ارشيف من :ترجمات ودراسات
إعلام العدو: مكانة الأسد المتعززة تتحوّل من مشكلة الى حل
تطرّقت صحيفة "معاريف" اليوم في مقال للمعلّق الأمني لديها يوسي ميلمان الى تحرير الجيش السوري لمدينة تدمر التاريخية بعدما كان تنظيم "داعش" يحتلّها. حيث يقول ميلمان إن الرئيس السوري بشار الأسد يحسّن وضعه في المفاوضات مع المعارضة على التسوية السياسية، وفي الخلفية، بشكل مفاجئ، وقف النار الهش يحترم منذ نحو شهر.. مكانة الأسد المتعززة تتحوّل من مشكلة الى حل، ويبرز فشل السياسة الشرق أوسطية للرئيس الامريكي باراك أوباما".
ويضيف ميلمان إنه فضلًا عن الإنجاز الثقافي المتمثل باستعادة المدينة وآثارها لسيطرة المتحضرين، فإن لاستعادتها أهمية استراتيجية ومعنوية.. تقع تدمر على محور مركزي بين دمشق ودير الزور في شرقي الدولة، على الحدود مع العراق، ويمكن الافتراض بأن الجيش السوري سيستغلّ زخم الانتصار كي يتقدم نحو دير الزور نحو اعادة السيطرة على معابر الحدود مع العراق".
ويتابع ميلمان "كما أن استعادة تدمر تضعف قدرة "داعش" على الدفاع عن الرقة، التي أعلن عنها كعاصمة الخلافة. عمليًا، تنظيم "داعش" الآن محاصر من ثلاث جهات. من الشمال الشرقي، على طول الحدود التركية، تتقدم القوات الكردية. من الغرب الجيش السوري، ومن الشرق جيش العراق، الذي يصعد هجماته على الموصل، المدينة الثانية في حجمها في الدولة والمعقل العمراني الاكبر لـ"داعش"".
تدمر المُحرّرة
تنظيم "داعش" في انسحاب مستمر، يتابع ميلمان، وهو يتكبّد الهزائم في ميدان المعركة. قادته الكبار يُقتلون. آخرهم، كان نائب الزعيم ابو بكر البغدادي.. في أوساطه حالات فرار، وتنكشف مواجهات عنيفة بين المتطوعين الأجانب ورجال التنظيم المحليين، من سوريين وعراقيين. ومنشآت النفط، التي شكّلت أساس مداخيله، تضرّرت بشدة في القصف. ولن يبعد اليوم الذي يتبدد فيه "داعش" كفكرة وكخيال لإقامة خلافة "إسلامية" على نمط القرن السابع".. فكرة "داعش" لن تختفي، ولكن شدة وقوة جاذبيتها ستضعف. وعندما يحصل هذا، سيتقلص "داعش" الى حجمه الحقيقي، عصابة عنيفة من "البعثيين" في العراق، وسيعود لما هو في جوهره، تنظيم إرهابي على نمط القاعدة، وإن كان أكثر تطورًا ووحشية. وستؤثر هزائم "داعش" أيضًا على مؤيّديه، ممن أقسموا له الولاء وستضعفهم؛ من "بوكو حرام" في نيجيريا الى أنصار "بيت المقدس" في سيناء وفي أوروبا".
وبحسب يوسي ميلمان، فإن "الانتصار في تدمر يمنح الجيش السوري حقنة معنوية كبيرة للغاية، فبعد أن ثبت حكمه في دمشق وفي قاطع الشاطئ "العلوي"، وبعد توجيه أنظاره شرقًا وشمالًا، لن يبعد اليوم الذي يحاول فيه الجيش السوري أن يستعيد لنفسه السيطرة في جنوب الدولة، قرب الحدود مع الاردن".