ارشيف من :آراء وتحليلات
قضية الصحراء .. والأزمة بين المغرب والمنتظم الأممي
تسببت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الصحراء الغربية في تدهور العلاقة بينه وبين المغرب التي لم يشملها بجولته التي تضمنت موريتانيا والجزائر ومخيمات الصحراويين في تندوف. كما زار المسؤول الأممي منطقة بئر لحلو التابعة للأراضي التي تسيطر عليها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والتي يسميها لاجئو تندوف الجزائرية من الصحراويين "الأراضي المحررة من الاحتلال المغربي"، بينما يسيطر المغرب على الجزء الآخر من الصحراء الغربية ويقيم جدارا يفصل بين الجزأين ويسمي الأراضي الخاضعة لسيطرته الصحراء المغربية.
لقد اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته، الأراضي الخاضعة للمغرب من الصحراء الغربية محتلة وهو تطور جديد في هذه القضية باعتبار الحياد في التصريحات الذي عرف عن الأمناء العامين السابقين للمنتظم الأممي. كما أنه وعد ببذل جهد لإجراء استفتاء تقرير المصير في أقرب وقت ممكن خاصة وقد قوبل في مخيمات تندوف بغضب شعبي عارم من قبل اللاجئين الصحراويين الذين رفض أطفالهم مصافحته.
العودة للقتال
ويتهم لاجئو تندوف الجزائرية من الصحراويين منظمة الأمم المتحدة بالمسؤولية عن أوضاعهم المعيشية المتدهورة. فقد تعهد المنتظم الأممي باجراء استفتاء تقرير المصير للصحراويين سنة 1992 وتم بموجب ذلك وقف إطلاق النار من قبل جبهة البوليساريو لكن مرت السنوات ولم يتم إجراء هذا الاستفتاء رغم تدهور الأضاع المعيشية للاجئين.
وتهدد جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب باستئناف العمل المسلح في حال لم يتم إجراء استفتاء تقرير المصير. وتخضع الجبهة لضغوط داخلية كبيرة تدفعها إلى العودة إلى القتال بعد أن ضاق اللاجئون ذرعا بأوضاعهم الكارثية خاصة بعد الأمطار الطوفانية الأخيرة التي هدمت بيوتهم الطينية على رؤوسهم.
مسيرة للتنديد
لذلك لم يجد بان كي مون حلًّا سوى إطلاق هذه التصريحات التي جعلت المغاربة ينظمون مسيرة للتنديد بها أمعنت في شتم الكوري الجنوبي الذي رد عليها بالإصرار على موقفه الذي أطلقه من تندوف. ما جعل كثيرا من المراقبين يتساءلون عن سر هذا الموقف الصارم غير المعتاد من الأمين العام خاصة وأن المغرب يدور في فلك القوى الغربية التي تهيمن على المنتظم الأممي.
وتتهم جهات مغربية الجانب الجزائري بالدخول على الخط والتأثير على منظمة الأمم المتحدة مثلما فعلوا مع الاتحاد الإفريقي الذي يضم الصحراء الغربية كدولة كاملة العضوية تحت مسمى "الجمهورية العربية الصحراوية". فيما تنفي الجزائر أية علاقة لها بالموضوع و تؤكد على أن استقبالها للاجئين الصحراويين على أراضيها سببه أنها دولة جوار ومن الطبيعي أن يلجأ الفارون من القتال إلى دول الجوار.
ويشار إلى أن الجنرال الإسباني فرانكو وقبل تصفية استعمار بلاده للصحراء الغربية سنة 1975 اقترح على المغرب وموريتانيا اقتسامها بينهما ورحب البلدان المغاربيان بالطلب ما جعل البوليساريو يدخل في حرب مع موريتانيا تراجع على إثرها الموريتانيون عن أطماعهم في الصحراء الغربية فيما نظم الملك المغربي الحسن الثاني مسيرة بشرية حاشدة من المغاربة مدعومة بالجيش سيطر بموجبها على أهم الأراضي الصحراوية.