ارشيف من :آراء وتحليلات
هل بدأ العد التنازلي للحرب في الصحراء الغربية؟
يشهد ملف الصحراء الغربية حركية غير مسبوقة في هذه الفترة بعد ركود طويل كاد يدخل هذه القضية في طي النسيان. ولا يتعلق الأمر فقط بالأزمة التي أثارتها زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للأراضي الصحراوية المحررة، ولكن أيضا بالتحركات العسكرية لطرفي النزاع، المغرب من جهة، وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) من جهة أخرى.
لقد تحدثت مصادر عدة عن قيام المغرب بحشد قوات إضافية في الآونة الأخيرة قرب الجدار العازل الذي يقسم الصحراء الغربية إلى جزأين، جزء خاضع للمغرب وآخر تحت سلطة البوليساريو. وبحسب الرواية المغربية فإن الرباط انسحبت من الأراضي الصحراوية الخاضعة اليوم للبوليساريو لتجنب الإحتكاك مع الجيش الجزائري فيما تصر جبهة البوليساريو على أنها حررت تلك الأراضي بقوة السلاح وأجبرت الجيش المغربي على مغادرتها.
التحاق بالجبهة
وفي هذا الإطار تشدد الحقوقية والناشطة السياسية في جبهة البوليساريو النانة الرشيد لموقع العهد الإخباري على أن تحركات المغرب الأخيرة هي رد على نداء "وزارة الدفاع الصحراوية" لكافة المقاتلين الصحراويين بالداخل والخارج للعودة إلى الخطوط الأمامية. كما دعت الجبهة، بحسب الرشيد، سكان الأرياف في المناطق الصحراوية "المحررة" إلى توخي الحيطة والتأهب لمغادرة مواقعهم ساعة إشعارهم بذلك.
وتلفت الرشيد إلى أن هناك احتمالات كبيرة لاندلاع حرب وشيكة بين البوليساريو والمغرب بعد أن ضاق السكان الصحراويون ذرعا بأوضاعهم المزرية في مخيمات اللجوء في تندوف حيث الفقر والفاقة وقلة ذات اليد دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا. فالصحراويون بحسب الناشطة السياسية الصحراوية يطلبون فقط أن يلتزم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بوعودهم بإجراء استفتاء حق تقرير المصير الذي كان الوعد بتحقيقه سبب وقف إطلاق النار سنة 1992.
معاناة إنسانية
لقد طال أمد انتظار استفتاء تقرير المصير وطال معه أمد معاناة الصحراويين في المخيمات في تندوف. والسبب في ذلك، بحسب النانة الرشيد، هو مماطلة المغرب وتواطؤ القوى الغربية الداعمة له وعلى رأسها فرنسا وكذلك الكيان الصهيوني الذي ساعد المغرب في بناء الجدار العازل الذي يقسم أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب أو الصحراء الغربية.
ويرى الصحراويون في تندوف أن هناك اختلافات بالجملة بينهم و بين المغاربة، فهم قبائل عربية حسانية فيما غالبية الشعب المغربي من الأمازيغ، كما أن اللهجة الصحراوية تختلف عن لهجات عموم المغرب. ويعتبر الصحراويون في تندوف أن الشعب الموريتاني هو الأقرب إليهم من ناحية اللغة والعرق ويساءل بعض هؤلاء بما مفاده أنه او كانت الصحراء الغربية جزء من المغرب لماذا لم يقم بتحريرها من الإستعمار الإسباني، وكيف يمكن للمغرب التي تصر على أن الصحراء جزء من أراضيها أن تقبل بعرض الجنرال الإسباني فرانكو بتقسيمها بين المغرب و موريتانيا؟
لقاء تشاوري
ويشار إلى أن لقاء تشاوريا رفيع المستوى جمع الأسبوع الماضي الحكومتان الجزائرية والصحراوية بالعاصمة الجزائرية. و نظر الإجتماع الذي ضم الوزراء الاول وأعضاء الحكومتين في التطورات الأخيرة التي تعرفها القضية الصحراوية.
والجزائر هل الدولة التي تستضيف اللاجئين الصحراويين في مدينة تندوف الجنوبية والذين يسميهم المغرب "المحتجزين" ويتهم الجزائر باحتجازهم. وذلك بالرغم من أنه يسمح لهم بالسفر إلى الخارج للدراسة والعمل و زيارة الأقارب من المطارات الجزائرية وخصوصا مطاري تندوف والجزائر العاصمة.