ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: إيران ’موقع لا غنى عنه’ في أي اتفاق سياسي في سوريا
شدَّد باحثون على أن الانسحاب الجزئي الروسي من سوريا لا يمثل "خروجاً" من سوريا، إذ أن لا بديل لموسكو حالياً عن نظام الرئيس بشار الاسد.كما اعتبر الباحثون أن هذا الانسحاب سيقوي موقف إيران مع الاسد ويجعل موافقة إيران على أي اتفاق سياسي في سوريا مسألة لا غنى عنها. من جهة أخرى اعتبرت مجموعة بارزة تعمل في مجال الاستخبارات والامن أن مقتل المدعو "أبو عمر الشيشاني" (في حال صح نبأ مقتله) ضربة قوية لداعش، لكنها حذرت بالوقت نفسه من استمرار التهديد الذي يشكله مجندو داعش من القوقاز لروسيا، حتى وان كان الشيشاني قد قتل.
تعزيز الدور الايراني في سوريا مع الانسحاب الجزئي الروسي
كتبت الباحثة في معهد الشرق الاوسط في واشنطن "رندا سليم" مقالة نشرت في مجلة "فورين بوليسي"، بتاريخ الثامن عشر من آذار مارس الجاري والتي حملت عنوان "خطة بوتين المدروسة لسوريا"، وقد شددت فيها الكاتبة على ان الانسحاب العسكري الروسي الجزئي لا يمثل "خروجًا من سوريا" على غرار الانسحاب الاميركي من العراق على سبيل المثال. وأشارت الباحثة الى ان بوتين سيبقي ما يكفي من التجهيزات العسكرية بحيث سيكون قادراً على اعادة ارسال قواته متى شاء، مضيفة ان وزارة الدفاع الروسية قد اعلنت يوم امس الجمعة انها نفذت قرابة أربع وعشرين غارة جوية لدعم تقدم قوات النظام باتجاه مدينة تدمر.
بالتالي، قالت الكاتبة أن أي كلام عن أن هذا الانسحاب الجزئي سيغير مسار الحرب لصالح المعارضة ليس إلا تمنيات واهمة، واعتبرت ان موسكو دخلت سوريا من اجل منع هزيمة نظام الاسد وتحصين وضعه على المدى الطويل وان هذين العاملين هما الاساسيان وراء سياسة روسيا ازاء سوريا. ورأت ان موسكو تعتبر بان هذه الاهداف قد تحققت، لكنها ستكون مستعدة لاعادة ارسال القوات اذا ما شعرت بأن النظام مهدد.
أشارت الكاتبة في سياق مقالتها إلى أنه بات جليًّا أن بوتين إنما يعتقد في الوقت الراهن أن وضع الأسد أصبح في مأمن، وأنه على يقين بأن النظام لن يواجه تهديدًا وجوديًا في اي وقت قريب نظراً الى المعادلة العسكرية على الارض والحقائق الجيوسياسية، خاصة من امتناع الولايات المتحدة عن الانخراط العسكري في سوريا.
هذا فيما لفتت الكاتبة الى أن الدبلوماسية الروسية تجاه سوريا قد اعادت تثبيت موسكو لاعبًا اقليمًّا اساسيًّا،حيث قالت ان الدور الذي لعبته موسكو في رعاية مجموعة العمل الدولية لسوريا قد ثبَّتت مكانة روسيا كقوة دولية ما يؤكِّد أن أي اتفاقيات سياسية مستقبلية في سوريا ستضمن بدورها المصالح الروسية.
واعتبرت الكاتبة ايضاً أن التنازلات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة مهَّدت للتعاون الثنائي حيال سوريا، اذ أشارت الى أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يقدم خارطة طريق لوقف إطلاق النار وعملية سلام في سوريا لا يتطرق الى ذكر الأسد، وذلك بناء على طلب كل من روسيا والصين. بينما أضافت ان روسيا في المقابل قد تخلت عن رفضها بان يشمل وقف الاعمال العدائية كل من احرار الشام وجيش الاسلام.
