ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: تصاعد وتيرة أحكام الاعدام في السعودية
ذكرت صحف غربية بارزة أن السعودية نفذت حكم اعدام جديد، ما أوصل بعدد الاعدامات في السعودية لهذا العام الى 76، مضيفة أن الرياض تواجه انتقادات متزايدة في دول أوروبية على ضوء هذه الممارسات.
من جهة أخرى، اعتبر باحثون أن زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى موسكو تؤكد وجود مصالح مشتركة اميركية روسية في كل من سوريا واوكرانيا. وفي الوقت نفسه حذر باحثون آخرون من أن أوروبا تعاني ثغرات في مجال مكافحة الارهاب.
وتيرة الاعدامات في السعودية إلى تزايد
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً بتاريخ الرابع والعشرين من شهر آذار مارس الجاري والذي اشارت فيه الى ان السعودية قامت باعدام شخص جديد، ما رفع عدد الاعدامات التي قامت بها الرياض خلال هذا العام حتى الآن الى ستة وسبعين.
وأشار التقرير الى اعلان وسائل الاعلام السعودية اعدام المدعو عبدالله الحربي، لافتاً الى ما تقوله منظمة العفو الدولية بان وتيرة الاعدامات في السعودية هي الأعلى منذ عشرين عاماً، إذ ان عدد الاعدامات طوال عام 2015 الماضي وصل الى 153، مقارنة مع ستة وسبعين خلال الأشهر الثلاثة الاولى فقط من عام 2016 الحالي.
وشدد التقرير على ان وتيرة الاعدامات قد ارتفعت بشكل دراماتيكي منذ تسلم الملك سلمان العرش اوائل عام 2015، مضيفاً ان السعودية تواجه الانتقادات من مجموعات حقوقية بسبب كثرة تنفيذ عقوبة الاعدام، حيث ان السعودية هي من اكثر الدول التي ينفذ بها هذا الحكم.
وقال التقرير ان من بين الاشخاص الذين يواجهون الاعدام الصحفي علاء برنجي، وهو ناشط في مجال حقوق المرأة. واشار الى ان الاخير اتهم بالارتداد وحرم من حق تعيين محام، بحسب منظمة العفو الدولية.
هذا فيما نبه التقرير الى ان السعودية تواجه انتقادات جديدة في بريطانية بعد ما بث تلفزيون بريطاني فيلمًا وثائقيًّا يظهر الاعدامات العلنية وعرض الجثث في الشوارع.
زيارة كيري الى موسكو
صحيفة الاندبندنت ايضاً نشرت مقالة كتبتها الصحيفة "Mary Dejevsky" والتي اعتبرت أن بقاء وزير الخارجية جون كيري في موسكو لمدة ثلاثة ايام (مدة طويلة لاي دبلوماسي اجنبي) إنما يدل على مدى اهمية الزيارة التي يقوم بها كيري الى موسكو والتي تنتهي اليوم الجمعة، وكذلك على مدى حساسية المرحلة الحالية.
ورأت الكاتبة ان هذه الزيارة تتمحور حول مصالح اميركية روسيا مشتركة في سوريا واوكرانيا. فقالت ان لقاء كيري "الرئاسي" مع فلادمير بوتين يدل بدوره على مدى الاهمية التي تعطيها موسكو لهذه الزيارة. واضافت ان كلًّا من موسكو وواشنطن استثمرت سياسياً بشكل كبير بمحادثات جنيف حول سوريا، حيث لا يمكن ان يقبل أي منهما بفشل هذه المحادثات.
هذا فيما اكدت الكاتبة ايضاً على اهمية ملف اوكرانيا في هذه الزيارة، مشيرة الى ان كلًّا من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا ربما يشعرون بانه يمكن انجاز تسوية في الملف الاوكراني. واشارت الى ان اتفاق "مينسك 2" لوقف اطلاق النار الذي وقع عليه في شهر شباط فبراير العام الماضي ناجح بشكل عام حتى الآن.
وأضافت ان موسكو قد اعلنت انها ستلتزم من جهتها بالاتفاق فيما يخص بالتحديد وحدة الاراضي والمناطق الحدودية، لكن فقط عندما تلتزم كييف بتعهداتها.
