ارشيف من :ترجمات ودراسات
بعد الانسحاب الروسي من سوريا.. المؤسسة الامنية الصهيونية تخشى أن ’تملأ إيران الفراغ’
يتابع المعنيون في المؤسسة الأمنية الصهيونية بحذر ما يجري في سوريا بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب جزء من قواته من سوريا.
وحسب موقع "والاه" الاخباري، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينسحب في وقت الذروة وفق رؤيته، وفي ذلك رسالة إلى الغرب والشرق الأوسط بأنّه لازال يتحكم بزمام الأمور، وأنه يتخذ قرارات دون أيّ عملية عسكرية أو سياسية تفرض عليه الانسحاب. بالنسبة له، العملية السياسية الدائرة حول مستقبل المنطقة ووقف إطلاق نار نسبي، هي مبرّرات جيدة للإنسحاب. لكن ليس واضحًا بعد إن كانت هذه الخطوة ستعيد خلط الأوراق في الجبهة الشمالية وإن كانت روسيا ستتوقف عن منح المظلة الجوية لسوريا، وحزب الله وإيران، أو أنها ستواصل هجماتها من الجوّ والبحر ضد أهداف لداعش وبقية التنظيمات السورية المسلحة.
وكشف موقع "والاه" أن "تل أبيب" لم تسارع للرد على الخطوة الروسية، التي فاجأتها جدًا - حسب كلام رئيس هيئة الأركان العامة غادي ايزنكوت يوم امس، لكن من الواضح أيضًا أنّ النتيجة الفورية لهذه الخطوة في المرحلة الحالية ليست لصالح "إسرائيل". فعلى الرغم من المخاوف في المؤسسة الأمنية في "تل أبيب"، والتي بدأت قبل سبعة أشهر مع الإعلان الروسي عن إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا وآلية تنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، إلّا أن الاستقرار الإقليمي بقي على ما هو عليه، في الجولان وعلى الحدود اللبنانية تحديداً".
موقع والاه الإخباري الاسرائيلي
ولفت الموقع الى أن "الخشية الحقيقية في "تل أبيب" الآن بعد الانسحاب الروسي من الاجواء السورية هي أن يدخل الإيرانيون مكانهم بكلّ قوة ويصبحون أصحاب التأثير الأكبر على الساحة السورية والجوار ودون أيّة كوابح، فالإيرانيون هم الذين قاموا بخطوات محدّدة بهدف تشتيت الانتباه الإسرائيلي، وقد يعيدون المناوشات إلى شمال هضبة الجولان".
وشدد الموقع على أن "بوتين لن يسارع إلى التخلّي عن الانجازات التي حققها حتى هذه اللحظة في المنطقة، ولا سيما خروجه من عزلته السياسية على خلفية المواجهة السياسية مع أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ومن العقوبات التي أثّرت سلبًا على الاقتصاد الروسي".
وخلص الموقع الى أن "دلالات قرار بوتين هي أنه سيبقي رِجله أمام الباب مانعًا إغلاقه، خلافًا لرغبة تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية الواضخة. لذلك تتطلب هذه المرحلة مزيدًا من الصبر لرؤية ما الذي سيترجم من كلام بوتين على أرض الواقع وما حجم قواته التي سيعيدها إلى روسيا. الوضع الحالي يسمح له مستقبلًا بالتراجع عن قراره وإعادة نشر قوات على الأرض بحجم مماثل لما تبقى في سوريا في أسرع وقت ممكن".
"السؤال المطروح حاليًا في الغرف المغلقة بين كافة أجهزة الاستخبارات الغربية هو: كيف ستفسّر هذه الخطوة من قبل تنظيمات المعارضة السورية المسلحة؟ وهل سترفع من مستوى حافزية "داعش" ومُضاعفة هجماتها ضد النظام السوري وحزب الله بهدف إرساء قواعد لعبة جديدة؟"، ختم "والاه".