ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: علاقات واشنطن- الرياض تزداد هشاشة

الصحف الاجنبية: علاقات واشنطن- الرياض تزداد هشاشة

رأت صحف أميركية بارزة أن انتقاد الرئيس الاميركي باراك اوباما للسعودية يشكل سابقة على صعيد العلاقات بين واشنطن والرياض، معتبرة أن الشراكة السعودية - الاميركية تزداد "هشاشة".

 

كما اعتبرت صحف أخرى ان من أبرز أهداف زيارة أوباما التاريخية الى كوبا هو تحسين مكانة واشنطن في اميركا اللاتينية، فيما كشفت صحف بريطانية عن خطة لتصعيد التهديد الارهابي في لندن.

 


السعودية المتطرفة

نشر مجلس تحرير صحيفة نيويورك تايمز مقالة اليوم بتاريخ الحادي والعشرين من آذار/ مارس الجاري بعنوان "توبيخ رئاسي للسعوديين"، شددت فيها على ان الانتقادات التي وجهها اوباما الى القيادة السعودية والتي وردت في مقالة الصحفي “Jeffrey Goldberg” هي من الحالات النادرة التي يوجه فيها رئيس اميركي نقداً علنياً الى دولة صديقة.

وأشارت الصحيفة الى ان اوباما لطالما اعتبر السعودية وغيرها من الدول العربية مجتمعات قمعية تعتمد على تفسير الاسلام بأنه متشدد ومتطرف،  كما اعتبرت ان الشراكة بين الرياض وواشنطن التي تعود الى ما قبل عقود والتي جاءت نتيجة العداء تجاه الاتحاد السوفياتي والاعتماد الاميركي على النفط السعودي، اعتبرت ان هذه الشراكة تزداد هشاشة.

الصحف الاجنبية: علاقات واشنطن- الرياض تزداد هشاشة

هذا وسلطت الصحيفة الضوء على ما ورد من كلام لاوباما في مقالة "Goldberg" بانه لا يمكن التوصل الى حل لمشكلة "الارهاب الاسلامي" قبل ان "يتكيف الاسلام مع العالم المعاصر" - وفق تعبيره- مضيفاً، أن القيادة الحاكمة في السعودية اليوم لا تبرز اي اهتمام حقيقي بالتجديد، خاصة في ظل المشاكل الاقتصادية التي تعانيها الرياض جراء انخفاض اسعار النفط.

كما لفتت الصحيفة الى ان اوباما دفع النقاش عن العلاقات السعودية الاميركية الى العلن بعد ان كان يخاض خلف الكواليس، لكنها تساءلت في الوقت نفسه عما إذا كان باستطاعة واشنطن القيام بشيء للتشجيع على الاصلاحات الحقيقية. وتوقعت ان يتولى الرئيس الاميركي المقبل مهمة اعادة النظر في كيفية التقدم بالعلاقات الاميركية السعودية.

زيارة اوباما الى كوبا


من جهتها، صحيفة "لوس انجلس تايمز" نشرت تقريراً بتاريخ العشرين من الجاري قالت فيه ان زيارة اوباما الى كوبا، التي هي الاولى له منذ قرابة تسعين عاماً، انما ترمي الى ترسيخ جهوده بشان تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وجعل العملية غير قابلة للالغاء من قبل اي ادارة اميركية جديدة، اضافة الى تحسين مكانة اميركا في منطقة اميركا اللاتينية. ولفت التقرير الى تصريح اوباما عقب وصوله الى العاصمة الكوبية هافانا بان زيارته التي تستمر ثلاثة ايام هي "مجرد خطوة اولى".

غير ان التقرير اشار في الوقت ذاته الى انه وعلى الرغم من ان الرئيس الكوبي "Raul Castro" متحمس لاستقبال اوباما، الا ان الحكومة الكوبية عازمة على التأكيد على القيم الاشتراكية وتصر على عدم الخضوع للارادة الاميركية.

ولفت التقرير الى ان المسؤولين الكوبيين قالوا خلال الايام الاخيرة ان رفع الحظر الاقتصادي الاميركي المفروض منذ نصف قرن هو الذي سيفيد الشعب الكوبي بشكل حقيقي، وليس الإجراءات الأقل أهمية التي اعلنت عنها ادارة اوباما.