بالتالي اشارت الكاتبة الى ان موسكو ربما تأمل من الولايات المتحدة واوروبا ممارسة الضغوط على كييف كي تلتزم الاخيرة بتعهداتها، مضيفة ان المحادثات التي اجراها كيري في موسكو تناولت هذه القضية. واعتبرت انه وخلافاً للرأي الغربي السائد، فان مصالح روسيا الامنية في اوكرانيا لم تكن ابداً زعزعة الاستقرار في البلاد او حتى القبول "بنزاع مجمد"، حيث رأت ان روسيا تريد دولة جارة مستقرة.
تحولات في الداخل الاميركي
من جهته، رئيس "مجلس العلاقات الخارجية" "Richard Hass" كتب مقالة نشرت على موقع "Project Synidcate" بتاريخ الرابع والعشرين من آذار مارس الحالي والتي حملت عنوان "حالة الولايات المتحدة".
الكاتب حذر من ان المزاج السائد داخل الولايات المتحدة اليوم هو القلق، ان لم يكن الغضب. وقال ان في ظل هذا الجو السائد، هناك حالة من الكراهية تجاه من يوصف "بالسياسي المحترف"، ما يصب في مصلحة المرشحين للرئاسة الاميركية "المناهضين للمؤسسة السياسية"، والذين يحبذون سياسات مناهضة للتجارة الحرة والاصلاحات في مجال الهجرة ويطالبون بإصلاحات جذرية لسياسات الضرائب والانفاق.
وأشار الكاتب الى ان المزاج الشعبي الغاضب هذا (والذي هو سبب تصدر ترامب للمتسابقين الجمهوريين) يعود الى عوامل مثل نسبة النمو الضعيفة في الدخل لدى العائلات الاميركية، اضافة الى الخوف من فقدان الوظيفة بسبب التنافس الاجنبي والتكنولوجيات الجديدة والاستعانة بمصادر خارجية.
كما تحدث الكاتب عن تضاؤل الفرص في الداخل الاميركي، معتبراً ان الحلم الاميركي يتم استبداله بالوعي الطبقي - ما يعد تغييراً كبيراً لبلد اسس على فكرة ان اي احد قادر على تحسين وضعه اذا ما اجتهد بالعمل.
الا ان الكاتب قال ان اسباب القلق والغضب لا تختصر فقط بالقضايا الاقتصادية، اذ إن هناك حالة من الشعور بانعدام الامن، سواء كان بسبب الجريمة او الخوف من الارهاب. واضاف ان هناك قلقا ايضاً في بعض المجتمعات من المسار الثقافي والاجتماعي.
وحذر الكاتب من ان كل ذلك سيشكل تحدياً كبيراً للرئيس الجديد وللكونغرس، اذ ان الانقسامات داخل الحزبين الديمقراطي و الجمهوري اضافة الى الانقسامات بين الحزبين، ستجعل التوصل الى تفاهمات وانشاء التحالفات امور مستحلية.
وتحدث الكاتب عن تقليص الدعم الشعبي للتجارة الحرة، اذ ان الكثيرين يتعبرون ان التجارة الحرة تتسبب بفقدان الوظيفة.كما استبعد امكانية اجراء اصلاحات في ملف الهجرة في ظل هذه الاجواء السائدة.
الكاتب رأى ان "مزاج الولايات المتحدة" قد يعزز اهتمام المسؤولين بقضايا الداخل، خاصة وان الكثير من الاميركيين اصلاً يشككون بما تستطيع واشنطن انجازه بالخارج بعد التدخلات العسكرية في العراق وافغانستان. وقال ايضاً ان الكثير من الاميركيين يشعرون بالاحباط حيال الحلفاء الذين يرون انهم لا يتحملون جزءًا مقبولاً من الاعباء المشتركة، وانهم مقتنعون اكثر فاكثر بان على الحكومة الاميركية التركيز على اصلاح الوضع في الداخل وتقليل الاهتمام بالخارج.
