ارشيف من :ترجمات ودراسات
تعاظم التهديد البحري لـ’إسرائيل’
قال معلق الشؤون العسكرية في موقع "والاه" أمير بخبوط إنه من المنطقي أن نفترض أن عيون الاستخبارات الإسرائيلية تتجوّل منذ سنوات طوال في بندر عباس، وهي مدينة بحرية في جنوب إيران، فـ"إسرائيل" تعمل من الفضاء عبر الأقمار الصناعية، من البحر - بواسطة سفن حربية وغواصات، في مجال الإشارات - من خلال تعقّب أجهزة خلوية أو شبكات حوسبة، وربما حتى من خلال عملاء على سطح الأرض"، وأضاف "الأمر الواضح أن المسألة تتعلّق بجهد استخباري يبذل على مدار الساعة. بندر عباس هي عاصمة إقليم هرمزغان. في السنوات الماضية يصدّر الإيرانيون منها عبر البحر بشكل أساس التمر، الفاكهة، مواد بناء، ولكن أيضا وسائل قتالية. أية إشارة صغيرة للمستوعب أو السفينة التي يتم إخفاء الصواريخ فيها، القذائف أو الرادارات، يمكن أن تساعد سلاح البحر الإسرائيلي بإحباط محاولة نقل السلاح إلى حزب الله أو حماس. وقد أصبحت المهمة معقّدة جدا لأن الإيرانيين يحاولون ترحيل سفن أسلحة من أماكن أخرى".
وتابع بخبوط: "في عملية "الجرف الصلب" التي استمرت خلافًا لكل خطط الجيش الإسرائيلي أكثر من خمسين يوما من القتال، نجح غواصو حماس بالتسلل إلى الأراضي "الإسرائيلية" عبر شاطئ زيكيم، لإدارة معركة مقابل قوات البر والتي انتهت دون وقوع إصابات بين قواتنا.. في الجيش الإسرائيلي تفاخر المسؤولون بأن مقاتلي الكومندو البحري التابعين لحماس لم يعودوا إلى غزة ولكن في العمق الجميع يدرك ظهور ثغرة يجب مواجهتها والاستعداد لها بمختلف القدرات. وخاصة استخباريا وعمليا".
بخبوط أشار الى أنه "في آذار عام 2011، أثناء القبض على سفينة السلاح "فيكتوريا" كان هناك أمر استثنائي جدًا في الحمولة التي كانت مخصصة لحماس ما أدى الى إشعال الضوء الاحمر في الجيش الإسرائيلي، 6 صواريخ شاطئ - بحر موجّهة من نوع C-704، تشكّل تهديدا مباشرا على القطع البحرية لسلاح البحر ومنصة الغاز، أو أنها تتيح نقل قتال منظمة حماس من البر إلى البحر، على شاكلة تعاظم حزب الله - الذي اثبت في حرب لبنان الثانية انه قادر على ضرب وإغراق سفن الصواريخ المتطورة مثل السفينة البحرية حانيت، وترك ندبة عميقة في تاريخ سلاح البحر الإسرائيلي".
موقع والاه الاسرائيلي
ولفت بخبوط إلى أن "الايرانيين لم يتنازلوا في العقد الأخير عن محاولات مساعدة تعاظم المنظمات. بحسب تقدير مسؤوليين رفيعين في الجيش الإسرائيلي، التهديد من غزة سهل الانفجار، ومن ناحية حزب الله هو محلّ تحدّ. التغيير الأساسي الإضافي بينهما يتراوح بين كميات وجود الوسائل القتالية. الدليل الأول حيال ذلك هو الوسائل القتالية الكثيرة التي كشفت في عملية الجرف الصلب في القتال بين المنظمات الفلسطينية والجيش الإسرائيلي وفي الشمال، في انتقال امتلاك حزب الله لكمية كبيرة من الصواريخ إلى صواريخ دقيقة. فرضية العمل في سلاح البحر هي أن كافة الوسائل القتالية التي شوهدت في تلك التجربة التي نفذها الايرانيون في شباط 2015 باطلاق صواريخ بر بحر على سفينة وهمية، قد انتقلت إلى حزب الله وسوف تنقل على ما يبدو في المستقبل إلى حماس في غزة".
