ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: روسيا ليست بصدد التخلي عن الأسد

الصحف الاجنبية: روسيا ليست بصدد التخلي عن الأسد

 

اعتبر أحد أهم الباحثين الأميركيين في الملف السوري أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب جزء كبير من قواته من سوريا لا يعني التخلي عن الرئيس السوري بشار الاسد. من جهة أخرى، رأى خبراء غربيون في مجال النفط أن السياسات النفطية السعودية ستلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد العالمي وحتى بالرياض نفسها. وفي الوقت نفسه، حذرت مجموعة بارزة مختصة بالاستخبارات والأمن من أن تركيا ستبقى عرضة للهجمات الارهابية على غرار تلك الأخيرة التي وقعت في العاصمة أنقرة.

* الاعلان الروسي عن الانسحاب من سوريا

اعتبر مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة "اوكلاهوما" "Joshua Landis" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انما أراد توجيه ثلاث رسائل جراء اعلانه انسحاب الجزء الاساس من قواته من سوريا. وقال Landis الذي يعد من أهم الاختصاصيين الاميركيين في الملف السوري خلال مقابلة مع اذاعة راديو "NPR" الأميركية، أن "الرسالة الأولى التي أراد بوتين توجيهها هي التأكيد على أنه رجل دولة،  رجل يريد السلام وفي الوقت نفسه هو مستعد لملاقاة أميركا في منتصف الطريق". كذلك اعتبر "Landis" أن بوتين أراد أن يقول لشعبه في الداخل أن "المهمة قد أنجزت وأنه رجل حاسم وزعيم".

الصحف الاجنبية: روسيا ليست بصدد التخلي عن الأسد

قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا

كما أشار "Landis" الى أن "اعلان بوتين هو من زاوية معينة تحذير للأسد بأن موسكو قد لا تساعده على استعادة كامل الاراضي السورية، لكن في الوقت نفسه، روسيا ليست بصدد التخلي عن الأسد، خاصة وأن بوتين استثمر كثيراً في سوريا".

"Landis" أكد في الوقت عينه أن سوريا أصبحت أقوى بكثير مما كانت عليه، وأن روسيا فعلاً قلبت موازين القوى، مشيراً الى "تراجع وحالة فوضى داخل صفوف من أسماهم المتمردين". وعليه شدد على أن "النظام السوري في وضع "متين""،لافتاً الى أن "الجيش السوري بات يمتلك دبابات ومدفعيات جديدة، اضافة الى تلقيه تدريباً جديداً"، كما شدد على أن "روسيا ليست بصدد الانسحاب الكامل من سوريا".

صحيفة "واشنطن بوست"، نشرت تقريراً أشارت فيه الى أن "اعلان الرئيس الروسي فلادمير بوتين سحب "الجزء الاساس" من قواته من سوريا يتزامن ومحادثات السلام الأممية التي تنعقد في جنيف بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة".

وزعم التقرير أن "هذا القرار الروسي قد يزيد الضغوط على الحكومة السورية من أجل التوصل الى اتفاق مع وفد المعارضة"، لافتة الى "تصريح الرئيس فلاديمير بوتين بأنه يأمل بأن تؤدي هذه الخطوة الى تعزيز مستوى الثقة بين كافة الأطراف المعنية والى حل سلمي للملف السوري"، وذلك خلال اجتماع مع كبار مساعديه بثه التلفزيون الرسمي الروسي.

كما أشار التقرير الى تأكيد بوتين بأن بلاده ستبقي القواعد الجوية والبحرية مفتوحة، رغم قوله إن "التدخل الروسي حقق مبتغاه وأنه حان الوقت لتتسلم الدبلوماسية زمام الأمور".

وأضاف التقرير إن "إدارة أوباما تفاجأت بالاعلان الروسي، الذي نوقش فيما بعد خلال محادثة هاتفية بين بوتين ونظيره الاميركي باراك اوباما".

ولفت التقرير الى أنه "من غير الواضح ما اذا كانت ستتوقف جميع الضربات الجوية الروسية في سوريا، حيث صرح متحدث باسم الكرملين بأن روسيا لا تعتقد أنه تم حل جميع القضايا مع الارهابيين، وبان موسكو تنوي الإبقاء على تواجد لها على الارض".

* سياسات الرياض النفطية "تدميرية"

الخبير النفطي الأميركي "Robert Mosbacher" كتب مقالة نشرتها مجلة "فورين بوليسي" بتاريخ الرابع عشر من آذار مارس الجاري حملت عنوان "التجميد السعودي المدمر للنفط"، والتي أشار فيها الى أن الوفد السعودي وخلال قمة منظمة الدول المنتجة للنفط (اوبك) في فيينا أواخر العام الماضي، انما تجاهل دعوات دول اعضاء في المنظمة مثل نيجيريا وفنزويلا بتقليص انتاج النفط بغية وقف انخفاض اسعار النفط الخام. ولفت الى أن السعودية أصرّت حينها على مواصلة مستوى الانتاج ذاته، ما أدى الى انخفاض سعر برميل النفط الخام من اربعين دولارًا الى سبعة وعشرين دولارًا".