ثغرات اوروبية في مجال مكافحة الارهاب
الباحث الاميركي "Matthew Levitt" كتب مقالة نشرت بتاريخ الرابع والعشرين من آذار مارس الجاري والتي قال فيها ان تفجيرات بروكسل الاخيرة قد اكدت بشكل قاطع ان تنظيم داعش مصمم على تخطيط وتنفيذ هجمات في الغرب اكثر تطوراً و خطورة من الهجمات الصغيرة الفردية (والتي تسمى “Lone Wolf Attacks”).
و قال الكاتب انه ذلك يجب ان لا يفاجئ المسؤولين الغربيين العاملين في مجال مكافحة الارهاب، اذ اشار الى انه و بعد مرور اسبوع واحد على هجمات “Charlies Hebdo” في فرنسا، تم احباط مخطط ارهابي كبير في منطقة “Verviers” في بلجيكا.و تحدث عن حملة مداهمات قامت بها الشرطة البلجيكية بعد ان تلقت معلومات حول المخطط الارهابي، حيث اكتشفت اسلحة اوتوماتيكية ومتفجرات ووثائق مزيفة، واصفاً ذلك بانه كان "نقطة تحول" للمسؤولين الاوروبيين العاملين في مجال مكافحة الارهاب.و اوضخ الكاتب انه وبحسب المعلومات التي حصلت عليها اجهزة الاستخبارات في دول اوروبية وشرق اوسطية، فان المداهمات احبطت هجمات ارهابية كبرى "في بلجيكا على الارجح"، رغم ان التحقيق الذي جرى في نشاطات الجماعة التي كانت تخطط لهجوم شمل دولًا اوروبية عدة، مثل فرنسا و اليونان و اسبانيا و هولندا. وقال ان المسؤول الاساس عن المخطط المدعو عبدالحميد عبود كان يدير العملية من منزل في اليونان عبر هاتفه الخلوي، بينما كان ينشط عددٌ آخر من المنتمين الى المجموعة في عدة بلدان اوروبية اخرى.
وعليه قال ان السلطات بدأت تدرك حجم التهديد الذي كانت تواجهه اوروبا وانه لم يعد يختصر على الافراد الذين يتأثرون برسالة الجماعة بل بات يشمل مقاتلين ارهابيين مدربين وذوي خبرة، يتلقون المعلومات من داعش.
وأضاف الكاتب مع حلول شهر ايار مايو عام 2015، توصل المسؤولون الاميركيون الى استنتاج بان طبيعة التهديد الذي تشكله داعش تغيرت بشكل جوهري، اذ قدرت الاستخبارات الاميركية آنذاك ان هجمات داعش المستقبلية ستشبه مخطط “Verviers” الذي تم احباطه في بلجيكا. واضاف ان طبيعة المخطط هذه (الذي شمل التحقيق فيه عدة دول) اكد للمسؤولين الاوروبيين و الاميركيين على اهمية مشاركة المعلومات بين الاجهزة الوطنية، الا ان تنفيذ الاصلاحات المطلوبة على هذا الصعيد اخذ وقتاً طويلاً.
الكاتب لفت الى ان هجمات باريس في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي اظهرت تحولاً في مخططات داعش السابقة لجهة مستوى التدريب و امن العمليات. وقال ان تفجيرات بروكسل الاخيرة جاءت لتؤكد دون اي مجال للشك حصول تحول في التهديد الذي تشكله داعش لاوروبا. الا انه حذر بالوقت نفسه من انه وعلى رغم ادراك اوروبا لحجم هذا التهديد، الا انها تبقى عاجزة عن التعامل معه، وتحدث بهذا الاطار عن وجود ثغرات في قدرات الدول الاوربية على صعيد مكافحة الارهاب، اضافة الى الثغرات لجهة دمج اللاجئين في المجتمعات الاوروبية.
كما اعتبر ان التحديات والثغرات قد ظهرت جلياً مع فشل الاجهزة الامنية العثور على مخطط هجمات باريس صالح عبد السلام إلا بعد مرور اربعة اشهر على الهجوم.كذلك لفت الى التقرير الاخير الصادر عن منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب والذي كشف بان هناك دولًا اوروبية ليس لها اتصالات الكترونية مع "الانتربول" عند المعابر الحدودية.