ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: خطة الغرب ضد الاسد حماقة

الصحف الاجنبية: خطة الغرب ضد الاسد حماقة

أكدت الصحف الأجنبية حماقة الخطة التي اتبعها الغرب للفوز بالحرب ضد النظام السوري بشار الاسد، داعية إلى محاربة تنظيم "داعش" بشكل فاعل.

كتب الصحفي “Matt Purple” مقالة نشرها موقع “National Interest” بتاريخ اليوم التاسع و العشرين من آذار مارس الجاري و التي حملت عنوان "تدمر تثبت بان الاسد هو الاقل شراً"،و التي اكد فيها ان ادعاء البعض بان الرئيس السوري بشار الاسد لعب دوراً محورياً بانشاء داعش هو في غير محله.و قال الكاتب ان المسؤول الحقيقي عن ذلك هو تنظيم القاعدة في العراق الذي هو سلف داعش،وكذلك موجة المقاتلين الاجانب من دول مثل تركيا و الاردن و السعودية بشكل خاص.و اشار الى استطلاع للرأي اجري عام 2014 كشف بان السعوديين هم الاكثر تقبلاً لدعاية داعش،مضيفاً ان ذلك ليس بالامر المفاجىء، اذ تقوم العائلة الملكية السعودية "باحتضان الاسلام الوهابي المتطرف" منذ عقود،و تتلاعب به ايضاً.و عليه شدد على ان هذا العنصر هو الذي "زرع بذور  همجية داعش اكثر من اي شيء آخر".

بالتالي قال الكاتب ان هناك قوى اقليمية اكثر شراً من نظام الاسد،رغم ان الاخير يشن حرباً شرسة على حد تعبيره.و اشار الى ان الاسد قام بحماية المواقع الاثرية بمدينة تدمر،بينما قامت داعش بتفجيرها،مضيفاً ان ذلك يأتي في اطار نمط معين،اذ قامت حركة طالبان بتفجير التماثيل البوذية التي عمرها 1,700 سنة، و قام السعوديون الوهابيون كذلك بتدمير ضريح الحسين في اوائل القرن التاسع عشر.

الصحف الاجنبية: خطة الغرب ضد الاسد حماقة

بناء عليه قال الكاتب ان بعض خصوم اميركا في الشرق الاوسط "يؤمنون بنسبة معينة من الحضارة"،بينما هناك آخرين هم فقط مخربون. وأضاف ان الولايات المتحدة تخوض حرباً بشكل اساس مع الفئة الثانية.

الكاتب اعتبر ان تحرير تدمر يجب ان يكون موضع ترحيباً،و رأى ان في سوريا الآن يجب الاختيار بين السيء و الاسوأ،على حد قوله.كما اكد ان اي سلام لن يتحقق عسكرياً و انما من خلال مفاوضات متواصلة بين النظام و المعارضة في جنيف تحت رعاية الولايات المتحدة و روسيا.و بينما قال ان الحل السياسي يمكن ان ينتج حكومة وحدة او تجزئة لسوريا،شدد على انه لا يمكن اقصاء النظام من العملية الدبلوماسية،لافتاً الى ان النظام لا يزال يحكم مناطق شاسعة من البلاد و يعتبر القوة الشرعية الوحيدة بالنسبة للعلويين و آخرين كثر من سكان غرب سوريا.

و في الختام اعتبر الكاتب ان خطة الغرب للفوز بالحرب ضد الاسد تبين انها حماقة،و قال ان الاهتمام الاولي للغرب يجب ان يكون كسب السلام و خوص المعركة ضد داعش.

باكستان

من جهته، الباحث الباكستاني سلمان رافي شيخ كتب مقالة نشرها موقع “Asia Times” بتاريخ الثامن و العشرين من آذار مارس الجاري و التي قال فيها ان تفجيرات مدينة لاهور الباكستانية الاخيرة التي اودت بحياة اكثر من سبعين شخصاً انما تعكس مشكلة باكستان القديمة مع الهويات الدينية المتنافسة و محاولات الغالبية "لتطهير" الارض الذي يرون انها ملوثة بجماعات و طوائف دينية اخرى.

الكاتب نبه الى ان "جماعة الاحرار" (التي اعنلت مسؤوليتها عن الهجوم) هي من بين الجماعات التابعة لحركة طالبان التي اظهرت ميولاً للانضمام الى داعش،لافتاً الى ان الجماعة هذه اجرت تعديلات تنظيمية و عملانية من اجل ذلك.