وقال الكاتب إن السعودية ومنذ ذلك الحين، وافقت على "تجميد انتاج النفط الخام عند المستوايات المعتمدة بشهر كانون الثاني يناير الماضي، وذلك في اطار المساعي لتثبيت الاسعار العالمية". مشيرا الى أن "الاستراتيجية السعودية بخفض السعر الى ثلاثين دولارًا مقابل البرميل هو خطأ حسابي كبير من قبل الرياض في سياق جهودها للاحتفاظ بسيطرتها على السوق النفطي". وحذر من أن "السعودية تزرع بذور نقص الامدادات النفطية من جديد عبر استغلالها التباطؤ الاقتصادي، خاصة في دول مثل الصين، اذ انها تسببت بخفض الاسعار بحيث لم يعد منطقياً من الناحية التجارية القيام بعمليات استكشاف جديدة".

ونبه الكاتب الى أن "نقص الامدادات النفطية الذي سينتج عن السياسات النفطية السعودية سيؤدي على الأرجح الى ارتفاع حاد في الاسعار أكثر من المفترض"، وقال إن ذلك يعني أن "الاسعار قد تصل الى مستوى يتطلب استثماراً جديداً في عمليات الاستكشاف، وهو بالضبط ما لا تريده السعودية".

ولفت الكاتب الى أن "الشركات النفطية تقوم بإلغاء مشاريع جديدة بقيمة مليارات الدولارات نتيجة الانخفاض باسعار النفط"، محذراً من ان "الضائقة الاقتصادية التي تشعر بها الدول المنتجة للنفط وتشديد الميزانيات الذي سيترتب عليها سيساهم ايضاً وبشكل كبير بنقص الامدادات".

* الخطر الأمني الذي تواجهه تركيا

نشرت مجموعة "صوفان للاستشارات الامنية والاستخبارتية" تقريراً بتاريخ الرابع عشر من آذار مارس الجاري، تحدثت فيه عن وجود صلة بين تفجير أنقرة الأخير الذي أودى بحياة 27 شخصا على الاقل، والهجوم المسلح الذي استهدف منتجعا سياحيا في ساحل الحاج وأودى بحياة ستة عشر شخصاً على الاقل".

وقال التقرير إن "الهجومين يفيدان بان الفنادق والمنتجعات السياسية ستكون هدفاً للعمليات الارهابية، وأن تركيا ستبقى تعاني من زيادة الهجمات على غرار تفجير انقرة الأخير". ولفت الى أن "هذين الاتجاهين نابعان من زيادة التطرف عموماً في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وعدم قدرة الدول على التصدي للتهديد بشكل فاعل، وأن أغلب دول هذه المنطقة هي أضعف وأقل استقراراً مما تبدو، بمن فيها تركيا".

كذلك اعتبر التقرير أن "غرب وشمال افريقيا أصبحا يشكلان منطقة واحدة موسعة اكثر عرضة للهجمات الارهابية"، مشيراً الى "الهجمات التي استهدفت مواقع سياحية في دول مثل تونس ومالي وبوركينا فاسو، اضافة الى هجوم ساحل العاج الأخير".

وتوقع أن "تزيد فرنسا ودول أخرى مساعدتها لساحل العاج في مجال مكافحة الارهاب عقب هذا الهجوم الاخير"، محذرة بالوقت نفسه من أن مثل هذه الهجمات تلحق ضراراً كبيراً باقتصادات دول مثل ساحل العاج، حيث تؤدي الى تقليص أرباح السياحة".

وبالنسبة لتركيا، أشار التقرير الى أنها "تواجه تهديداً صاعداً بسبب الحرب في سوريا لا يتمثل فقط بداعش، وانما بالقتال الذي يدور جنوباً (في اشارة الى السوريين الاكراد)، والذي أشعل من جديد النزاع بين أنقرة وأكراد تركيا". معتبراً أن "تركيا تبدو غير قادرة على معالجة التهديد الارهابي على نحو لا يؤدي الى تعزيز النزاع، ما يعني أن التهديد لأمنها سيستمر".

بناء على كل ذلك، شدد التقرير على أن "لكلا الهجومين في أنقرة وساحل العاج أسبابًا محلية، الا أنهما يأتيان نتيجة تصاعد العنف المتطرف عموماً الذي هو نتيجة حتمية للنزاعات المستمرة، من ليبيا الى سوريا"، محذراً من أن "أغلب الدول في هذه المنطقة الممتدة بين القارة الافريقية وتركيا تبقى عرضة للفوضى الناتجة عن الارهاب".

 

2016-03-15