وينقل موقع "والاه" عن رئيس مركز بحوث الفضاء في معهد فيشر للبحوث الاستراتيجية الجوية والفضائية طل عنبر أن الإيرانيين يطوّرون تهديدات مختلفة في المجال البحري. لديهم الصيغة البحرية لفتح 110 صواريخ بمدى 150 كيلومترا، وهو ذو رأس حربي يحوي مئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة. ولديه دقّة موضعية تقريبا. هو بالتأكيد قادر على استهداف منصة. هناك كذلك الخليج الفارسي، مع رادار ورأس موجّه. مع جهاز تحسّس الكترو-بصري".
ويتحدّث عنبر وفق التقارير الأجنبية عن" احتمال أن تكون سوريا قد نقلت صاروخ ياحونت إلى حزب الله، أو أن الجيش السوري الذي يشغّل الصاروخ سيساعده أثناء الحرب ضد "إسرائيل"، لكنه في الواقع قلق جدا من استعراض القدرات الصينية. "يكفي رؤية في استعراض السلاح التطوّرات الصينية لنفهم ماذا يحصل في السوق. صواريخ أسرع من السابق وعلاقات أكثر بالتشخيص". في كلامه يلمّح عنبر إلى أن المال الكبير لدى إيران بعد الاتفاق مع الغرب، سوف يغير المعادلة في الشرق الأوسط ويؤدي إلى منطقة صواريخ نوعية ستصعّب مهمة الدفاع والهجوم على سلاح البحر".
ويضيف بخبوط ان "الاستخبارات الإسرائيلية تبحث عن قصاصة معلومات واحدة صغيرة، عن طرف خيط، حتى لو كان رفيعًا كالشعرة، من أجل تحريك تشكيلات كاملة ستحدد موقع سفينة السلاح. أحجام الوسائل القتالية في قطاع غزة تشير إلى أن أكثر من عملية تهريب منفردة غابت عن ناظري الجيش الإسرائيلي. تحديات سلاح البحر لا تنتهي بسفن السلاح، أو ملاحي الغواصات، وصواريخ ساحل - بحر. الخشية من الطائرات التي ستحاول استهداف المنشآت الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي وحتى القطع البحرية مقلقة وهي تتجلّى في مهنة الجمع. أيضا تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باحتلال أراض في إسرائيل، تترجم إلى محاولة الاستيلاء على منصة الغاز أو القطع البحرية. وأوضح ضابط كبير في الجيش انه "يوجد معرفة متبادلة بين حماس، حزب الله وإيران، وهذا يتجسد في مجالات كثيرة، فالتعاون بينهم فعّال".
وكتب بخبوط أن "هذا التجسيد للجبهة البحرية في نشاط الجيش الإسرائيلي آخذ بالتزايد في السنوات الأخيرة. لذلك تقرّر نقل ضباط من حوض الاستخبارات في سلاح البحر إلى الموساد، الشاباك وأمان واستيراد عناصر من الأجهزة الأمنية إلى حوض الاستخبارات، من أجل إيجاد لغة مشتركة". وخلص الى أن "هذه معركة بين الحروب.. معظمها سري والجزء اليسير انكشف خلال السيطرة على سفن أو بحسب أخبار أجنبية خلال الهجوم على قوافل السلاح المفترض أن تنقل إلى الأراضي اللبنانية أو قطاع غزة أو باغتيال شخصيات أساسية في مجال تجارة السلاح".
ووفقًا لكلام الضابط الكبير، فإن هناك سباقًا أيضًا في المجال الاستخباراتي.. العدو يحاول تحسين طرقه لكننا نتغير نحن أيضا. أيّة غواصة أخرى تأتي إلى هنا توسعّ قدرات الجمع لدى الجيش الإسرائيلي تحسّن وضعنا".