كما قال الكاتب ان ايديولوجية "جماعة الاحرار" هي اكثر عنفاً و تطرفاً ضد الاديان الاخرى من اي فصيل آخر تابع لحركة طالبان،مضيفاً ان ذلك قد ادى الى ان يصبح التهديد الجديد لامن باكستان.ولفت الى ان الجماعة اعلنت مسؤوليتها عن اغلب الهجمات الارهابية التي شهدتها باكستان خلال الاشهر القليلة الماضية،لكنه شدد بالوقت نفسه على ان مشكلة الارهاب في باكستان لا ترتبط فقط بالعنصر الاقليمي.و اعتبر ان المشكلة تمتد الى داخل المجتمع الباكستاني و ان العنصر الاقليمي لم يأت الا حديثاً.

الكاتب شدد على ان هذه ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها المسيحيون في باكستان،لكنه لفت بالوقت نفسه الى ان هجمات لاهور هي الاخطر منذ التفجير الذي استهدف كنيسة في مدينة بيشارو عام 2013 و الذي اودى بحياة اكثر من ثمانين شخص.

كذلك تحدث الكاتب عما يحصل حالياً في العاصمة اسلام اباد،اذ يقوم من وصفهم "بالعصابات الدينية" بالتظاهر في "المنطقة الحمراء" لاجبار الحكومة على اعدام امرأة مسيحية تدعى “Aasia Bibi” اتهمت بالتجديف عام 2009،و رأى ان ذلك يدل على مدى تصعيد الكراهية الدينية في باكستان.

و اكمل الكاتب بان حاكم ولاية بنجاب الباكستانية سلمان تيسير كان قد عارض آنذاك استخدام قانون التجديف ضد السيدة “Bibi”،و هو ما ادى الى اغتياله على ايدي حارسه الامني "ممتاز قدري".كما اضاف ان قدري اعدم شنقاً مؤخراً،و هو ما ادى الى الاحتجاجات لمئات مناصريه في المنطقة الحمراء في اسلامباد و التي تتطالب باعدام السيدة المسيحية،مضيفاً ان المحتجين وضعوا العاصمة تحت الحصار.

برأي الكاتب فان وقوع الحدثين في اليوم ذاته (هجوم لاهور و اجتجاجات المنطقة الحمراء في اسلامباد) يظهر ان مشكلة التطرف الديني في باكستان لا تنحصر فقط بالجماعات التابعة لطالبان،و قال ان احتجاجات اسلامباد تجدد التاكيد على ان المشكلة لا تنحصر فقط "بمنطقة نائية معينة" بل اخترقت المدن الكبرى و كذلك ما يسمى"بالطبقة المثقفة".كما توقع ان تتفاقم المشكلة في حال تم التعاطي معها فقط عبر العمليات العسكرية و الاستخبارتية.

و اشار الكاتب الى ان خطة الدولة للتصدي للارهاب لا تتطرق الى تغيير منهاج التعليم رغم ان ما يدرس في المدارس و الجامعات هو سبب اختراق التطرف للنسيج الاجتماعي.و لفت الى ما كشف منذ بعضة ايام فقط بان احدى الكتب الصادرة في باكستان يحتوي على مواد تسيء الى الاقلية البلوشية التي هي من اصغر الاقليات في باكستان.كذلك قال ان الكتاب المذكور تعرض لانتقادات واسعة من قبل المجتمع المدني الباكستاني و بعض الدوائر السياسية.

و اشار الكاتب ايضاً الى انه و على الرغم من ان ناشر الكتاب قدم اعتذارا رسميا،الا ان اي اجراء رسمي لم يتخذ ضد الناشرين و مؤلفي الكتاب،لافتاً كذلك الى ان الكتاب المذكور كان يدرس في باكستان لاعوام عدة.

و شدد الكاتب على ان لا يمكن التصدي لمشكلة التطرف الديني في باكستان فقط من خلال العمليات العسكرية بل من خلال تغيير المفاهيم التي جاءت مباشرة بعد تاسيس الدولة الباكستانية (ان باكستان ارض المسلمين النقية).و اعتبر ان مثل هكذا مقاربة فقط هي التي يمكن ان تغير منظار باكستان لجهة سياستها الاقليمية و الخارجية عموماً.

2016-03-29