واستشهد التقرير بتصريح ادلى به وزير الخارجية الكوبي "Bruno Rodriguez" الاسبوع الفائت، والذي قال فيه ان "بعض المسؤولين الحكوميين الاميركيين صرّحوا مؤخراً بان هدف الاجراءات الاخيرة هو تمكين الشعب الكوبي"، مضيفاً ان "الشعب الكوبي قد مكّن نفسه منذ عقود"، وذلك في اشارة الى ثورة عام 1959 التي  ادت الى وصول "Fidel Castro" الى السلطة وانشاء حكومة شيوعية معادية للولايات المتحدة.

كما اشار التقرير الى كلام "Rodriguez" (وزير الخارجية الكوبي) بان تحقيق التغيير على مستوى الداخل الكوبي ليس "موضوعاً على طاولة التفاوض في اطار العلاقة الجديدة مع الولايات المتحدة". وشدد التقرير على ان اي تغييرات اضافية في كوبا لن تأتي على الارجح قبل انعقاد المؤتمر السنوي للحزب الشيوعي الشهر المقبل، فيما لفت بالوقت نفسه الى أن أوباما انما يعتبر بان الخطوات باتجاه تطبيع العلاقات ستخدم في النهاية المصالح الاقتصادية والدبلوماسية الاميركية، مشيراً الى ان الوفد الذي يرافق اوباما في زيارته يضم رجال أعمال واصحاب مشاريع.

صحيفة الغارديان البريطانية بدورها نشرت تقريراً بتاريخ العشرين من الجاري اشارت فيه الى ان الوفد الاميركي الذي يرافق اوباما في زيارته الى كوبا يتألف مما بين 800 و1200 شخص، مضيفة ان الزيارة تدل على مدى تصميم ادارة اوباما على انهاء حالة العداء التي تعود الى فترة الحرب الباردة، وعلى تأمين الارث الدبلوماسي لرئاسة اوباما.

واشار التقرير الى رأي الخبراء الذين يعتبرون ان عودة العلاقات الاميركية الكوبية تتعلق بالتغييرات في السياسة الاميركية بقدر ما تتعلق بالتغييرات على صعيد الداخل الكوبي.
ونقل التقرير عن الباحث "Kevin Casas-Zamora" الذي سبق و كان نائب رئيس دولة "Costa Rica" ان هدف الانفتاح الاميركي على كوبا ليس من اجل حصول تغييرات في الداخل الكوبي، اذ اعتبر ان اوباما لا يقوم بهذه الخطوة من اجل كوبا و انما من اجل الولايات المتحدة لان الموضوع "اصبح محرجاً للولايات المتحدة وعقبة اساسية في اطار العلاقات الاوسع مع منطقة اميركا اللاتينية".

الصحف الاجنبية: علاقات واشنطن- الرياض تزداد هشاشة

كما استشهد التقرير بالهزيمة التي تلقاها المرشح الجمهوري السابق للرئاسة الاميركية "Marco Rubio" (الذي اعلن مؤخراً انسحابه من السباق) في ولاية فلوريدا، اذ اعتبر ان الهزيمة هذه انما تدل على ان حالة الكراهية لدى الكوبيين الاميركيين تجاه الحكومة في هافانا لم تعد مسألة حامسة عند الناخبين الكوبيين الاميركيين في هذه الولاية. (فلوريدا طبعاً معروفة بعدد السكان الكوبيين الاميركيين وكان "Rubio" معروفاً بخطابه المتشدد ضد الحكومة في هافانا)

هذا فيما لفت التقرير الى استطلاع اجرته جامعة فلوريدا الدولية كشف انخفاض مستوى التأييد للقطيعة الدبلوماسية مع كوبا لدى الكوبيين الاميركيين الاصغر سناً. وشرح بان الجيل الاصغر من الكوبيين الاميركيين مهتم اكثر بالقضايا الاقتصادية وليس السياسية، و يريد ان يرى الازدهار في بلده الام.

