ارشيف من :آراء وتحليلات

هل تنجح دول جوار ليبيا في تجنب عدوان خارجي؟

هل تنجح دول جوار ليبيا في تجنب عدوان خارجي؟

شهد اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا الذي عُقد في تونس حرصًا من جميع الأطراف المشاركة، بما في ذلك الطرف الأممي، على ضرورة الإسراع بأن ينخرط جميع الفرقاء في العملية السياسية والموافقة على حكومة الوحدة الوطنية. فالمستفيد الوحيد من بقاء الحال على ما هو عليه في ليبيا هي الجماعات الإرهابية التي تتوسع رقعة انتشارها في بعض المدن الليبية.

ولعل السبيل الوحيد الذي تراه الدول المشاركة في هذا الاجتماع لمحاربة داعش "وما جاورها" فكريًّا وعقائديًّا في ليبيا هو تقوية الجيش الليبي تدريبًا وتسليحًا، ليتكفل بهذه المهمة وليبسط سلطته على إقليمه. ويبدو أن هذه الدول ستدعم دون هوادة هذا الخيار باعتبار الترابط في الأمن الإقليمي بينها وبين ليبيا خاصة، وأن عملية بن قردان الأخيرة التي شهدتها تونس جاء أغلب المتورطين فيها من التراب الليبي لتساندهم "خلايا نائمة" من الداخل التونسي.

هل تنجح دول جوار ليبيا في تجنب عدوان خارجي؟

التدخل الخارجي

وتـأمل دول جوار ليبيا في أن يقود هذا الخيار في محاربة الإرهاب، المشار إليه، إلى تجنيب ليبيا تدخلًا خارجيًّا أطلسيًّا، يأتي للهمينة على ثروات الطاقة، بتعلة محاربة الإرهاب وحماية المنشآت النفطية. لذلك رأى البعض أن هذا الاجتماع هدف بالأساس إلى سحب البساط من تحت أرجل القوى الغربية التي تستعد للحرب على ليبيا وتلوح بها منذ مدة.


فهناك جبهة حقيقية بصدد التشكل رافضة للعدوان الخارجي على ليبيا وتقدم وجهة نظر بديلة عن تلك التي تقدمها بلدان فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها. حتى أن بعض المشاركين في هذا الاجتماع صرح بما مفاده أن دول جوار ليبيا ستعمل ما في وسعها على عدم تقديم ليبيا لقمة سائغة للقوى الغربية مثلما فعل بعض جيران العراق ببلاد الرافدين في وقت ما، وأنه وجب أن يعرف العالم أن هناك حلولا بديلة لحل العدوان الخارجي يمكن أن تساهم في حل الأزمة الليبية.


العاصمة طرابلس


ولعل المشكلة التي واجهت دول جوار ليبيا المجتمعين في تونس هي كيفية الدفع باتجاه أن تستقر حكومة الوحدة برئاسة فايز السراج في العاصمة طرابلس التي يسيطر عليها قوات فجر ليبيا ذات التوجهات الإخوانية. فهذه الحكومة تقيم مؤقتا في تونس، خاصة وأنها ما زالت لا تحظى بإجماع كل الفرقاء الليبيين، على الرغم من أنها حكومة مؤقتة وسيقتصر عملها على تسيير عجلات الدولة ومحاربة الإرهاب وإنهاء العملية السياسية المتمثلة في كتابة دستور وتنظيم انتخابات تنبثق عنها مؤسسات دائمة.


ويرى بعض المحللين بأن دول جوار ليبيا إذا كانت جادة فعلا في حل الأزمة الليبية عليها بالتوجه إلى القوى الخارجية الداعمة للفرقاء الليبيين عربيا ودوليا وإيجاد السبل لإقناعها أو إكراهها على إجبار من تدعم في ليبيا على عدم عرقلة المسار السياسي الذي تدعمه دول الجوار. فلا فجر ليبيا المقيمة في طرابلس ولا جماعة طبرق في الشرق ولا غيرهما قادرون على عدم الامتثال لإملاءات الداعمين والممولين والحاضنين من خارج البلاد، فمفتاح الحل في ليبيا وباختصار ليس فقط في طرابلس وطبرق بل في عواصم غربية وخليجية وربما أيضا في الأناضول التركي، معبر الإرهاب والإرهابيين.

2016-03-25