا تؤكد فيه الحكومة التزامها بالاجماع العربي.و عليه رأت ان تحالف الرابع عشر من آذار سيخسر في كل الحالات،اذ قالت ان هذا التحالف ليس  في الموقف الذي يسمح له باعطاء الرياض ما تريده،و ان ذلك يعود جزئياً الى ما يرد في البيان الحكومي لجهة "امتلاك جميع المواطنين اللبنانيين الحق بالدفاع عن انفسهم ضد الاحتلال و الهجمات الاسرائيلية من خلال اساليبهم الخاصة".و اشارت الى انه تم صياغة البيان على هذا الشكل لاعطاء الشرعية للعمل المسلح الذي يقوم به حزب الله،مضيفة ان تسمية حزب الله منظمة ارهابية من قبل الحكومة امر مستحيل في ظل مشاركة الحزب بالحكومة.كما اعتبرت انه حتى و لو تبنى تحالف الرابع عشر من آذار هذه السياسة بشكل احادي،فان ذلك سيكون بمثابة اعلان حرب،و هو ما لا يريده اي طرف في لبنان،حتى تحالف الرابع عشر من آذار نفسه.

كذلك نبهت الكاتبة الى ان قيام تيار المستقبل بدعم هجوم علني سعودي ضد حزب الله لن يؤدي الى ردود فعل من قبل خصومه بالداخل فقط،بل قد يؤدي الى اشعال مواجهة سنية شيعية في لبنان.

2016-03-14