مجلة فورين بوليسي
وتوقعت الكاتبة ان يخضع بوتين لاختبارين لجهة قدرته على صنع السلام في سوريا، حيث اعتبرت أن عليه اولاً تسوية خلافاته مع الولايات المتحدة ومن ثم اقناع حلفائه في دمشق وطهران بالتخلي عما اسمته "مواقفهما المتشددة" حيال نتيجة الحل السياسي للنزاع.
الكاتبة اكدت استمرار وجود الخلافات الروسية الاميركية في قضايا رئيسية، بما فيها تشكيلة السلطة الانتقالية وتفويضها، اضافة الى دور الاسد في المرحلة الانتقالية والجماعات التي يجب أن تصنف ارهابية، وكذلك دور العدالة الانتقالية في اي اتفاق سلام.
وقالت الكاتبة ان موسكو وواشنطن يبدو أنهما احرزتا بعض التقدم في حل الخلافات حول "اللامركزية في سوريا ما بعد الاسد، اذ رأت ان روسيا اصبحت قابلة للبحث في إمكانية انشاء نموذج فدرالي في سوريا في حال وافق السوريون على ذلك".
الكاتبة اعتبرت ايضاً أن مصير الاسد سيكون الاختبار الاساس لبوتين مع ايران، حيث قالت انه وبينما لن يألو كل من طهران و موسكو جهداً في إبقاء الاسد بالسلطة في غياب الاتفاق السياسي، الا ان الخلاف يكمن حول دور الاسد في المرحلة الانتقالية. وزعمت ان موسكو قد تقبل باتفاق على مشاركة السلطة لا يشمل الاسد، بينما لن تقبل طهران بذلك، مشيرة الى ان قوات حرس الثورة الايرانية تعتبر الاسد الضامن الذي سيمنع سوريا من ان تصبح قاعدة لتنفيد اجندات معادية لايران وحزب الله.
الكاتبة أضافت أن لروسيا شبكة قديمة من العلاقات في تركيبة النظام السوري وداخل المجتمع السوري، بينما المحاور الأساس لايران في سوريا طالما كان الرئيس الاسد. واشارت الى ان الاسد ومنذ تسلمه السلطة عام 2000، قد استثمر الوقت والجهد من اجل تعزيز علاقاته مع طهران وحزب الله اكثر من اي طرف آخر.
وعليه، توقعت بان يؤدي قرار بوتين الانسحاب الجزئي من سوريا الى تعزيز قناعة الاسد بان رهانه على طهران وحزب الله كان في محله، مشيرة بالوقت نفسه الى ان ذلك سيجعل بوتين يعتمد اكثر على استعداد طهران لمساعدته على ما اسمته "كبح جماح الاسد" بغية التوصل الى حل سياسي. وبالتالي اعتبرت ان ذلك سيجعل من طهران "موقعا لا غنى عنه" على اي اتفاق سياسي في سوريا.
أهمية ودلالات مقتل "أبو عمر الشيشاني"
مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخبارية نشرت تقريراً بتاريخ الثامن عشر من آذار مارس الجاري، حمل عنوان "ما يتركه الشيشاني"، سلطت فيه الضوء على إعلان البنتاغون في الرابع عشر من آذار مارس الجاري مقتل المدعو "أبو عمر الشيشاني" في غارة جوية الاميركية. وشددت المجموعة على انه وفيما لو صح نبأ مقتل الشيشاني، الذي وصفته "بوزير الدفاع لدى داعش"، فإن ذلك سيشكل ضربة قوية لداعش على صعيد الدعاية التي تمارسها الجماعة. وأشارت الى ان ظهور الشيشاني كان بارزاً في المواد الدعائية التي تستخدمها داعش، خاصة تلك التي كانت ترمي الى تجنيد المقاتلين من القوقاز.