غير ان التقرير نبه ايضاً الى وجود معارضة شرسة داخل الكونغرس للانفتاح على كوبا، واستشهد التقرير بما قاله نائب مستشار الامن القومي الاميركي "Ben Rhodes" الذي سبق وزار هافانا هذا الاسبوع للتمهيد لزيارة اوباما، بان واشنطن "تريد جعل عملية التطبيع غير قابلة للالغاء".

كما اشار التقرير الى كلام "Rhodes" للصحفيين في واشنطن بأنه وبينما الرسالة التي كانت توجه في السابق جراء سياسات اميركية معينة كانت تفيد بان الولايات المتحدة تسعى الى تغيير النظام، فان اوباما سيوجه رسالة واضحة خلال زيارته بان الولايات المتحدة ليست دولة عدائية تسعى الى تغيير النظام.

لندن امام تصاعد الخطر الإرهابي

صحيفة الاندبندنت البريطانية نشرت تقريراً ايضاً بتاريخ العشرين من الجاري أشارت فيه الى المعلومات التي تفيد باصدار التعليمات الى قوات الشرطة في لندن بالاستعداد لسيناريو حصول ما يصل الى عشر هجمات ارهابية متزامنة في انحاء مختلفة من العاصمة لندن، وذلك في تصعيد دراماتيكي للاجراءات المتخذة على ضوء هجمات باريس الاخيرة.

ولفت التقرير الى المعلومات التي تحدثت عن تعزيز الحملة التي تشنها الشرطة البريطانية على الاسلحة النارية، اذ قال ان تشديد الاجراءات الامنية تأتي بعد ضبط عصابة اتهمت بتهريب شحنة سلاح من اوروبا الشرقية الى بريطانيا.

كما تحدث التقرير عن المعلومات التي افادت بان "وكالة الجريمة الوطنية البريطانية"، التي لعبت دوراً محورياً في العملية التي ادت الى اعتقال المشتبهين بقضية تهريب السلاح، تلقت تعليمات جديدة وسط مخاوف من وقوع هجوم ارهابي على غرار هجمات باريس الاخيرة، قد ينفذه العائدون من سوريا.

كذلك لفت التقرير الى الكلام الذي نسب الى وزير بريطاني رفض الكشف عن اسمه، بان هجمات باريس قد اثبتت انه يجب الاستعداد لما يزيد عن ثلاث هجمات متزامنة، وبان الاجهزة البريطانية اصبحت مستعدة لسيناريو عشر هجمات متزامنة.

واشار التقرير ايضاً الى ما ورد من معلومات عن وضع افواج من الجيش المتمركز على اطراف لندن في حالة تأهب تحسباً لاي هجوم ارهابي منسق في العاصمة البريطانية.

كما نقل التقرير عن متحدثة باسم وكالة الجريمة الوطنية البريطانية بان مشهد التهديد في المملكة المتحدة قد تغير بشكل كبير على ضوء الهجمات التي شهدتها القارة الاوروبية مؤخراً، "بما فيها هجمات باريس".

انشاء مركز استخباراتي اميركي ضخم في بريطانيا

صحيفة الاندبندنت ايضاً نشرت تقريرا بتاريخ 20 الحالي، تطرق الى ما ورد من معلومات بان وزارة الحرب الاميركية البنتاغون ستعلن هذا الاسبوع عن انشاء مركز استخباراتي جديد في بريطانيا بقيمة مئتي مليون جنيه استرليني، ليكون مقرّاً لجمع وتحليل المعلومات العسكرية الاميركية في اوروبا وافريقيا.

واوضح التقرير ان المركز هذا سيوظف نحو 1250 شخصًا يقومون بتحليل المعلومات الواردة من اكثر من خمسين بلداً، مضيفاً انه من المقرر أن تنتهي عملية انشاء المقر العام المقبل.

كما افاد التقرير نقلاً عن وثائق عسكرية الاميركية أن هذا المركز سيكون في الخطوط الامامية للنشاطات الاستخباراتية وسيضم موظفين من وكالات استخباراتية بريطانية معينة.

 

2016-03-21