المجموعة شددت على ان الشيشاني كان قائدًا عسكريًّا ماهرًا، وبالتالي فان دعاية داعش جعلت منه أيقونة لمدى قوة الجماعة، وحققت نجاحات كبيرة على هذا الصعيد. وأضافت ان 2,400 مواطن روسي على الاقل قد توجهوا الى سوريا والعراق من اجل القتال هناك، وأن اغلب هؤلاء هم من منطقتي الشيشان ودغستان في شمال القوقاز.كما أشارت الى ان اكثر من مئة شخص توجهوا الى سوريا و العراق من آذربيجان، اضافة الى خمسين شخصاً من جورجيا.
وعليه، حذرت المجموعة من انه حتى فيما لو قتل الشيشاني فعلاً، فإن التهديد الذي يشكله العناصر التابعة له يبقى موجوداً. وتحدثت عن مهارات قتالية اكتسبها الكثير من هؤلاء العناصر جراء مشاركتهم بالقتال في العراق وسوريا، مشيرة الى ان ذلك يجعل منهم "ارهابيين فاعلين". بالتالي حذرت من انه وبينما تضعف داعش في المناطق التي تسيطر عليها، فإن المزيد من مقاتلي الجماعة سيتشتتون، ما قد يعني بأن العديد من المقاتلين من القوقاز سيعودون الى اوطانهم ويقومون بعمليات "جهاد" ضد الدولة الروسية. ولفتت المجموعة الى أن داعش سبق وأعلن "ولاية القوقاز"، معتبرة ان ذلك يعكس رغبة بإعادة اشعال النزاع هناك. وعليه حذرت المجموعة من أن عودة "مئات او حتى آلاف المحاربين القدامى" من سوريا الى القوقاز تشكل تهديدًا حقيقيًّا للدولة الروسية، حيث قالت ان القوات الروسية المتمركزة في شمال القوقاز قد تتعرض لعدد متزايد من الهجمات التي ستستهدف اماكن حكومية ومدنية.
السعودية
من جهة ثانية، نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً بتاريخ 18 الجاري، كشفت فيه بان السعودية توظف مستشارين في مجال العلاقات العامة بغية تلميع صورتها. وقالت الصحيفة أنها حصلت على وثائق سرية تكشف مخاوف منظمات حقوق الإنسان من ان بعض الموكلين يساعدون الرياض على تبرئة نفسها من الانتهاكات في مجال حقوق الانسان.
وأفاد التقرير ان شركة تسمى "Qorvis" قامت بتوزيع مقالة بالنيابة عن النظام السعودي، حيث بدا فيه وكأنها تدافع عن اعدام المدنيين في السعودية، بمن فيهم من هو دون الثامنة عشرة من العمر.
وجاء في التقرير ان صحيفة الاندبندنت كشفت عن رسالة وجهها مجموعات حقوقية الى الشركة المذكورة والتي تعمل في مجال العلاقات العامة، حيث اعتبرت المجموعات الحقوقية ان ما قامت به شركة “Qorvis” ساهم بتمتين العلاقات السعودية الاميركية على الصعيدين الحكومي والشعبي.
وأشار التقرير الى ان "Qorvis" وبعد تعرضها لانتقادات دولية، قامت بحذف قسم على موقعها الالكتروني الذي يسمى السعودية من بين موكليها، مضيفاً ان الشركة رفضت التعليق على الموضوع او الحديث عن النشاطات التي تمارسها لصالح الرياض.
وفي سياق متصل تحدث التقرير عن مجلة الكترونية تديرها السفارة السعودية في واشنطن اسمها "Arabia Now"، حيث لفت الى ان المجلة هذه تقدم صورة مختلفة تماماً عما يجري في السعودية مقارنة مع وسائل الاعلام الدولية المعروفة.
واعتبر التقرير ان ما تنشره "Arabia Now" من مديح للنظام السعودي يكشف الكثير لجهة المساعي السعودية في مجال تقديم نفسها الى العالم وتلميع صورتها العالمية.